صرحت السفيرة الأمريكية بالقاهرة "آن باترسون " للاعلامى الكبير عماد الدين أديب مساء اليوم فى برنامجه " بهدوء " الذى يذاع على شاشة سى بى سى ان التمويل التى تتلقاه منظمات المجتمع المدنى من الولاياتالمتحدة يختص بالأساس بتعليم المهارات وتنظيم الاحزاب ونفت نفياً قاطعاً أن تكون هذه الأموال موجهة الى التأثير على نتائج أو الانحياز لجانب دون الآخر والذى تجرمه قوانين الولاياتالمتحدة ومصر واضافت الى انه حتى الآن لا توجد ادلة على ان هذه المنظمات قد تدخلت بالفعل فى شئون الدولة المصرية وقالت " باترسون" أن الولاياتالمتحدة تحترم القضاء المصرى وتتقبل احكامه فى اطار مراقبة لآليات المحاكمات للوصول الى العدالة بحسب قولها . كما نفت آية خطط لتقسيم مصر ووصفتها بانها دولة متماسكة منذ آلاف السنين سياسياً واقتصادياً وان الخرائط التى عثر عليها داخل احدى منظمات المجتمع المدنى كانت لتقسيم الدوائر الانتخابية . كما استنكرت " باترسون " اتهام الولاياتالمتحدة بتدبير المؤامرات وذلك رداً على الزج بالخوان المسلمين فى موقفهم الايجابى تجاه قضية التمويل الاجنبى وقالت اننا شكرناهم لانهم لهم باع فى هذا المجال كمنظمة مدنية لها خبرتها ولكن الاخوان اعتبروه تشويهاً لسمعتهم وقالت ان الولاياتالمتحدة تدعم التحولات الديموقراطية لكنها قالت ان النقد شىء وارد واضافت ان دورها الرئيسى هو منع الصراع ودعم مصالح الولاياتالمتحدة فى مصر وأن المباحثات والتوضيح مع الدولة المضيفة يؤدى فى النهاية الى استقرار العلاقات واعترفت ان الولاياتالمتحدة كانت تحتاج الى الوقت لتفهم الوضع الجديد فى مصر وقالت " باترسون " ان صعوبة المرحلة الحالية فى مصر لا تقلقها لأن المراحل الانتقالية تتسم بهذه السمات وأرجعت ذلك الى خبرتها السابقة فى كولومبيا وباكستان التى نفت نفياً قاطعا ً ان يتكرر النموذج الباكستانى فى مصر وقالت ان الوضع فى مصر مختلف تماماً فى رأيها . وعن علاقة الولاياتالمتحدة بالمجلس العسكرى قالت انها علاقات ممتدة منذ زمن ووصفتها بالمثمرة . وعن الانتخابات الرئاسية فى مصر قالت ان الانتخابات الرئاسية تتسم بالقلق ويشوبها شىء من الغموض لكن الأمور غير مظلمة على حسب وصفها وقالت ان المشاكل المثارة حول وضع الدستور فى مصر لا يقلقها لان الدساتير فى كل الدول تكتب بطرق مختلفة لكنها يجب ان تحترم حقوق الانسان والاقليات وحقوق المراة واعترفت ان الادارة الامريكية تتعامل بشىء من الود مع الاخوان المسلمين لأن هذه هى ارادة الناخب المصرى واختتمت بانه لايجوز لأى دولة التخل فى التعديلات الدستورية لدولة اجنبية . وعلقت" باترسون" على علاقة النظام المصرى الجديد بحركة حماس كفصيل من فصائل الاخوان المسلمين وقالت أنها تتمنى ان يقوم النظام المصرى الجديد بتحديث حماس التى تنظر اليها الولاياتالمتحدة على انها حركة ارهابية وقالت أنه يتفهم وضع مصر من كامب ديفيد كعضد للسلام لفترة طويلة فى المنطقة و دور مصر الريادى والمحورى فى هذا الشأن وقالت أنها تتفهم الفوارق بين الجماعات الاسلامية فى مصر و ان الولاياتالمتحدة تتحاور معهم ووصفت التعاون مع ايران بانه امر يضايق الولاياتالمتحدة . وعن الوعود الامريكية بضخ مبالغ لدعم الاقتصاد فى دول الربيع العربى قالت ان الأمر مرهون بالتجاه الصحيح التى تضخ فيه هذه الاموال وان عدم الاستقرار الاقتصادى والسياسى هو ما يعيق ضخها وعبرت" باترسون" عن الأزمة المثارة من قبل اسرة عمر عبد الرحمن وبعض الجماعات الاسلامية بانها احتجاجات مشروعة واستبعدت الافراج عنه ووصفت فرصه بالضعيفة . وفى الجزء الثانى من الحلقة قال السفير المصرى السابق بالولاياتالمتحدة نبيل فهمى تعليقاً على ملامح العلاقات الامريكية المصرية الحالية ان بسقوط الاتحاد السوفيتى كقوة عظمى اصبح علاقة الولاياتالمتحدة بمصر علاقة دولة عظمى بدولة اقليمية ضلعها الثالث اسرائيل وهذا احدث قصوراً فى العلاقة على حد تعبيره . وقال ان ما يهم الولاياتالمتحدةالامريكية هو ضمان عدم وجود تيار معادى لها فى هذه المنطقة وكذلك حماية الاقليات . واتفق فهمى مع " باترسون " بان العلاقات بين المؤسسة العسكرية والبنتاجون كانت ولا تزال على افضل ما يكون برغم انخفاض العلاقات بين باقى المؤسسات فى الدولتين مع الاحتفاظ بالمنظور الوطنى لكل دولة . وانتقد فهمى اهمال الدور الفاعل لمصر فى المنطقة المحيطة بها كدولة اقليمية لان هذا هو الشىء الوحيد الذى يميزنا وانتقد ايضاً تهميش دور السفارة المصرية فى الولاياتالمتحدة الى حد كبير حيث كانت تدار العلاقات من خلال السفارة الامريكية بالقاهرة . ووصف السفير نبيل فهمى التعامل مع قضية المجتمع المدنى بانه كان خاطئاً من الجانبين حيث ابدى تحفظه على الولاياتالمتحدة لعدم احترامها للقانون حتى ولو وجب تغييره وكذلك عدم تطبيق القانون فى مصر بالشكل الذى يكسبه احترام الآخرين . وقال فهمى أن اهم ما يواجه سفراء الولاياتالمتحدة فى الفترة الأخيرة هو تآكل الخبرات الامريكية المتخصصة فى الشان العربى لانشغالها بالملف العراقى والافغانى وقال ان هذا يمثل صعوبة بالغة للسفارة الامريكية فى مصر . وتعليقاً على الأصوات التى تعلو مطالبة بطرد السفيرة الأمريكية من مصر قال انه امر غير موضوعى ويتعارض مع مصلحة مصر . واختتم قائلاً ان ما يهم الامريكيون فى الرئيس القادم هو عدم المساس بالمعاهدات مع اسرائيل وعدم تنمية تيار سياسى معادٍ والمحافظة على حقوق الاقليات والمرأة وهو أمر بالغ الأهمية بالنسبة للامريكيين .