قال الرقيب " إبراهيم عبدالعال"، حكيمدار طاقم صواريخ الفهد بالفرقة 16 مشاة 35 كم مالونيكا، فى حرب أكتور سنة 1973، والذى تم منحه وسام الجمهورية ومن أبناء محافظة الدقهلية، إنه إلتحق بالجيش المصرى عام 1969م وذلك ضمن قوات المدفعية وصواريخ فهد مالونيكا المضادة للدبابات. وأضاف في تصريحات خاثة ل"الفجر"، أنه بعد تريبه لمدة ستة أشهر، لاحق الترقيات وترقى من عريف إلى رقيب، مضيفاً أن دوره المسؤل عنه كان هو تأمين السرية وحماية قيادة جسر شاطىء القناة، علاوة على سلامة عبور قواتنا المسلحة من الغرب إلى الشرق.
وأشار "عبدالعال" إلى أنه منذ أول يوم للقتال مع العدو الصهيونى كان أهم وأخطر أيام المعركة، مضيفاً أنه شاهدوا فى هذا اليوم الذى إنتظروه كثيراً عبور قواتنا المسلحة الباسلة بالمدرعات قناة السويس، مضيفاً أن القوات المسلحة قبل عبورهم قناة السويس كانوا فى حالة طوارىء وداخل قواعدهم وواحداتهم الخاصة بهم مستعدين للحظة الصفر فى أى لحظة.
وأضاف أنه قبل الساعة الثانية ظهراً صدرت بعض الأوامر لبعض التشكيلات من قذائفنا المقاتلة وذلك بمهاجمة وضرب مطارات العدو فى سيناء فى لحظة واحدة ووقت واحد مؤكداً أن هذا ما حدث بالفعل.
ولفت إلى أن التشكيلات الجوية قامت بالإغارة والإحاطة على المطارات الإسرائيلية فى سيناء، مضيفاً أن ضرب قواعد العدو كانت تحتاج خطة لدقة الضرب وتوقيتها لتحقيق المفاجأة، وأكد أنه كان يوجد فى هذا الوقت أكثر من 2000 مدفع مصرى يطلق قذائفه من الضفة الغربية للقناة على العدو الإسرائيلى فى سيناء.
وقال "عبدالعال" أنه كان من المجموعة التى قد تلقت تدريبات عديدة على إستخدام صاروخ الفهد مالونيكا، مضيفاً أنه قد نجح فى اليوم الأول منذ لحظة إنطلاق الحرب فى تدمير دبابتين للعدو الإسرائيلى بينما نجح فى تدمير 12 دبابة فى اليوم الثامن من الحرب، مؤكداً أن عدد الدبابات التى قام بتدميرها للعدو اليهودى الإسرائيلى أثناء المعركة فى حرب 1973م بإجمالى "18" دبابة بالإضافة إلى عرباتين مصفحتين، مشيراً إلى أن كل عملية من هذه العمليات أثناء الحرب قد لا تستغرق أكثر من 30 دقيقة فقط.
كما وصف "عبدالعال" صعوبة عبور المانع المائى مضيفاً أن الساتر الترابى كان مصمم على زاوية 90 ويتكون من رمال غير ثابتة، مؤكداً أن شهر رمضان كان له فضل كبير عليهم فى تشجيعهم للحرب والقتال وإستعادة الأرض المصرية من العدو الإسرائيلى اليهودى، مشيراً إلى أن ضباط الجيش المصرى قاموا بالتدريب على مستوى عالى من الخبرة وذلك بعد رحيل الخبراء الرووس، مضيفاً أنهم قد واجهوا فى هذا الوقت 6 عقبات ضخمة أمام تحقيق العبور ونجحوا بفضل الله فى التغلب على هذا العقبات.
وقال إنه قد واجهته بعض المشاكل أثناء عبور قناة السويس بواسطة جيشين فى وقت واحد بكامل معداتهم وأسلحتهم بالإضافة إلى أنه على الضفة الشرقية وجه مقاومة من عدو فهذه تعتبر مشكلة ضحمة بل كانت تكاد مستحيلة هذه العملية.
واستطرد: بالإضافة إلى أنه واجهتهم مشكلة فى كيفية إزالة الساتر الترابى الذى أقامه العدو الإسرائيلى على الضفة الشرقية لكى يتمكنوا من إعداد وإنشاء الكبارى على القناة، ولكن لحل هذه المشكلة إقترح أحد المهندسين "نظرية التجريف"، وهى التى تعنى إستخدام المياه المندفعة تحت ضغط عالى وذلك فى إزالة هذه الرمال، وبالفعل تمكنوا من شق 60 ثغرة فى الساتر الترابى، وأنشأوا عشرة كبارى بالإضافة إلى 50 معدية لعبور القناة.
وتابع "عبدالعال" أنهم نجحوا فى وقف تقدم لواء مدرع بالكامل وذلك بإستخدام صاروخ فهد بالونيكا الذى وصفه أنهم يتحكموا فيه من خلال قاعدة منظار وذلك لإصابة الهدف المرغوب تدميره للعدو الصهيونى، مضيفاً أن هذه المعركة إستمرت إلى أكثر من 14 ساعة والذى نجحنا من خلالها فى تدمير "27" دبابة للعدو الإسرائيلى،
وأشار "عبدالعال" أن هذه المعركة كانت تسمى "المزرعة الصينية" نسبة إلى تمركز وسائل القوات الإسرائيلية من قوات صاروخية ودفاعية بهذه المنطقة، وأضاف أن هذه المنطقة قد شهدت نيران كثيفة وهذا لم تشهده أى معركة من قبل وبدأ الهجوم الإسرائيلى على موقع الكتيبة وذلك منذ يوم 14 أكتوبر 1973م فى محاولة الإختراق والوصول إلى القناة.