تجددت على الحدود بين اسرائيل وقطاع غزة الاشتباكات بين الجيش الاسرائيلي ومقاتلي المنظمات المسلحة في القطاع، الأمر الذي يعرض للخطر عملية التهدئة، التي انطلقت بعد مبادلة العريف الاسرائيلي جيلعاد شاليط بألف من السجناء الفلسطينيين. اجرت صحيفة "إيزفيستيا" مقابلة مع رئيس وزراء حكومة "حماس" اسماعيل هنية، تحدث فيها عما يحدث الآن في المنطقة، وعن نتائج المفاوضات المتعلقة ب "صفقة شاليط". يقول هنية إن فرحة كبيرة عمت الشارع الفلسطيني اثر مبادلة شاليط بالسجناء. وهي، أولا، فرحة بوحدة الشعب الفلسطيني الجلية، فالذين تحرروا من السجون الاسرائيلية يمثلون عمليا جميع الفصائل، والأحزاب والحركات السياسية الفلسطينية. ومن ناحية ثانية، أظهر تحرير الأسرى وحدة الأراضي الفلسطينية، فبين المحررين فلسطينيون من الضفة الغربية ومن القدس ومن قطاع غزة ومن المناطق الفلسطينية الأخرى. وردا على سؤال حول موقف بعض الفصائل الفلسطينية الداعية لخطف جنود اسرائيليين جدد بهدف تحرير من بقي في السجون الاسرائيلية من الأسرى الفلسطينيين، أوضح هنية أن المقاومة الفلسطينية اضطرت الى ذلك، عندما أدركت أن المباحثات مع اسرائيل وكل المبادرات السلمية لا تأتي بأية نتائج. فرغم كل الاتفاقيات التي وقعت في اوسلو ومدريد، والمؤتمرات الأخرى، لا يزال الآلاف من المعتقلين في السجون الاسرائيلية. وأردف رئيس حكومة "حماس"، أن الحكومة الفلسطينية لم تتخذ أبدا أي قرار، ولا أية إجراءات، تتعلق باختطاف جنود إسرائيليين. أما من قام بذلك، فهو الجناح العسكري ل"حماس"، و"كتائب عز الدين القسام"، و"الجهاد الاسلامي"، وغيرها من المجموعات العسكرية. ويجب معرفة تركيبة المجتمع الفلسطيني، وتشكيلاته السياسية المعقدة لفهم حالة بعض الفصائل والمنظمات العسكرية، التي قد تتصرف انطلاقا من رؤيتها الخاصة للنضال السياسي وأهدافه. ولذلك توجه هنية بنداء الى مجلس الأمن وجامعة الدول العربية واللجنة الرباعية الدولية للتدخل من أجل تحرير الأسرى الفلسطينيين في السجون الاسرائيلية، وذلك لتجنب أية محاولة جديدة من قبل الفصائل الفلسطينية لأسر جنود اسرائيليين بهدف مبادلتهم. وتؤكد حكومة حماس أن مصلحتها في استمرار الهدوء، ولذلك اتصلت بمنظمة "الجهاد الاسلامي"، وبغيرها من الفصائل الفلسطينية في غزة وفي مصر، مطالبة إياها بالالتزام باتفاق التهدئة، والمحافظة على الوحدة السياسية. وثمة في غزة قوات مسلحة قادرة على فرض الالتزام بالاتفاقيات المعقودة، وقد صدرت لها الأوامر لضمان الهدوء على أراضي القطاع. وتطرق هنية إلى احتمال اتفاق الفصائل الفلسطينية الرئيسية. فأكد أن "فتح" و "حماس" قطعتا شوطا كبيرا، وأنجزتا أعمالا مهمة على طريق المصالحة. كانت المنظمتان على وشك توقيع ماسمي ب "الخطة المصرية"، وهذا ما يؤكد أن الفصائل الفلسطينية بوسعها التحالف والاتفاق فيما بينها. ولكن للأسف، مارست الادارة الأمريكية واسرائيل ضغوطا هائلة على محمود عباس كي لا يوقع وثيقة المصالحة بين فتح وحماس. لقد هددوا محمود عباس بوقف كل المساعدات المقدمة للفلسطينيين، وخاصة المالية منها، ان هو وقع الوثيقة. وقد خير نتنياهو عباس بين أمرين: "اما نحن، واما المصالحة مع حماس". ومما يؤسف له أن اسرائيل لا ترغب بأي سلام، وتحاول بكافة السبل الحيلولة دون التوصل إليه. وانطلاقا من ذلك شدد هنية على ضرورة المصالحة الفلسطينية، بوصفها هدفا استراتيجيا للشعب الفلسطيني. ومن المتوقع أن تستأنف، بعد عيد الضحى، المحادثات بين فتح وحماس بمساعدة مصر. ومن جهتها ترحب حماس بأية جهود روسية لمساعدة محمود عباس في سعيه للمصالحة بين فتح وحماس، وترجو من الحكومة الروسية مواصلة المشاورات معه، ودعم مساعيه على طريق السلام. كما جاء بموقع روسيا اليوم