البابا تواضروس مهنأ بذكرى دخول المسيح مصر: تنفرد به الكنيسة الأرثوذكسية    منظمة الصحة العالمية ل«الوطن»: الأطقم الطبية في غزة تستحق التكريم كل يوم    «عالماشي» يتذيل قائمة إيرادات شباك التذاكر ب12 ألف جنيه في 24 ساعة    وزير الكهرباء ينيب رئيس هيئة الطاقة الذرية لحضور المؤتمر العام للهيئة العربية بتونس    «التموين» تصرف الخبز المدعم بالسعر الجديد.. 20 قرشا للرغيف    بدء تلقي طلبات المشاركة بمشروعات إنتاج الكهرباء من الطاقة المتجددة    أسعار الذهب في مصر اليوم السبت 1 يونيه 2024    «الإسكان»: تنفيذ 40 ألف وحدة سكنية ب«المنيا الجديدة» خلال 10 سنوات    نائب: الحوار الوطني يجتمع لتقديم مقترحات تدعم موقف الدولة في مواجهة التحديات    هل توافق حماس على خطة بايدن لوقف إطلاق النار في غزة؟    الأردن يؤكد دعمه جهود مصر وقطر للتوصل إلى صفقة تبادل في أقرب وقت ممكن    استشهاد طفل فلسطيني بدير البلح بسبب التجويع والحصار الإسرائيلي على غزة    الجيش الإسرائيلي: مقتل 3 عناصر بارزة في حماس خلال عمليات الأسبوع الماضي    بث مباشر مباراة ريال مدريد وبوروسيا دورتموند بنهائي دوري أبطال أوروبا    «استمتعتوا».. تصريح مثير من ميدو بشأن بكاء رونالدو بعد خسارة نهائي كأس الملك    ميدو: استمتعوا بمشهد بكاء رونالدو    محافظ القليوبية يتفقد أولى أيام امتحانات الشهادة الثانوية الازهرية بمدينه بنها    ابتعدوا عن أشعة الشمس.. «الأرصاد» تحذر من موجة حارة تضرب البلاد    «التعليم» تحدد سن المتقدم للصف الأول الابتدائي    تعذر حضور المتهم بقتل «جانيت» طفلة مدينة نصر من مستشفى العباسية لمحاكمته    خبير: شات "جي بي تي" أصبح المساعد الذكي أكثر من أي تطبيق آخر    الزناتي: احتفالية لشرح مناسك الحج وتسليم التأشيرات لبعثة الصحفيين اليوم    توقعات تنسيق الثانوية العامة 2024 بعد الإعدادية بجميع المحافظات    «الآثار وآفاق التعاون الدولي» ضمن فعاليات المؤتمر العلمي ال12 لجامعة عين شمس    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم السبت 1-6-2024    طب القاهرة تستضيف 800 طبيب في مؤتمر أساسيات جراحات الأنف والأذن    مشروبات تساعد على علاج ضربات الشمس    إنبي يخشى مفاجآت كأس مصر أمام النجوم    متحدث "الأونروا": إسرائيل تسعى للقضاء علينا وتصفية قضية اللاجئين الفلسطينيين    اليوم| «التموين» تبدأ صرف مقررات يونيو.. تعرف على الأسعار    اليوم.. بدء التسجيل في رياض الأطفال بالمدارس الرسمية لغات والمتميزة    سعر الدولار في البنوك المصرية اليوم السبت 1 يونيو 2024    فتوح يكشف حقيقة دور إمام عاشور وكهربا للانتقال إلى الأهلي    مسيرة إسرائيلية تستهدف دراجة نارية في بلدة مجدل سلم جنوب لبنان    رئيسا هيئة الرعاية الصحية وبعثة المنظمة الدولية للهجرة يبحثان سبل التعاون    هل لمس الكعبة يمحي الذنوب وما حكم الالتصاق بها.. الإفتاء تجيب    بث مباشر من قداس عيد دخول العائلة المقدسة مصر بكنيسة العذراء