قال محمد أبو حامد، البرلماني السابق، أن مسألة قطع العلاقات مع تركيا أو أي دولة أمر مستبعد، لأن هناك مصالح مشتركة بين الدولتين وأن قطع العلاقات قد يؤثر على تلك المصالح والتي من الممكن أن تؤثر على بعض المواطنين الذين ليس لهم أي ذنب في تطاول الرئيس التركي.
وأضاف أبو حامد في تصريح خاص ل"الفجر"، أن الرئيس عبد الفتاح السيسي أكد سابقاً، أن هناك فرق بين فكر دولة بأكملها وفكر فرد، موضحاً أن الفرد يرى تصريحات الرئيس التركي مُستفزة ويطالب باتخاذ قرار فوري بقطع العلاقات ويتخذ وقف عنيف ضد ما تتعمد أن تقوم به تركيا.
وتابع: "فكر الدولة مختلف عن الفرد لأن لها اعتبارات أخرى مثل وجود مستثمرين ورجال أعمال وشركات تركية، وشراكات بين مستثمرين مصريين وآخرين أتراك على أرض مصر، وبالتبعية هناك مصالح موجودة في تركيا قد تكون لبعض المواطنين المصريين، وقد تكون في تركيا في جالية مصرية".
وأوضح أبو حامد، أن الرئيس السيسي يفكر في الاجراء المناسب لوقف تدخل تركيا، وفي نفس الوقت لا يضر بمصالح استراتيجية أخرى للشعب المصري، مشيراً إلى أن السيسي قال للإعلاميين بنيويورك الخميس الماضي: " العلاقات بين الدول ليست معركة أو خناءه، انما هي توازنات بين المصالح الاستراتيجية".
وقال: "الرئيس أمامه أمور لابد أن يوازن بينها عند تقييم علاقاته مع تركيا وقبل اتخاذه القرار بشأنها، أولها وقف تدخلها في شؤون مصر، وأن يرد رد يتناسب مع هيبة الدولة المصرية وقدسيتها، وفي نفس الوقت لابد أن لا يكون لهذا الرد ضرر استراتيجي لمصالح الشعب أو لمصالح الدولة المصرية".
وأشار إلى أن الرئيس قد اتخذ خطوات بالفعل نحو تركيا، حيث قال انه خفض التمثيل الدبلوماسي بين الدولتين، بالإضافة إلى أن وزير الخارجية التركي حينما طالب لقاء مثيله المصري في نيويورك على هامش اجتماعات الاممالمتحدة كان الرد المصري بالرفض، فضلاً عن أن وزير الخارجية سامح شكري اصدر بيانا قويا يرد ه على خطاب الرئيس التركي أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، وقال ان الدولة ستتخذ المزيد من الاجراءات التي من شأنها أن تخفض التمثيل الدبلوماسي وتخفض العلاقات إلى الحد والمستوى الذي لا يضر بمصالح أحد.
وتوقع أبو حامد أن يكون هناك حوار بين الرئيسين السيسي واردوغان خلال الفترة القادمة، قائلاً : " الدول لا يوجد بينها خصام، فسبق وجلسنا مع عدونا الكيان الإسرائيلي بعد الحرب ضده بأيام".
وأشار إلى كلمة الرئيس السيسي :"مصر لا تبحث عن عداوات، ومنفتحة على الجميع، وانما لديها مبادئ تحكم علاقاتها الدولية"، لافتاً إلى أن هذه المبادئ تتمثل في وجود احترام متبادل ومصالح مشتركة، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية وعدم دعم القوى والعناصر الارهابية، وعدم تمويل الانشطة المعادية لمصر.
وأكد أن الحوار المشترك بين الدولتين في اطار العلاقات المشتركة، سيحدث اذا التزمت الدولة التركية بالمبادئ واعتذر الرئيس التركي عن إساءته للشعب، حينما رفض ارادته التي ظهرت في 30 يونيو، واظهر احترامه في التعامل مع الدولة ورمزها المتمثل في الرئيس السيسي، فضلاً عن وقف دعم الدولة التركية للأنشطة المعادية لمصر والارهابيين، والتدخل في شؤوننا.