تعاني محافظة الدقهلية وأغلب محافظات الدلتا في مثل هذه الفترة من كل عام من ظاهرة السحابة السوداء، بسبب قيام الفلاحين بحرق قش الأرز .
ويتسبب قيام الفلاحين بحرق قش الأرز بقرى الدقهلية، في حدوث سحابة سوداء تملأ سماء المحافظة وتؤثر على صحة المواطنين مما يؤدي إلى حدوث الكثير من حالات الإغماء بين المواطنين، بينما تعاني المحافظة من غياب المسئولين لمنع حدوث مثل هذه الحالات .
بينما يؤكد لنا الفلاحين أنهم لا يجيدون بديلاً لحرق قش الأرز، فماذا يصنعون به خاصة أن القش لا يستخدم كعلف للماشية والحيوانات .
ويقول الحاج "جمال" فلاح بقرية ديو الوسطى التابعة لمركز السنبلاوين: أنه بعدما يقوم بحصاد الأرز يتبقى القش في الأرض ولا يجد بديلاً لحرقه ، لأنه لا يستخدم القش علف للماشية ، وإذا كان هناك طريق أخرى غير الحرق ، فيجب على الحكومة ومديرية الزراعة إخبارهم بها .
بينما يؤكد لنا الحاج "صلاح" فلاح بنفس القرية أنه لا يمكن أن ينتظر حتى ترسل له الجمعية الزراعية "مكابس" وآلالات لكبس القش ونقله، لأن هذه العملية تستغرق شهور لقلة هذه الآلات، وبالتالي لا يستطيع ترك القش في أرضه كل هذه الفترة، لأنه بعد حصاد الأرز، يبدأ في تجهيز الأرض للموسم الشتوي، وإنتظار آلالات الحكومة سوف يأخره جداً .
كما أكد عدد من الفلاحين أنه قبل أن تعاقبهم الحكومة على حرق القش، عليها أن تجد بديلاً مناسبة وفي إستطاعة الفلاح، للتخلص من القش وبطرق أمنة بعيداً عن الحرق .
ومن جانبه، أكد اللواء عمر الشوادفي محافظ الدقهلية، قرار رقم 338 لسنة 2014 بحظر حرق قش الأرز نهائيًا بدائرة المحافظة، وتطبيق العقوبات الجنائية المقررة في هذا الشأن الواردة بأحكام القانون رقم 4 لسنة 1994 وتعديلاته، ولكن بالرغم من هذا القرار، واعلان المحافظة بتشديد العقوبة، إلا أن هذا لم يكن كافياً لوقف ظاهرة حرق قش الأرز والسحابة السوداء بالمحافظة.
وأكد المهندس عماد عبد الرحمن الخبير البيئي، أن المحافظة تعاني من غياب المسئولين الزراعين ومسئولين البيئة مما يشجع الفلاحين على حرق القش، كما توقع أن المحافظة ستشهد خلال الأيام القادمة وخاصة فترة أجازة عيد الأضحى المبارك إرتفاع السحابة السوداء بسبب قيام الفلاحين بحرق القش، مستغلين غياب المسئولين بسبب أجازة عيد الأضحى المبارك.
كما أكد أحد المسئولين بجهاز مكافحة مصادر التلوث بجهاز شؤون البيئة، أن وزارة الدولة لشؤون البيئة قامت بفتح باب التعاقد مع الأهالي بجميع نطاق القرى والمدن بالمحافظة، مؤكداً أنه يتم تجميع قش الأرز بمواقع معينة، ويتم المحاسبة بقيمة 82.5 جنيهًا لكل طن و يتم تجميعه من قبل الجهاز، وهذا ما نفاه الفلاحين تماماً مؤكدين غياب الإرشاد الزراعي .
ومن جانبها، أصدرت الحملة الشعبية لكشف الفساد بالدقهلية بياناً تستنكر فيه غياب مسئولين الإدارة الزراعية والجمعيات الزراعية بالمحافظة، مما يشجع الفلاحين على حرق القش، وطالبت الحملة المسئولين بترك مكاتبهم والنزول إلى أرض الواقع، للتعرف على حجم المأساة التي تعاني منها المحافظة بسبب حرق قش الأرز .