بالمعادى    بكام الفراخ البيضاء؟.. أسعار الدواجن والبيض في الشرقية اليوم السبت 1 يونيو 2024    مفاجأة بشأن عيد الأضحى.. مركز الفلك الدولي يعلن صعوبة رؤية الهلال    شهر بأجر كامل.. تعرف على شروط حصول موظف القطاع الخاص على إجازة لأداء الحج    «إنت وزنك 9 كيلو».. حسام عبد المجيد يكشف سر لقطته الشهيرة مع رونالدو    سيول: كوريا الشمالية تشن هجوم تشويش على نظام تحديد المواقع    تقديم إسعاد يونس للجوائز ورومانسية محمد سامي ومي عمر.. أبرز لقطات حفل إنرجي للدراما    لسنا دعاة حرب ولكن    تطورات الحالة الصحية ل تيام مصطفى قمر بعد إصابته بنزلة شعبية حادة    دعاء التوتر قبل الامتحان.. عالم أزهري ينصح الطلاب بترديد قول النبي يونس    «دبحتلها دبيحة».. عبدالله بالخير يكشف حقيقة زواجه من هيفاء وهبي (فيديو)    لمواليد برج الجوزاء والميزان والدلو.. 5 حقائق عن أصحاب الأبراج الهوائية (التفاصيل)    ماهي ما سنن الطواف وآدابه؟.. الإفتاء تُجيب    «القضية» زاد الرواية الفلسطينية ومدادها| فوز خندقجي ب«البوكر العربية» صفعة على وجه السجان الإسرائيلي    مدرس بمدرسة دولية ويحمل جنسيتين.. تفاصيل مرعبة في قضية «سفاح التجمع» (فيديو)    عاجل.. طبيب الزمالك يكشف موعد سفر أحمد حمدي لألمانيا لإجراء جراحة الرباط الصليبي    "أزهر دمياط" يعلن مشاركة 23 طالبا بمسابقة "الأزهرى الصغير"    طبيب الزمالك: اقتربنا من إنهاء تأشيرة أحمد حمدي للسفر إلى ألمانيا    وزارة المالية: إنتاج 96 مليار رغيف خبز مدعم في 2025/2024    أ مين صندوق «الأطباء»: فائض تاريخي في ميزانية النقابة 2023 (تفاصيل)    أعراض ومضاعفات إصابة الرباط الصليبي الأمامي    "صحة الإسماعيلية" تختتم دورة تدريبية للتعريف بعلم اقتصاديات الدواء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



سعاد حسنى فى ذكراها العاشرة هل قتلت ام انتحرت ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
نشر في الفجر يوم 06 - 12 - 2011

كان ساحر الكاميرا الصحفية محمد متولى فضل اخر المقربين من سعاد حسنى فى سنواتها الاخيرة والتى انتهت قبل 10 سنوات بحادث انتحار لايزال غامضا حتى هذة اللحظة فضل معة محمد متولى فضل الصمت تماما طوال السنوات العشر الماضية ,فلم يكن محمد متولى فضل فقط مصور صحفى بل كان عميد المصوريين العرف فى العاصمة لندن ،واخير وبعد 10 سنوات من رحيلها خرج عن صمتة وقرر ان يتحدث عن علاقتة بالسندريلا وخص الفجر الالكترونى بحديثة الذى صاغة فى شكل رسالة ننشرها كما هى.

سعاد حسني .. الله يرحمك ويهدي كل من يحاول نبش قبرك لمعرفة حقيقة انتقالك الى الرفيق الاعلى.
نعم يا سعاد لا تجوز على هؤلاء الا الدعوة بالهداية والرضوخ للامر الواقع .. وهو انك انتقلت الى المكان الذي سنذهب اليه جميعا ونحمل معنا ولا احد غيرنا كل اسرار وجودنا ضيوفا على ارض الله الواسعة .. وسبحانه .. سعاد المصرية تموت في لندن ومايكل البريطاني يلقى حتفه في مصر.. هذه هي سنة الحياة.
