اهتمت صحف القطرية والسعودية بالمصالحة الفلسطينية وأكدت أن وحدة الصف الفلسطيني هي الطريق لخلاص الفلسطينيين، وأكدت أن اتفاق المصالحة التاريخية بين حركتي/ حماس/ و/ فتح / يضع الطرفين أمام تحديات كبيرة يتوجب عليهما مواجهتها ب"حكمة" لتشكيل حكومة توافق وطني مقبولة محلياً حتى تكتسب الدعم العربي والدولي في مواجهة إسرائيل والداعمين لإجرامها ..داعية العالمين العربي والإسلامي العمل لحماية الوحدة الفلسطينية في ضوء الضغوط الأمريكية - الإسرائيلية لإفشال وحدة الكلمة الفلسطينية . وقالت صحيفة الراية القطرية إن الفلسطينيين يدركون جيداً أنه لا خيار أمامهم سوى المصالحة الوطنية خاصة بعدما أفشلت إسرائيل عمداً عملية السلام وفشل المجتمع الدولي في إجبارها على الالتزام بتعهداتها .
وأوضحت أن المطلوب من جميع الأطراف الفلسطينية خاصة السلطة الوطنية تسريع جهود تشكيل حكومة التوافق الوطني وعدم تقديم أية تنازلات لإسرائيل كما أن المطلوب من الدول العربية تحويل الترحيب بالمصالحة إلى أفعال لدعمها والوقوف مع الفلسطينيين سياسياً ودعمهم مالياً خاصة بعدما هددت إسرائيل وأمريكا بفرض عقوبات مالية.
وأضافت أن الفلسطينيين قد وضعوا الدول العربية والإسلامية أمام اختبار حقيقي بتحقيق هذا الإنجاز الذي يتطلب من الجميع الوقوف معه ودعمه حتى يتحول إلى واقع ينهي الخلافات الفلسطينية الفلسطينية ويجبر المجتمع الدولي على التعامل بجدية مع قضية السلام ومن هنا تنبع أهمية أن توفر الدول العربية والإسلامية شبكة أمان سياسي ومالي لإنجاح اتفاق المصالحة والتصدي للضغوط الإسرائيلية والأمريكية التي تهدف لإفشالها، لأن في ذلك تمكين لإسرائيل لتنفيذ مخططاتها تجاه التنصل من السلام عبر تسريع عمليات التهويد ومصادرة الأراضي والاستيطان في الضفة الغربيةوالقدس الشريف. وأوضحت أن قرار إسرائيل بوقف المفاوضات فوراً مع السلطة وفرض عقوبات اقتصادية عليها رداً على المصالحة يهدف أساساً إلى إعاقة أية مصالحة فلسطينية وإن هذا القرار لا يجب أن يؤثر على الفلسطينيين سلباً خاصة السلطة باعتبار أنها تدرك حقيقة النوايا الإسرائيلية وإنه يجب أن يقود حركتي فتح وحماس إلى المضي بمزيد من العزم نحو الوحدة الوطنية وطي ملف الماضي لتحقيق تطلعات الشعب وإن المطلوب من العرب الوقوف مع المصالحة وتوفير مظلة دعم سياسي لها في المحافل الدولية باعتبار أنها هدف أساسي لحل الأزمة الفلسطينية.
وأعربت الصحيفة عن استغرابها من أن تقف إسرائيل وأمريكا ضد رغبة الشعب الفلسطيني في تحقيق المصالحة الوطنية، فقد وضح جلياً أنهما لا تريدان وحدة الفلسطينيين، بل تريدان لهم الانقسام ليبقوا ضعفاء وعلى الفلسطينيين أن لا يسمحوا لهما بتحقيق ذلك ولذلك فلا بديل أمامهم سوى التمسك بالمصالحة الوطنية لأن في ذلك رداً عملياً لإسرائيل وإن المطلوب ليس المصالحة اسما فقط وإنما المطلوب تسريع تشكيل حكومة التوافق الوطني وإجراء الانتخابات الشاملة وعلى أساس التمثيل النسبي .
