الفيسبوك تلك العالم الاجتماعي الغريب ، استطاع أن يجذب حوله ملايين حول العالم ، يتقابلون ، يتحاورون ، بل وتنطلق منه أكبر ثورات الربيع العربي ، الجميع متواجد ويشارك ، ومع هذه الطفرة الاجتماعية يأتي الإدمان. وأكدت العديد من الدراسات أن ما لا يقل عن 64 % من الناس يقضون أكثر من 4 ساعات أمام شاشات الكمبيوتر على الأقل يوميا، ويعد الفيس بوك هو القاسم المشترك لمعظم رواد الإنترنت من كل الأجيال ، فالطالب والموظف والمشاهير يجتمعون على هذه الشبكة الجذابة ، وهكذا الأمر الذي يدفع كثيراً منهم إلى الإدمان ، ومن علامات الإدمان : أعراض الإدمان • عندما تستيقظ من نومك فيكون أول ما تفكر فيه هو الوصول إلى هاتفك النقال، أو فحص اللاب توب لفتح الفيس بوك ، حتى قبل أن تقول لمن حولك صباح الخير. • عندما يكون لديك أكثر من هاتف نقال وأكثر من جهاز كمبيوتر في الوقت نفسه، كما لا تكتفي باشتراك الإنترنت المنزلي فتحمل معك جهاز الإنترنت النقال لتتواصل على الفيس بوك من أي مكان . • لا يمكنك أن تستمر لأكثر من 5 دقائق من دون التحقق من البروفايل، ومعرفة أحدث التعليقات في الفيسبوك وتويتر. • لا يمكنك قضاء عطلة ليوم كامل من دون الوصول إلى جهاز كمبيوتر أو جهاز إلكتروني محمول أو الاتصال بالإنترنت ، وتنتابك العصبية وتكون شديد الانفعال إذا شعرت أنك في مكان لا يسمح لك باستخدام شبكة الهاتف أو أن بطارية الهاتف نفدت. • عندما تذهب إلى النوم تتأكد من أن الجهاز الالكتروني (الهاتف أو اللاب توب) أقرب إليك من زوجتك. • عندما تستغل التوقف في إشارات المرور لكتابة رسالة نصية أو الإطلاع على الفيس بوك. • عندما تقوم بترقية جهازك الإلكتروني كل 6 أشهر ويكون لديك دائما جهاز آخر احتياطي. • عندما تكذب على الآخرين بمقدار الوقت الذي تقضيه أمام أجهزة التكنولوجيا، فتقول «أجلس أمام الإنترنت 4 دقائق» وفي الحقيقة تجلس 4 ساعات. • عندما تفضل استخدام الرسائل النصية "الاستاتيوس" على التفاعل البشري . • عندما يكون الفيسبوك أعز أصدقائك ومرجعك الأول والأخير للتأكد من المعلومات والأخبار. اضطرابات شاملة لا شك أن هذا الهوس الذي تحول إلى ادمان له آثاراً سلبية في الصحة والعلاقات الاجتماعية، حيث نشرت صحيفة "نيويورك دايلي نيوز" نتائج بحث قام به علماء أمريكيون تشير نتائجه الى ان الإكثار من استخدام موقع ال "فيس بوك" يزيد من مخاطر الإصابة باضطرابات غذائية، مما قد يؤدي الى تراجع الثقة بالنفس. فبحسب الدراسة التي أجراها علماء مركز الاضطرابات الغذائية فإن 51% ممن خضعوا لها "باتوا اكثر وعياً حيال شكل أجسامهم بعد رؤية صور لهم على مواقع التواصل الاجتماعي". ويشير مدير المركز البروفيسور هاري براندت إلى ان مواقع التواصل الاجتماعي تمنح المشتركين الكثير من الوقت لتقييم أجسامهم وانتقاد الحال الذي آلت اليه، وتزيد من رغبتهم بالتشبه بأشخاص آخرين. ويقول براندت انه "في عصر التكنولوجيا الحديثة واستخدام الهواتف الذكية والانترنت، أصبح من الصعب على الناس ان يبعدوا أنفسهم عن الصور وغيرها من الأمور التي تحفز على عكس صورة سلبية للجسم وتراجع الثقة بالنفس، ما قد يؤدي إلى الاضطرابات الغذائية." ولفت البروفيسور الأمريكي الانتباه الى ان 80% ممن شملتهم الدراسة والبالغ عددهم 600 مستخدم لل "فيس بوك" تتراوح أعمارههم ما بين 16 و40 عاماً، يدخلون الى الموقع الشهير مرة واحدة في اليوم على الأقل، مما يجعل من الصعب بالنسبة لهم عدم إلقاء ولو نظرة عابرة على أشخاص آخرين، يقارنون أنفسهم بهم. وتشير الدراسة الى ان 44% ممن خضعوا للدراسة يتمنون لو انهم كانوا يتمتعون بوزن مثل أصدقاء لهم، في حين قال 32% انهم يشعرون بالحزن بعد إجراء المقارنة مع الآخرين. هذا ولم تشر الدراسة الى ما اذا كان الأثر السلبي يعود على مستخدمي ال "فيس بوك" فقط دون غيرهم، أم ان ذكر الموقع الشهير جاء في إطار الإشارة الى كافة مواقع التواصل الاجتماعي. مخاطر العالم الافتراضي وعلقت على الدراسة الاختصاصية النفسية لمى الصمدي قائلة : بات "الفيسبوك" بديل للواقع والحياة الاجتماعية ، وأصبح الجميع يقضي نصف النهار على مواقع التواصل الاجتماعي إن لم يكن كل اليوم ، كونه بات بديلاً للعلاقات الاجتماعية الطبيعية وملاذاً للأشخاص الانطوائيين والانعزاليين ، وجاذبيته تكمن في انفتاحه على العالم بلا قيود ، يدخله المشاهير ومن هنا دخل المظهر داخل اهتمام المتصفح. وتضيف الصمدي : فى الفيسبوك من الممكن لأي شخص أن تكون لديه صفحة شخصية Profile ولديه 2000 صديق ، وهو مطالب أمامهم أن يظهر بأفضل صورة لديه ، لذلك نجد أن الاشخاص الذين يفقدون الثقة بالنفس أو الانطوائيين يعوضون ما ينقصهم فى الطبيعة عندما يجدوا انهم اصبحوا من المشاهير ولديهم العديد من الأصدقاء ، فيستعيرون شخصيات اخرى محببة لهم، ويضطر الجميع إلى إظهار أفضل ما لديه من مواهب أو صور. وتنصح اختصاصية التغذية د. لما النائلي محبي الفيسبوك والمصابين بإدمان مواقع التواصل الاجتماعي بضرورة ممارسة الرياضة أو ممارسة أى نشاط فيزيائي يعتمد على الحركة ، لتجنب الأضرار التى تنتج عن الجلوس لفترات طويلة ومتواصلة أمام شاشة الكمبيوتر. وتؤكد د. النائلي أن الجلوس أمام مواقع التواصل الاجتماعي لفترات تسبب الاضطرابات الغذاية التى تنعكس على الجسم سواء كانت في صورة ضعف أو زيادة فى الوزن ، مشيرة إلى لجوء البعض إلى اتخاذ الأكل كتسلية مع هذا الوقت الكبير فيصابون بالسمنة ومضاعفاتها ، وآخرون يتناسون الأكل تماماً ولا يشعرون بالوقت أو الجوع لمدة 8 ساعات أو أكثر.