موضوعي يا سعاد هو انني ولأول مرة سأتحدث معك خصوصا في تلك الظروف التي تمر بها مصرنا الحبيبة سواء ثورة اطاحت بكل شيء أساء الى الشعب المصري .. أو أناس يستغلون تلك الثورة لتصفية حسابات لا تفيد الشعب ولكنها تضعهم في دائرة الضوء .. وكنت اتمنى عليهم ان يصبروا الى اليوم الذي يحيي الله فيه العباد ليشهدوا بأنفسهم على ما حدث لهم في حياتهم وخصوصا حالتك انت يا سعاد عندما اخترت النهاية في ساعة يأس وكان عندك الف حق فيما فعلت لان الدنيا كانت قد تركتك وحيدة في بلاد غريبة.
معلش يا سعاد سوف اتحدث الان عن كل ما قيل وما يزال يقال من ان الاستاذ صفوت الشريف كان له دور في قتلك في لندن وانه اختار واحد من الناس الذي انت شخصيا تعتزين به وبأسرته لما لمستيه من صدق حبهم لك ومحاولة جادة منهم من احتضانك سواء في منزلهم او في اماكن اخرى مثل منزل طبيبك الخاص الذي كنت تقضين سهرات المحبة والود من حين الى اخر وهناك شهود كثر على ذلك والحمد لله ان معظمهم على قيد الحياة وأنا واحد منهم
والذي سأكتبه الان يشهد الله على انه صحيح ومن صميم القلب.
في يوم لقائنا بك لاول مرة في لندن كنت تتعاملين مع الدكتور وفيق مصطفى كونه طبيبك المكلف من قبل المكتب الصحي المصري بلندن .. وهو الذي كان يحولك الى كل الاطباء الاخرين كونه هو طبيب عام وليس متخصص في حالتك..
توطدت العلاقة بيننا ومع الايام والشهور اعتدنا على ان نقيم لك كل اسبوع حفل في منزل الدكتور وفيق الذي كان يدعو لك عدد من الاصدقاء والاحباء والذين كنت توافقين عليهم وكنا نحترم رغباتك دائما..
في يوم اردنا ان نحتفل بعيد ميلادك وسألتك ومعي الدكتور وفيق وقلنا لك يا سعاد سندعو السفير المصري في لندن وكان تلك الفترة السفير عادل الجزار أطال الله في عمره وهو الان في القاهرة وبالفعل توجهت مع صديقي الدكتور وفيق الى السفارة ودعونا السيد السفير الذي انشرح بالدعوة وقال وبالحرف الواحد : الفنانة سعاد حسني دي رمز من رموز مصر الفنية.
ودعونا ايضا الصديقة العزيزة نشوى الرويني كانت تعمل في ال ام بي سي تلك الفترة وكان معنا عدد كبير من الاصدقاء بينهم الصديق الاستاذ عبد اللطيف المناوي وكان تلك الفترة مديرا لتحرير مجلة المجلة وحرمه السيدة رولا خرسا وكانت تعمل في البي بي سي القسم العربي .. والفنان الكبير المطرب ابراهيم عزام الذي وكعادته احيا حفلنا بعيد ميلادك.
الكل حضر الحفل وتلك الليلة انتظرناك يا سعاد ولكن للاسف لم تحضر في الموعد وبعدما مكث السفير الجزار اكثر من ساعة ويزيد بكثير طلب منا وبكل ذوق ان نهنئك بعيد الميلاد وسيراك ان شاء الله في مرة اخرى .. انا طلبت منه الانتظار يا سعاد وطلبتك على التليفيون وقلت لي بالحرف الواحد: معلش انا مش عاوزه اشوف حد .. يا محمد الناس مش بتعرفني وهذا يسبب لي ازمة نفسية .. الحوار بيننا كان طويل جدا جدا وكما حاولت في السابق ان اثنيك عن تلك الافكار وكنت دائما ابث فيك روح الامل وانني كنت صادق فيما اقول وسوف أأتي على موضوعات كثيرة في هذا الامر ولكن اجعليني انهي قصة الاحتفال بعيد ميلادك..