واختتمت /الراية/ افتتاحيتها مؤكدة أن التهديدات الإسرائيلية لا يجب أن تخيف الفلسطينيين لأنهم لا يملكون البديل لنيل حريتهم وإقامة دولتهم المستقلة سوى تغيير ميزان القوى والذي لا يتحقق إلا عبر وحدة المقاومة وإن المصالحة الوطنية التي تمت بغزة أمس الأول حققت هذا المكسب ووضعت خارطة طريق للشعب الفلسطيني لمواجهة المخططات الإسرائيلية بموقف موحد.
وقالت صحيفة /الشرق/ في افتتاحيتها ما إن وقّع الفلسطينيون اتفاق المصالحة حتى بدأت المؤامرات تحاك لإفشالها بأي ثمن، انطلاقا من قناعات أمريكية - إسرائيلية مغلوطة بأن المصالحة تتناقض مع المفاوضات ومع السلام. وأضافت أنه رغم تأكيد الجانبين /فتح / و /حماس/ أن المصالحة ليست موجهة ضد احد، فإن الضغوط التي يتعرض لها الفلسطينيون من جانب الولاياتالمتحدةالأمريكية التي يفترض أن تكون راعي السلام، تعكس انحيازا ضد كل ماهو فلسطيني وأنها لا تعدو أن تكون حامية للمصالح الإسرائيلية فحسب، وأوضحت" انه بدلا من الترحيب باتفاق المصالحة الفلسطينية بين فتح وحماس، بدأت المؤامرات تحاك سرا وعلنا لإفشال المصالحة.. وسوف نشهد كيف ستتفنن إسرائيل في ممارسة الضغوط على السلطة الفلسطينية وتسعي لكل ما من شأنه إفساد هذه المصالحة" .. داعية العالمين العربي والإسلامي إلى العمل على حماية الوحدة الفلسطينية في ظل هذه الضغوط الأمريكية - الإسرائيلية لإفشال وحدة الكلمة الفلسطينية .
وأضافت أنه يجب على العالم العربي دعم الفلسطينيين، بتوفير شبكة أمان مالية عربية وإسلامية، وتشجيع الفلسطينيين في الضفة والقطاع على التمسك بخيارات الوحدة والاتفاق، وإعلاء المصلحة العامة للقضية الفلسطينية العادلة.
واختتمت /الشرق/ افتتاحيتها موضحة أن جامعة الدول العربية قد أقرت عام 2010، إنشاء شبكة أمان عربية للفلسطينيين، في حال تعرضهم لأزمة مالية خانقة، ناتجة عن حجب إسرائيل لأموال الضرائب التي تجمعها نيابة عن السلطة الفلسطينية، بحيث تبلغ قيمة شبكة الأمان نحو 100 مليون دولار شهريا، لكن لم يتم تفعيل هذه الشبكة حتى الآن.
وقالت صحيفة "الوطن" إذا كانت ردة فعل العدو مقياسا لصحة ما بدأه الفلسطينيون منذ أيام فإن المؤشرات تدل على أنهم ماضون بالتأكيد في الاتجاه الصحيح وأن الاتفاق المبدئي الذي تم في غزة بين حركتي فتح وحماس على تشكيل حكومة وحدة وطنية كانت النافذة التي ينتظر الفلسطينيون والعرب فتحها منذ زمن لعل أشعة الشمس الصحية تدخل الزنزانة القاتمة التي دخلتها مسيرة النضال الفلسطينية منذ سبع سنوات، حين انفصلت غزة والضفة الغربية لتشكل كل منهما خطا منفصلا برؤى نضالية مستقلة ومتضاربة في كثير من الأحيان، الأمر الذي أضعف الموقف الفلسطيني بشكل عام وأتاح فرصة استغلتها إسرائيل بامتياز للتوغل في غطرستها وسياستها في توسعة المستعمرات وتهويد القدس.
