قال اللواء محمد الغباشى الخبير العسكرى وعضو الهيئة العليا لحزب حماة الوطن، معقبًا على تردى الأوضاع فى اليمن وسيطرة الحوثيين على مؤسسات حيوية فى الدولة، إن المقصود بتلك الأحداث هو السعودية ومصر والضغط عليهما عبر مزيد من تدهور الأوضاع الأمنية والاضطرابات الحدودية من خلال مخطط أمريكى وفق ادواتهم فى المنطقة مثل داعش شمالاً والذى تزامنت عملياتها الإرهابية مع تصعيد الحوثيين الموالين لإيران جنوباً. وأضاف الغباشي، فى تصريحات خاصة ل "الفجر" لا يمكن فصل الأحداث الإرهابية التى تحدث فى الشمال السعودى من خلال تنظيم داعش الإرهابى الذى ينشط حاليا فى سوريا والعراق عن تلك الأحداث التى تحدث جنوباً من خلال الحوثيين الموالين لإيران، مشيرًا إلى أن الموقف السعودى المساند لمصر بعد ثورة 30 يونية والذى أدى بدوره إلى توتر العلاقات السعودية الأمريكية بخلاف تمويل السعودية والإمارات صفقات السلاح الروسى الذى تعاقدت عليها مصر، دفع بالولاياتالمتحدة إلى تصعيد الاضطرابات لعمل "كماشة" على السعودية.
وأكد الخبير العسكري، أن اليمن دولة فى غاية الأهمية بالنسبة إلى مصر بسبب اشرافها على مضيق باب المندب الجناح الجنوبى لحركة الملاحة فى هذه المنطقة بخلاف قناة السويس شمالاً، مضيفًا أن أى اضطرابات تحدث فى هذه المنطقة مؤثرة لا محالة على قناة السويس .
كما الغباشى، أن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، فطن إلى أهمية تلك المنطقة مما دفعه إلى ارسال قوات مصرية لتهدئة الأوضاع قبل نكسة 67 وبصرف النظر عن اختلافنا أو اتفاقنا مع هذه الخطوة الا أنها كانت دلالة على الأهمية البالغة التى تمثلها اليمن وهدوء جبهتها الداخلية بالنسبة إلى مصر، موضحًا أهمية الطرح الذى قدمه الرئيس عبد الناصر عن العمق الجنوبى لمصر الذى لا يختزل فى منابع النيل وتأمين قناة السويس من ناحية الجنوب بل يشمل القارة الإفريقة كأحد أهم الدوائر الحيوية لمصر ليس فقط على صعيد الهوية والانتماء الثقافى وإنما على صعيد المصالح الحيوية والاستراتيجية .
وأشار إلى أن منطقة القرن الإفريقى تشهد تهديدات ليست بالهينة تتمثل فى النفوذ الكبير الذى تتمتع به كل من إيران وإسرائيل خاصة فى اريتريا وجيبوتى الجهة الغربية لمضيق باب المندب، موضحًا الاضطرابات الحادة التى تشهدها الصومال المشرفة على الجهة الغربية للمضيق والتى ادت إلى تنامى عمليات القرصنة منذ بضعة أعوام بالاضافة إلى النشاط الإرهابى من قبل الجماعات الدينية الجهادية مما ادى بالصومال إلى مرحلة الدولة الفاشلة الساقطة فى يد ميليشيات متناحرة ، مؤكدا على التداعيات بالغة السوء على مضيق باب المندب، لافتاً إلى أن الاضطرابات التى تشهدها اليمن شرق مضيق باب المندب تزيد المنطقة التهابا الأمر الذى سيكون له تداعيات بالغة السوء على الأمن القومى المائى المصرى .
وأوضح الغباشى أن المحاولات الإسرائيلية الأمريكية لحصار مصر مائياً من خلال تقوية الموقف الإثيوبى إزاء ملف سد النهضة المخالف لجميع الأعراف وقواعد القانون الدولى اضافة إلى تصعيد التوترات الأمنية فى مضيق باب المندب بضفتيه الصومال واليمن تأتى فى اطار اكثر شمولا واتساعا وهو اضطراب جميع الحدود المصرية ، حيث تتزامن محاولات الحصار المائى جنوبا مع توتر الأوضاع الأمنية غربا عند الحدود مع ليبيا وشرقا عند الحدود مع غزة عبر الأدوات الصهيوأمريكية وعلى رأسها داعش وحماس ، مؤكدا أن ذلك المخطط هو جزء من مخطط اكبر تبلوره مآلات الظروف فى المنطقة العربية خاصة على الصعيد السورى والعراقى اللتين اصبحتا المسرح الذى يمارس خلاله داعش اعماله الإرهابية التى تتذرع بها الولاياتالمتحدة فى حربها " الكاذبة " على الإرهاب والتى تستهدف من تصعيدها توجيه ضربات موجعة وقاتلة للجيش السورى الوطنى عقب فشلها فى استصدار قرار من مجلس الأمن بسبب الفيتو الروسى والصينى كما تستهدف استدراج الجيش المصرى لمواجهات عسكرية خارج الحدود .
واختتم حديثه قائلاً: يجب دراسة المشهد فى كليته واطاره العريض والشامل حيث تموج المنطقة العربية والإفريقية بالأزمات القاتلة قد تجعل من مصر سفينه هوجاء تبحر بين أمواج من نار ولكننا نثق فى قدرة "القبطان" السيسى فى الابحار المدروس وسط هذه المخاطر بما لديه من فهم عميق لعبقرية المكان المصرى الذى اثبت عبر التاريخ أنه رأس مال لا ينضب إن احسن فهمه وتوظيفه وادارته .