وعدتيني تلك الليلة بعد حوار مطول على التليفون معك ومع صديقتك مها التي كان لها دور كبير في الحضور خصوصا وانك وافقت على الضيوف الجدد وقلتي انك ستحضري وبالفعل يا سعاد حضرت ولكنك ولسبب او لاخر حضرت بالفعل ولكن انتظرت على ناصية الشارع ومعك الصديقة مها وهي ايضا تشهد على كل ما اكتب الان لانها اقنعتك بالحضور تلك الليلة ولكنك يا سعاد لم تدخلي المنزل الا بعد ان تأكدت من ان السفير خرج وايضا الزميلة نشوي الرويني واسرتها وعدد اخر واتيت الينا ومع ذلك احتفلنا بك احسن احتفال وقطعنا الكيكة التي حاولت ان اسجلها لك في مجموعة من الصور ووافقت على شرط ان تأخذين الفيلم وبالفعل اعطيته لك.
اتذكرين يا سعاد بعد السهرة والتي استمرت حتى ساعة متأخرة جدا من الليل طلبت مني ان نذهب الى منزلي المجاور لمنزل وفيق في منطقة ايست اكتون وبالفعل ذهبنا وبعد ان جلست مع ابنائي وكانوا يستعدون للذهاب الى المدرسة احتضنتيهم جميعا وبدمعة انسكبت على خديك قلت: كان نفسي اكون ام؟ وبقلبك الكبير دعوت لهم ولنا وكان ردي عليك يا سعاد انك احسن ام وكل اطفال مصر ابنائك واولادي ابنائك .. وكعادتك تلك الايام وبانفعال شديد وبدون مقدمات طلبت الخروج فورا للذهاب الى طبيبك النفسي الخاص في هارلي ستريت وسط لندن.. وقلت لك يا سعاد الوقت مبكر جدا للذهاب الى الطبيب .. وبعصبية كانت تأتيكي ويصاحبها التدخين الشره خرجنا وركبنا السيارة وفجأة طلبت النزول منها وان تترجلي شوية امام الحديقة الكبيرة المواجهة لمنزلي .. ولاني عارف الحالة التي تعتريكي من حين الى اخر ويقال عليها ديبريشن اخترت انا الصمت كالعادة وبعد ذلك توجهنا الى الطبيب وتركتك هناك وتوجهت انا الى عملي.
هذه الحالة يا سعاد كانت مثل حالات كثيرة تأتيكي من وقت لاخر واجعليني هنا اسردها كما أتت بالضبط..
يوم ان عرضت عليك ان تكون ضيفة كريمة على صفحات مجلات هي وسيدتي وسيدتي وبالفعل وافقت وقدمتك الى الاستاذ مطر الاحمدي رئيس التحرير لتلك المطبوعات تلك الفترة وظلت الحوارات بينك وبينه لشهور ولكن عبر التلفيون وخفت وكالعادة ان يراك احد في الصحف والمجلات فأخبرتيني واخبرتيه ايضا بأنك بعد انتهاء علاجك في المصحة وتعودين الى وزنك الطبيعي ستقدمين على تلك التجربة خصوصا ان الاتفان كان ليس حوار واحد بل عدد من الحلقات .. فقلت لك وبالضبط يا سعاد والله لو ظهرت مرة واحدة في التلفزيون او في موضوعات صحفية الناس على الفور سيرحبوا بك ولن يهمهم الوزن الزائد او تغيير ملامح الشكل .. وقلت ان الناس يحبون ويعشقون روح سعاد حسني .. وقلت ايضا المجموعة التي تلتقيها معنا لم يشعر اي واحد منا بأن هناك تغيير في شكل او شخصية سعاد حسني .. ومرة ثانية تم الهروب من الاقدام على تلك التجربة الجميلة ولم يتم اجراء الحوارات او الظهور في المجلات او الصحف وكالعادة خفت الا يعرفك الناس وكانت تلك هي مشكلتك الرئيسية والتي سببت لك حالة الاكتئاب الشديد.. وخصوصا انك ذكرت لي مرة انك ذهبت الى بنك في لندن لصرف نقود وعندما نظر الموظف في هويتك وشاهد صورة الساندريلا تشكك في انك صاحبة البطاقة وهذا سبب لك حرج كبير وجرح عميق.. وكنت اهدف دائما هو اقناعك بأنك ما حدث لا يعني ان الموظف لم يعرفك بالطبع لن يعرفك لانه انجليزي وانت كنت السندريللا في مصر ولم يرك من قبل.. وقلت لك ايضا يا سعاد هذه سنة الحياة نحن نتغير مع الوقت ولكن لا نفقد هويتنا .. حتي دخلنا في حوار مطول حول الممثلات المصريات اللاتي مازلن يعملن في السينما والكل يقدم على مشاهدتهن لانهن اخترن الافلام التي تتسق مع مرحلتهن العمرية وكنت تنصتين لي وتتفهمين ما اقول ولكنك في قرارة نفسك غير مقتنعة .. وكانت تلك واحدة من مشكلاتك الاساسية والتي ادت الى حالة الاكتئاب التي كنت تعيشينها.
