العرب اللندنية- انتقلت الحرب في العراق بين “الدولة الإسلامية” والقوات الأميركية من الميدان إلى مواقع التواصل الاجتماعي وخصوصا تويتر، فمن سيربح الحرب النفسية؟ بموازاة الحرب على الأرض هناك حرب شديدة تدور رحاها على مواقع التواصل الاجتماعي بين الولاياتالمتحدة و”الدولة الإسلامية” (داعش).
الحرب لا تقودها داعش فقط كعادتها بل انضمت إليها وزارة الدفاع الأميركية التي أعلنت الحرب على "الدولة الإسلامية".
وأعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية “البنتاغون”، الأميرال جون كيربي، على تويتر، أن “طائرات أميركية أغارت على مدفعية “الدولة الإسلامية”، التي استُخدمت ضد القوات الكردية التي تدافع عن أربيل، على مقربة من عناصر أميركيين".
ولأول مرة، نشرت عبر يوتيوب فيديوهات للضربات العسكرية الموجهة إلى مواقع داعش والعمليات الإغاثية في جبل سنجار.
ردّ مناصرو التنظيم على كيربي، فنشروا شريط فيديو يُظهر أحد مقاتلي الدولة الإسلاميّة يتوعّد الولاياتالمتحدة الأميركيّة.
ويقول المقاتل في الشريط المترجم إلى اللغة الإنكليزيّة "نقول لأميركا إن الخلافة الإسلامية قامت ولن نتوقف، لا تكونوا جبناء وتهاجموننا بطائرات دون طيار، أرسلوا جنودكم، الذين لقوا الذل على أيدينا في العراق".
وتابع "سنذلكم في كل مكان، وسنرفع راية الجهاد داخل البيت الأبيض قريبا".
بسرعة، تفاعل مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي مع الخبر.
وكان كلام مناصري “داعش” أشبه بإعلان الحرب على أميركا، وإقامة الحد على الرئيس الأميركي باراك أوباما. وانتشر أكثر من وسم هاشتاغ عن الموضوع. وكان منها “#أميركا_تقصف_داعش”، و”#رسالة_من_ داعش_ لأميركا” و"أوباما يعلن قصف الدولة الإسلامية".
وهددت داعش عبر تويتر بالهجوم على سفارات أميركية واستهداف الأميركان المدنيين والعسكريين أينما كانوا.
لم يكترث الشارع الأميركي لتهديدات داعش إلا بعد أن قامت بإنشاء هاشتاغ أسمته AMESSAGE FROM ISIS TO US (رسالة من داعش إلى الولاياتالمتحدة).
لاحظت داعش أن وسائل الإعلام الأميركية والأميركان لم ينبّهوا لهذا الهاشتاغ وبالتالي فهم لا يتفاعلون معه فقامت عناصر داعش بتتبع أكثر الهاشتاغات متابعة من الأميركان ليجدوا ضالتهم أخيرا في هاشتاغ “عاصفة قوية في هاواي” وعندها بدأوا باستخدام هاشتاغ “هاواي” مع "رسالة من الدولة الإسلامية لأميركا".
اتّسمت التغريدات بالتهديد والعنف والقسوة. ونشر المستخدمون صورا لجنود أميركيين في العراق يبكون، وصورا أخرى تظهر قتلى من الجيش. كما نشروا صورة تمثال الحرية في أميركا محطما على الأرض وعليه علم "الدولة الإسلامية".
قام الأميركان في المقابل بإنشاء هاشتاغ جديد ” AMESSAGE FROM US TO ISIS” (رسالة من أميركا إلى داعش).
وكان مضمون التغريدات أن الأميركان لا يخافون من تهديدات داعش وأن الطائرات الأميركية سوف تقوم بتدميرهم وإرجاعهم إلى جحورهم. وسخر بعضهم "لماذا تتبعوننا وتستخدمون تويتر وهو صناعة أميركية؟".
بالنسبة للعرب فقد تباينت تعليقاتهم على المواقع الاجتماعية. ولا يخفي مغردون تعاطفهم بل وانتماءهم للتنظيم الإسلامي من بلدانهم ويؤكدون أنهم ينتظرون إشارة. وقال بعضهم إن “مقولة داعش صناعة أميركية سقطت الآن”. وهدد بعضهم "كل من يقف مع أميركا هو مرتدّ ولو كان عالما".
هذه الرواية لم تنطل على المعارضين الذين قالوا إن “أميركا صنعت داعش والآن تعلن الحرب عليها”، مؤكدين "الضحايا هم من النساء والأطفال".
وكتب معلق "ظهرت الخطوط الحمراء أمام داعش.. إياكم وكردستان، والباقي متاح".
يذكر أن البنتاغون، أرسل يوم الجمعة الماضي طائرات حربية أميركية لقصف أهداف لداعش في شمال العراق، التي سيطرت على مساحات واسعة من أراضي العراق وسوريا.