بالوقوف دقيقة حداد علي أرواح ضحايا الأحداث الأخيرة بدأ المؤتمر الصحفي مساء أمس الخميس، الذي ضم كافة وسائل الإعلام المصرية والعربية والعالمية لمحافظ أسوان مصطفي يسري وأعضاء لجنة المصالحة لاستعراض الأحداث التي شهدتها منطقة السيل الريفي مؤخراً بين قبيلتي الدابودية وبني هلال, وأيضاً الجهود المبذولة من لجنة المصالحة تحت إشراف محافظ أسوان والدكتور منصور كباش منسق عام اللجنة. أكد المحافظ على أنه منذ اندلاع الشرارة الأولى للأحداث كان هناك تدخل فورى منه وسرعة فى التعامل حيث تم إحالة كل من مديرى مدرسة محمد صالح حرب، وأيضاً مدرسة محمد حسين هلال الفنية ومدير التعليم الفنى للتحقيق بعد حدوث مشاجرة بين مجموعة من الطلاب منتمين للقبيلتين بسبب تبادل كتابة عبارات مسيئة على جدران المدرسة الخارجية
وأشار الى أن الشرطة من جانبها قامت بفض النزاع بين الطلاب وبين بعض أبناء القبلتين , فيما توصلت المحافظة إلى إتمام صلح بين الطرفين مساء نفس اليوم بمقر نقابة المعلمين و بحضور قيادات القبيلتين , وتم تحرير محضر بهذا الصلح وهو الذى نتج عنه هدوء فى اليوم التالي.
وأضاف مصطفى يسرى بأن الجميع فوجئ بحدوث مناوشات بين القبلتين ظهر يوم الجمعة من خلال إطلاق أعيرة نارية عشوائية أدت الى وفاة 4 قتلى من قبيلة الدابودية ، وإصابة 16 مواطن , وهو الذى تابعه قيام قبيلة الدابودية بالاشتباك مع قبيلة بنى هلال مساءاً رد على الأحداث التى وقعت في صباح نفس اليوم مما أسفر عن مقتل 18شخص ، وإصابة 23 من قبيلة بنى هلال ، بجانب اكتشاف وجود 3 قتلى أخرين من قبيلة الدابودية في صباح يوم السبت.
وتابع: أنه علي الفور تم عقد اجتماع عاجل مع القيادات الأمنية والشعبية لسرعة احتواء الموقف ، كما تم إعطاء توجيهات لمسئولي الصحة بتوفير كافة أوجه الرعاية الطبية للمصابين مع نقل أي حالات حرجة تحتاج للسفر الى القاهرة أو أسيوط، بجانب دفع سيارات الإسعاف للمنطقة و تنشيط حالة الطوارئ في كل من مستشفى أسوان الجامعي ومستشفى التأمين الصحى لاستقبال الحالات المصابة ، ليتواكب ذلك مع دفن عدد 4 جثامين من قبيلة الدابودية في عصر نفس اليوم.
وأشاد المحافظ بالتحرك الفوري والسريع للحكومة برئاسة المهندس إبراهيم محلب بزيارة المحافظة عصر السبت يرافقه اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية واللواء عادل لبيب وزير التنمية المحلية لوضع إمكانيات الحكومة وتسخيرها من أجل مواجهة الموقف سواء من خلال تشكيل لجنة تقصى حقائق عاجلة للوقوف علي أسباب الفتنة ، بالإضافة إلي حصر التلفيات من الجانبين لمحاسبة الجناة والمتسببين في إشعال هذه الفتنة
كما قام رئيس الوزراء والوفد الوزاري بعقد لقاءات مباشرة مع قيادات القبيلتين كلا على حدا ، علاوة علي عقد لقاء مع القيادات الطبيعية بالمحافظة ، ليختتم زيارته بتفقد منطقة السيل الريفي التي شهدت الأحداث وذلك للإطمئنان علي الانتشار الأمني بالمنطقة
واوضح أنه في اليوم التالي تجددت الاشتباكات بمنطقة الأحداث، مع قيام البعض بقطع الطريق المؤدي للمنطقة، وكذا الطرق المؤدية إلي الجزيرة والخزان وهو الذي دفع المحافظ للنزول إلي منطقة السيل الريفي والمناطق المحيطة بها لمتابعة الموقف عن قرب للاطمئنان على استقرار الأوضاع الأمنية من خلال تكثيف الدوريات الأمنية بالمنطقة ، وأيضاً قيامها بفتح الشوارع والمحاور الرئيسية أمام الحركة المرورية ، مع إلقاء القبض على 12 شخص من طرفي الأزمة.