وفي نفس السياق قلت لك: تذكرين يا سعاد عندما اخبرتك عن الحوارات التي اجرتها الفنانة نبيلة عبيد في قناة ام بي سي الفضائية وعرضت عليك ان تقومي بتسجيل حلقات مثلها تحكين فيها تاريخك الفني .. وقلتي لي نعم انا شفت الحلقات وكانت جميلة واذكر انني قلت لك ان التسجيل سيتناول اعمالك الفنية كلها وانت ستقدميها فقط من استوديو انيق وسيتم عمل ماكياج رائع وخصوصا انهم سيخصصون لك افضل بيوت الازياء والماكياج في لندن وهنا قلت لي راح تفكري وللاسف ايضا لم تقدم على تلك التجربة بحجة انك لا تريدين ان يراك الناس بالصورة التي أنت عليها تلك الفترة..
يا سعاد الموضوعات كثيرة جدا والهدف من سردها هو فقط لتأكيد موقف واحد سوف اعلنه في نهاية هذا الكلام وصدقيني الهدف منه انصافك وانصاف ناس اخرين وعندما اعني انصافك نعم انصافك فكون انهم قتلوك بحجة انك تكتبين مذكرات تحكين فيها على حد ما كتب علاقات مشينة تسيء الى نجمتنا وتتنافى مع تاريخها الناصع وقصة فنها الراقي وافلامها التي اصبحت علامة من علامات السينما .. لذلك فانني احاول فكرة استبعاد قتلك .. لان دي هي الحقيقة فانه لم يقتلك احد .. وعموما ليس على المريض حرج وانت لست اول فنانة او سيدة تختار مصيرها ونهاية حياتها بيديها.
وللتأكيد على حالة الاكتئاب التي كنت تعيشنها فيا سعاد اذكرك يوم ان طلبت مني ان اطلب من السفير السعودي في لندن تلك الفترة وكان الراحل الانسان العظيم الدكتور غازي القصيبي ان يساعدك في الحصول على مستحقات مالية لك عند احد الموزعين السعوديين لافلامك لم يدفعها لك.. وعندما تحدثت مع السفير السعودي وبحكم الصداقة الكبيرة بيني وبينه طلب مني انه يريد بالفعل المساعدة الشخصية وتقديم كل ما يمكن تقديمه من اجل العلاج خصوصا وانه في تلك الفترة كانت هناك بعض المشكلات بينك وبين المركز الطبي المصري بعد وصولهم رسالة من الاطباء ان علاجك في مصر وليس في بريطانيا .. وبعد موافقتك على الذهاب الة مقر السفارة لشكر السفير على انهاء المشكلة مع الموزع قلت لي لا لن اذهب الى السفارة وكانت حجتك ايضا وكما قلت لي تفتكر ان السفير راح يعرفني وكالعادة كنت رافضة لاي انسان يريد ان يراك حتي ولو كان شخصية فنية تأتي من مصر فكنت ترفضين لقاءهم الا عدد قليل ودعيني هنا اذكرك بكلامك عندما اتت الزميلة هالة سرحان الى لندن وطلبت مني رقم هاتفك او تحديد لقاء معك وكان ردك انك قلت لي بالحرف الواحد: محمد لو اعطيت رقمي لها او لأي حد تاني راح اغير رقم التليفون ولن اعطيك الرقم الجديد.. والسبب ايضا انك لا تريدي لاحد ان يراك على حد قولك تلك الفترة .. الا بعد ان تذهبي الى المصحة وتنقصين الوزين وتعودي الى سعاد السندريلا مرة ثانية وساعتها قلتك وبالحرف الواحد: يا سعاد انت سندريلا حتى لو بقى عندك 100 سنة المهم انك تقتنعي انت بأنك سعاد حسني حبيبة ومعشوقة كل الناس في العالم العربي.
