قال الدكتور أحمد فؤاد أستاذ الأدب العبرى بجامعة الإسكندرية، والخبير فى الشئون الإسرائيلية أن مساحة المساومة لدى حماس تقلصت كثيرا ، عقب التأكد من مقتل الجنديين الإسرائيليين اللذين تتهم إسرائيل حماس باختطافهما. وأضاف الدكتور فؤاد فى تصريحات خاصة للفجر، تم التأكيد على وجود أدلة على هوية الجنديين الإسرائيليين من خلال فحوصات البصمة الوراثية، وبصمات الأصابع مما أضعف موقف حماس أمام إسرائيل التى لا تولى اهتماما كبيرا لأشلاء الجنديين بقدر اهتمامها بتدمير الأنفاق وسلاح الصواريخ الفلسطيني وبالتالى تقلصت مساحة التساوم، لدى حماس واصبح الموقف مختلفا عن السياق التفاوضي لقضية جيلعاد شاليط والأشلاء الإسرائيلية التى كانت لدى حزب الله. وأوضح الدكتور فؤاد أن حماس لن تحصل على ما حصلت عليه فى السابق وقت مفاوضات الافراج عن الجندى الأسير الإسرائيلى جيلعاد شاليط، على سبيل المثال حيث كانت تحصل على مقابل للإدلاء بمعلومات عن مصير الأسرى، ثم مقابل لتبادل الأسرى أو تبادل الجثث. وأكد الدكتور فؤاد على أن قدوم الوفد الفلسطينى الموحد إلى القاهرة بعد فشل المحاولات القطرية والتركية لاحتواء المبادرة المصرية، وعدم جدوى المؤتمر الذى دعت إليه فرنسا لبحث الأزمة الفلسطينية له دلالة خطيرة حيث ثبت بالدليل القاطع استحالة الاتفاف على الدور المصرى الذى يرتكز على خبرة سابقة وثوابت منطقية. حيث تكثف مصر جهودها بحصافة لوقف نزيف الدم الفلسطيني أولا ثم تثبيت وقف اطلاق النار ثم التفاوض على اعمار غزة ومنح القطاع تواصل منضبط مع العالم الخارجي وكل هذا من خلال القناة الشرعية وهى الرئيس الفلسطيني أبو مازن وبقاء حماس في حجمها الطبيعي كعضو في وفد فلسطينى، مشيرا إلى الجهود المصرية ليس فقط لوقف نزيف الدم الفلسطينى وإنما أيضا لمجابهة التشويش التى تقوم به كل من قطر وتركيا على الدور المصرى. وحول الموقف الإسرائيلى تجاه المبادرة المصرية، أكد الدكتور فؤاد أن المبادرة لم تطرح نزع سلاح المقاومة الفلسطينية الذى تصر علية إسرائيل كما تضمنت بنودا مؤلمة لنتنياهو لا يمكن تسويقها بين المتطرفين في إسرائيل الذين لا يزالون يدعمونه ، ويطالبونه باستمرار القتال أوعلى الاقل انتزاع شريط حدودي أمني في عمق قطاع غزة. وأوضح الدكتور فؤاد أن الصواريخ التى تطلقها حماس على إسرائيل تدفع المفاوضات إلى بحث طرق لوقف متبادل لإطلاق النار مختتما حديثه قائلا ما يهم إسرائيل هو تدمير الأنفاق وما يهم حماس هو العودة للمشهد عقب سلسلة من الاخفاقات السياسية الفادحة وفى هذا السياق يدفع الآلاف من الشعب الفلسطيني الثمن.