وتابع يسري: بأنه عقب ذلك تم عقد اجتماع طارئ بحضور رئيس الجامعة والقيادات الأمنية وعواقل وأجاويد القبائل العربية والأسوانية كما تم إصدار بيان صحفي فور انتهاء الاجتماع يتضمن مناشدة كافة وسائل الإعلام بتوخي الحذر وتحري الدقة في كل ما يتم تداوله حول المشكلة الحالية حيث أن عدم التزامها بالمهنية يساهم في انتشار الإشاعات والمعلومات المغلوطة والذي يؤدي بدوره إلي تزايد الاحتقان بين الطرفين ، بجانب تعليق الدراسة لمدة يومين ب 25 مدرسة ومعهد أزهري تقع في محيط الأحداث ، والعمل علي توفير 10 ألاف رغيف خبز لأهالي المنطقة يومياً.
وأكد علي أنه في مساء نفس اليوم تم عقد اجتماع أخر مع كبار قبيلتي الدابودية وبنى هلال أمتد حتى الساعات الاولى من صباح اليوم التالي للتوصل إلى اتفاق بتهدئة الموقف لمدة 3 أيام من خلال الاتفاق علي آليات محددة وهو الذي ترتب عليه دفن 6 جثامين من قبيلة بنى هلال بعد تصريح النيابة العامة بذلك، مع بدء لجنة تقصي الحقائق في أعمالها للوقوف علي أسباب الأحداث.
وأشار المحافظ بأنه بعد ذلك توالي وصول لجان من القبائل العربية منذ يوم الثلاثاء الماضي للمشاركة في تهدئة الموقف بين القبيلتين ، كما تم دفن باقى جثامين ضحايا الأحداث من القبيلتين ، وهو الذي أعقبه قيام المحافظ بأداء واجب العزاء لعائلات وأسر المتوفين بكل من جمعية الدابودية بعزبة الحدود ، وأيضاً جمعية بنى هلال بالسيل الريفي بمرافقة رئيس جامعة أسوان والأجاويد وقيادات القبائل العربية حيث تم مواساة أسر الضحايا والتأكيد لهم علي أن الدولة بكافة أجهزتها الحكومية والأمنية والدينية سوف تقف بجانبهم لعبور هذه المحنه وخروج أفراد القبيلتين للعمل والسعي للرزق.
كما تم إصدار قرار بتشكيل لجنة للحصر الفوري لكافة التلفيات والخسائر سواء كانت في المنازل أو المحلات أو العربات أو المواشي وأردف مصطفي يسري بأنه بوفاة أحد المصابين من الدابودية وصل عدد الضحايا إلي 26 متوفي ، كما كانت لزيارة وزير الصحة دور في دعم مشرحة أسوان العمومية بمبلغ نصف مليون جنية لرفع كفاءتها وزيادة عدد العيون الخاصة بحفظ الموتى من عدد ( 24 ) الى ( 60 ) عين ، بالإضافة إلي تنظيم قوافل علاجية اعتبار من غد الجمعة فى جميع التخصصات المختلفة بالمجان.
بالإضافة إلى الادوية لتستهدف أهالي منطقتي السيل الريفى وخور عواضه ، كما تم إصدار قرار بعودة الدراسة بجميع المدارس التابعة للإدارة التعليمية بأسوان ابتداء من يوم السبت القادم الموافق 12 إبريل الجاري لتعويض الأيام التي تم إغلاق المدارس خلالها ، كما سيتم تأمين ال 25 مدرسة الموجودة بموقع الأحداث من قبل الأجهزة الأمنية والشرطية حماية لأرواح وسلامة الطلاب والعاملين بهذه المدارس ، بجانب تكليف مديرية الإسكان بالبدء فورا برفع أثار الأحداث من المنطقة .