يضم جيش الدفاع الإسرائيلي أربعة ألوية تلقب بألوية النخبة وهي تعد أقوي الألوية في الجيش الصهيوني، وتنقسم إلى لواء جولانى، ولواء جفعاتى، ولواء المظليين، ولواء نحال, ويأتي لواء جولاني على قمة هذه القائمة كونه أقوى ألوية جيش الدفاع الإسرائيلي، ومشتق اسم هذا اللواء من اسم منطقة الجليل، ويوجد مقر هذا اللواء الذي يقع شمال فلسطينالمحتلة ومركز تدريب هذا اللواء يطلق عليه قرية الجحيم.
وتم تأسيس هذا اللواء على يد دافيد بن غوريون أول رئيس وزراء صهيوني، وتشكلت الفرقة في بداية تأسيسها من أعضاء من عصابة الهاجانا ومجموعات من المستوطنين الجدد وتعتبر حالياً البنية الأساسية لهذا اللواء، طلاب المدارس الدينية المتشددة.
ويعتمد هذا اللواء بشكل أساسي على ما يسمى بعرب إسرائيل من الفلسطينيين الحاملين للجنسية الإسرائيلية، وتحديداً (بدو) جنوبفلسطين والدروز وعرب اللهيب، وشارك اللواء في حرب 48 ضد المقاومة الفلسطينية والجيوش العربية، ولم تقتصر مشاركته خلال تلك الفترة على الاشتباك المسلح، وإنما قام بالمجازر في حق الفلسطينيين، حيث كان للواء دورا رئيسيا في مجزرة عيلبون قرب طبرية في 30 أكتوبر 1948، وتم تكليف اللواء خلال العدوان الثلاثي على مصر عام 1956 بالسيطرة على المنطقة المحيطة بمدينة رفح، وفي حرب 1967 قاتل اللواء في الجبهة الأردنية والسورية وخاض قتالا شرسا من بيت إلى بيت في معركة تل العزيزيات في هضبة الجولان واحتل مظليوه جبل الحرمون.
وفي الأيام الأولى من حرب 1973، تمكن اللواء من إعادة احتلال جبل الشيخ والمرتفعات المحيطة به من القوات السورية ولكن تكبد خسائر بشرية ضخمة، وكاد أن يدخل العاصمة دمش لولا وصول لواء المدرعات العراقي، ونالت كتيبة المظليين ذات القبعات البنية التابعة له أرفع وسام عسكري بعد مشاركتها في إنقاذ الرهائن الإسرائيليين التي اختطفت طائرتهم إلى مطار عنتيبي في أوغندا عام 1976، وفي الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 82 كان لواء جولاني يشكل رأس الحربة في القوات الإسرائيلية التي احتلت جنوبلبنان خصوصا معركة قلعة الشقيف ووصلت الى مشارف بيروت.
ويضم لواء جولاني بتشكيله الحالي ثلاث كتائب دبابات حديثة من طراز مركفا 4 وكتيبة عربات مدرعة وكتيبة مظليين وكتيبتين مدفعية ميدان وكتيبة مهندسين وسرية حرب ألكترونية وسرية تطهير كيميائي ووحدة خدمات وإخلاء طبية.
ويكون في أمرة اللواء جولاني عدد كبير من طائرات الهليكوبتر، منها لغرض النقل ومنها ماهو مخصص للقتال، وفي أمرته أيضاً عدد غير محدد من الطيران النفاث المقاتل، وفي حرب أكتوبر عام 1973، تمكن لواء جولاني وبمساعدة من قوات الاحتياط من استيعاب الهجوم البري السوري على هضبة الجولان، وشرع لواء جولاني بالهجوم المعاكس محطماً الفرق المدرعة السورية واحده تلو الأخرى كحال النار في الهشيم، بينما كان جولاني يعيش أحلى لحظات الانتصار وتحديداً عندما أصبحت دمشق هدفاً لنيران رشاشاتهم المتوسطة.
وفي هذه اللحظة الحرجة من عمر المعركة، وصل إلى دمشق لواء عراقي مدرع يسبق باقي ارتال جيش العراق كطليعة متقدمة لنجدة سوريا، وتمكن اللواء العراقي من الدفاع عن دمشق ببسالة غير مسبوقة، ملحقاً أفدح الخسائر في تشكيلات اللواء غولاني الذي أجبرعلى التراجع والتقهقر تحت ضربات أبناء العراق لمسافة 12 كيلو متر، وهذا التقهقر جعل دمشق تتنفس الصعداء، وهذه هي أول هزيمة يمنى بها اللواء غولاني في تاريخه الحافل بالانتصارات، وسجلت لفرسان العراق صولة غير مسبوقة في تاريخ الحروب العربية الإسرائيلية.
وشارك اللواء في العدوان الإسرائيلي على لبنان عام 2006 وتكبد خسائر فادحة خلال المعارك التي خاضها مع حزب الله، حيث قتل عدد كبير من جنوده وفر عدد آخر منهم وتم تحييد الكتيبة 51 منه بالكامل من أرض المعركة بعد الهزيمة في بنت جبيل، وهذا لا يتناسب نهائيا مع ما نسج من أساطير حول شجاعة جنوده وإصرارهم على النصر.
وفي صباح الثلاثين من شهر أكتوبر عام 1948، استيقظ الأهالي على الخوف من الجيش الصهيوني بعد تناقل الأهالي أخبار اقتراب الجيش من قرية عيلبون، وبعد أن وصلتهم أنباء عن مجزرة المواسي الذين سكنوا شرقي عيلبون، قرر الأهالي عدم الهجرة والاحتماء داخل كنيسة القرية.
وقام الجيش بقتل 15 من أهالي عيلبون وتهجير البقية، ووفق التفاصيل التي وثقت عن عملية التهجير، فإن عددا من النسوة الحوامل ولدن خلال تهجيرهن ليجبرن على ترك أطفالهن حديثي الولادة تحت الأشجار ليحمين ما تبقى لديهن من الأطفال من خطر الموت أثناء الهجرة، وكانوا قد وصلوا إلى جنوبلبنان وافترشوا السماء وسط أمطار تشرين الثاني وهوائه القارس حتى جاءتهم الموافقة على عودتهم مجددا إلى قريتهم عيلبون، وعاد من نجح بالعودة ليجدوا أن القرية بكل محتوياتها نهبت.
ومجزرة الشجاعية هي مجزرة ارتكبتها مدفعية الجيش الإسرائيلي صباح يوم الأحد 20 يوليو 2014 خلال الحرب على غزة في حي الشجاعية، وراح ضحيتها أكثر من 74 قتيلًا في أعنف هجوم إسرائيلي منذ سنوات1967 ومن بين الضحايا 17 طفلاً و14 إمرأة وأربعة مسنين، ومئات الجرحى من المدنيين.
والصليب الأحمر قدم طلب لإجراء هدنة إنسانية لمدة ساعتين لإجلاء الجثث من حي الشجاعية، وهو ما وافقت عليه إسرائيل وحماس وقد بدأت من الساعة الواحدة والنصف ظهرا حسب التوقيت المحلي، وبعد أقل من ساعة على الاتفاق استأنف الجيش الإسرائيلي قصف الحي مدعياً بأن قواته تعرضت لإطلاق النار.