ماهر عزيز: مصر تحتاج 7 سنوات لتطبيق قرارات وزارة الكهرباء محصل كهرباء: كيف نطبق قرارات الوزارة.. والمواطنين يمتنعون عن الدفع
مواطنون: قرارات الوزارة لن تحد من سرقات المواطنين والمسئولين
في الأيام الأخيرة، أعلنت وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة بالتعاون مع شركة شمال القاهرة للكهرباء، عن توفير خدمة دفع فواتير الكهرباء من خلال منافذ ''فوري"، كما قامت الشركة بتقديم خدمات إليكترونية أخرى عن طريق دفع فاتورة الكهرباء من خلال الموقع الرسمي للشركة، وأيضا أعلنت الشركة من خلال موقعها الرسمي، عن توفير خدمة تسجيل قراءة العداد للمشتركين التابعين لشركة شمال القاهرة .
وأضافت وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة أنها في بادئ الأمر ستقدم هذه الخدمة لمشتركي شركة شمال القاهرة للكهرباء، حيث أنه يمكن دفع فاتورة الكهرباء عن طريق منافذ فوري أو دفعها عن طريق الموقع الرسمي لشركة شمال القاهرة، ومن جهة أخرى أكدت شركة شمال القاهرة من خلال الموقع الرسمي الخاص بها عن توافر خدمة تسجيل قراءة العداد للمشتركين التابعين للشركة.
وحول هذه الفكرة، قال ماهر عزيز، استشاري وخبير طاقة، إن فكرة دفع فواتير الكهرباء من خلال منفذ فوري وقراءة العداد إلكترونيا فكرة جيدة ولا غبار عليها، لافتاً إلى أن الأتوماتيكية تقلل الأخطاء التي تنتج من العامل البشري وتقدم دقة في القراءات والاحتساب والاستهلاك والمحاسبة أيضا.
وأشار عزيز، في تصريح ل"الفجر"، إلى أن تعاون شركة شمال القاهرة ووزارة الكهرباء تعاون عملي تحتاج إلى تجربة، مؤكدا أن التجربة ستتخذ من 5 إلى 7 سنوات لكي تطبق كاملة على أرجاء الجمهورية لتنفيذها تدريجيا حيث أننا 30 مليون مشترك.
فيما أدان جمال القليوبي، أستاذ وخبير الطاقة والبترول بالجامعة الأمريكية، قرار وزارة الكهرباء بتفعيل قراءة العدادات إلكترونيا، مشيرا إلى أن ذلك سيتسبب في الكثير من الأخطاء التي وصلت في الفترة الأخيرة إلى 200% وظلم لكثير من المواطنين، قائلاً: "إن هناك الكثير من المواطنين الذين يعانون من ارتفاع فواتير الكهرباء لديهم رغم قلة استهلاكهم وهذا ناتج عن القراءة الخاطئة للعدادات رغم تواجد المحصلين أنفسهم وقراءتهم لتلك العدادات ورغم ذلك تحدث الأخطاء"، منوها أن الوزارة لديها 110 ألف محصل والأخطاء متواجدة.
وأوضح أن وزارة الكهرباء تتعامل بالخدمة الإلكترونية أيضا منذ 12 عام ولم تستخدم القراءة الإلكترونية، مطالبا الوزارة بعدم تطبيق ذلك القرار إلا بعد إعادة معايير القراءة للعداد من وقت لآخر حتى يتم مطابقتها مع ما يتم استهلاكه الأفراد لتفادي الأخطاء التي تحدث، مضيفاً أن قرار دفع الفواتير من خلال منافذ بيع فوري هو قرار في صالح المواطن لتسهيل عملية الدفع .
ولرصد ردود أفعال المحصلين بشركات الكهرباء، قال محمد صلاح، محصل بشركة جنوبالقاهرة، إن قرار قراءة العداد إلكترونيا قرار جيد ويحد الكثير من السرقات، موضحاً أنه في حال العمل بتلك القرار بجميع شركات الكهرباء سينتقل المحصلين إلى أعمال إدارية أخرى، كما أنهم سيقوموا بعمل نظام تفتيش بين الحين والآخر وعدم الاعتماد الكلي على القراءة الإلكترونية.
فيما أدان أحمد هنداوي، محصل بشركة جنوبالقاهرة، قراري وزارة الكهرباء والطاقة بدفع الفواتير من خلال منافذ بيع فوري وقراءة العداد إلكترونيا، لافتاً إلى أن المحصل يذهب للمواطن إلى بيته أكثر من مرة ولم يقوم بسداد الفاتورة إلا بعد معاناة، كما أن الشركة حتى الآن لم تضع عقاب لمن يمتنع عن سداد الفواتير، مضيفاً أن الشرطة تتخاذل في دورها بمساعدة وزارة الكهرباء للحصول على فواتير الكهرباء، مطالبا وزارة الكهرباء بتفعيل غرامة مالية على كل من يتأخر عن دفع الفاتورة، ساخراً: "كيف تقوم الوزارة بإصدار قرار دفع الفواتير من خلال منافذ بيع فوري وهي تعلم أن المواطنين يمتنعون عن الدفع ولا رادع لهم" .
وطالب هنداوي الوزارة بتواجد موظفي الوزراة والمحصلين بشكل دوري كل ثلاثة أشهر يتابعون قراءة العداد بشكل يدوي لإحباط أي محاولة للسرقات من المواطنين عند تطبيق قرار قراءة العداد إلكترونيا.
أما من ناحية المواطنين قال محمد سيد، كهربائي، إن المسئولين سيستفيدون من قراءة العداد الإلكترونية، لافتاً إلى أن العداد سيقوم بالقراءة الزائدة عن الاستهلاك، مطالبا الوزارة بإيجاد حلول للحد من تلك السرقات لحل أزمات الكهرباء المزمنة.
فيما قالت أمال عبد النعيم، ربة منزل، إنها لا تمتلك الكمبيوتر لكي تقوم بتسجيل قراءة العداد إلكترونيا، موضح أن ثقتها بموظفي الوزارة الذين يقرأون العداد معدومة، لافتة إلى أن فاتورة الكهرباء تكون مرتفعه جدا عن معدل استهلاكها، مطالبة الدولة بعدم تطبيق ذلك القرار لأنه سيتسبب في مزيد من الأعباء على المواطنين.