وأضافت في افتتاحيتها اليوم بعنوان "المصالحة الفلسطينية هي الخيار" أن هذا الاتفاق الذي أعلن عنه يوم الأربعاء الماضي بين الفصيلين الفلسطينيين الرئيسيين أثار غضب رئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو الذي رد مباشرة بإلغاء اجتماع كان يفترض أن يعقد بين المفاوضين الإسرائيليين والفلسطينيين يوم الأربعاء، وقصفت إسرائيل شمال غزة بعد الإعلان عن الاتفاق مشيرة إلى أن ما اعتبره الفلسطينيون "خبرا سارا" لم يكن كذلك بالنسبة لنتنياهو الذي خير السلطة الفلسطينية بين "السلام" مع إسرائيل والصلح مع حماس.
وقالت إن مشكلة نتنياهو أنه الوحيد الذي يصدق مسلسل الكذب المكشوف الذي يصر على ترديده حول وجود عملية "سلام" مع الفلسطينيين، مشيرة إلى أن رد الإدارة الأميركية على المصالحة لم يكن أفضل من الرد الإسرائيلي حينما أعربت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية جين ساكي عن "خيبة أمل" الإدارة الأميركية لأن "التوقيت مثير للقلق" والمصالحة ربما "تعقد الجهود لتمديد المفاوضات".
وقالت إن من يرى ويسمع تعليقات الإسرائيليين والأميركيين على المصالحة الفلسطينية يعتقد فعلا أن عملية السلام كانت قاب قوسين من النجاح وأن السلطة الفلسطينية قلبت الطاولة وأجهزت على كل الجهود الحميدة التي كانت تسير بشكل جيد.
وأعربت في ختام تعليقها عن الأمل في أن يكون الفلسطينيون قد تعلموا الدرس من الماضي مؤكدة أن خلاصهم الحقيقي هو في وحدة صفهم ومعالجة مشاكلهم بما يخدم المصلحة الفلسطينية العليا، بعيدا عن أي مصلحة حزبية أو شخصية.
فيما أعربت صحيفة "الرياض " من جانبها عن تخوفها من أن تكون هذه الاتفاقية مجرد مهادنة بدون نتائج إيجابية داعية الفلسطينيين إلى العمل كشعب وقيادة واحدة.
وقالت في افتتاحيتها اليوم بعنوان "هدنة أم اتفاق فلسطيني ملزم" إنه " لا نظن أن أي عربي بمختلف التوجهات والحب والغضب من الفلسطينيين لم يفرح باتفاق فتح مع حماس، وبنفس الوقت يخشى أن تكون هذه النقلة مجرد مهادنة فقط ولا اعتبار لنتائج إيجابية سوف تلحق بمثل هذا الاتفاق".
وأضافت أن المملكة جمعت الفرقاء في الحرم المكي الشريف أكثر من مرة، ووقعوا تعهدا ملزما بالمصالحة ولكنها انتهت إلى قطيعة وحرب، وفي القاهرة جرى العديد من اللقاءات والاجتماعات، وكذلك جربت دول أخرى مساعي لنفس الغاية والغرض واحد لأن الجميع يشعر أن الإسفين الذي دق بين الفصيلين المتنازعين أضعف الموقف الفلسطيني وجعل إسرائيل في مفاوضاتها مع الرئيس محمود عباس تقول إنه لا يمثل كل الفلسطينيين، ولكن عند الإشارة فقط للاتفاق بين الطرفين، انزعجت وأعلنت ما يشبه حالة الطوارئ باجتماعات وزارية وتهديدات بإيقاف المباحثات، وثنت عليها أمريكا بإعلان قطع المعونات ووقف وساطاتها، أي أن مجرد وجود وحدة فلسطينية بصيغة خاصة وإصلاحات جذرية للدولة وقوانينها وخطواتها بما فيها عملية السلام مع إسرائيل، جاءت وكأنها زلزال له توابع مدمرة على إسرائيل ومن يحالفونها..
واختتمت تعليقها قائلة "الفلسطينيون لا ينقصهم الوعي، ولا التجربة السياسية والنضالية، وإنما سعيهم لتشتيت قضيتهم، والآن يخضعون لاختبار حسن النوايا والعمل كشعب وقيادة واحدة حتى لا يخسروا ما بقي لهم من مكاسب واعتبارات إنسانية".