يا سعاد لن اتكلم عن ايام الاذاعة البريطاني لما كنت بتسجلي حلقات رباعيات صلاح جاهين او كلامك مع الزميل منير مطاوع الذي اصدر كتاب بعد وفاتك مباشرة وكان الكلام المكتوب فيه قد تم تدوينه من قبل منير عبر لقاءاتنا في بيت الدكتور وفيق مصطفى او من خلال تسجيلات على التليفون .. ولن اتكلم عن كتاب الدكتور عصام عبد الصمد الذي تحدث فيه عن كلام تم بينك وبينه ولن اتكلم عن كل ما صدر بعد وفاتك لانه طلب مني ان انضم للفريق الذي انطلق كالقطار السريع ليسرد كل ما يعرفه عنك وخصوصا تلك الفئة من الناس التي لا تعرف شيء عنك وقالوا ان هناك يد خفية اقدمت على قتلك.. وكانوا بالنسبة لي مقل الدب التي قتلت صاحبها بغرض حمايته من ذبابة وقفت على وجهه فكانوا يحاولون ابعاد فكرة انتحارك وهم لا يعرفون بذلك انهم يلوثون تاريخك الناصع وخصوصا انهم لا يعرفون حقيقة مرضك الحقيقى وهو الاكتئاب الشديد والشديد جدا..
وجدت يا سعاد وبعد عشر سنوات انه لابد من قول الحقيقة خصوصا ان ما حدث معك هو نفسه الذي حدث مع ابنتي الكبرى او البكر كما نقول في مصر ياسمين.
ابنتي يا سمين وانت عارفاها كويس حيث كنت دائما تقولين لها: الفيلم الجاي لازم تمثلي دور البطولة معايا .. لانها جميلة جدا مثلك يا سعاد .. ابنتي هذه وفي سن معينة القت بنفسها من الدور الخامس في المدرسة والسبب ياسعاد انها اصيبت بنفس حالة الاكتئاب التي مررت بها انت في لندن والفرق هو انها حاولت الانتحار في مصر اما انت فكنت في لندن.. وصدقيني يا سعاد وانا كنت اتابع حالة ابنتي ياسمين اثناء حالة مرضها بالاكتئاب كنت اتذكرك دائما فكانت هي الاخرى لا تحب رؤية احد ورغم جمال وجهها الا انها كانت تظن انها قبيحة واشياء اخرى كثيرة ربما اعود اليها لاحقا في موضوع اخر..
وايضا يا سعاد اننا خلال الفترة التي عشتيها في لندن ونحن كنا معك دائما لم نشعر اطلاقا انه هناك من يطاردك او يحاول قتلك لسبب سياسي او خلافه ولكن حالة الاكتئاب الشديدة هي التي منعتك عن رؤية اي شخص وتذكرين ايضا انك كنت تغطين وجهك دائما بحجاب وبرنيطة عندما تسيرين في الشارع ولو حتى في مناطق ليس فيها عرب وحاولنا اكثر من مرة نصحك بخلع تلك البرنيطة ولكنك رفضت والسبب دائما ان الناس ممكن تشوفك .. يعني دائما كنت هاربة من المجتمع ومن الناس ومن نفسك .. اليس هذا يا سعاد حالة اكتئاب من النوع المتقدم جدا..
بلاش كده يا سعاد .. قبل ذهابك الى المصحة قلت لنا انك ستعودين الى القاهرة بعد الانتهاء من فترة العلاج الطبيعي في المصحة خارج لندن وكنت متفائلة بأنك ستعودين للسينما بعد ان يقوم الاطباء بعمل اللازم واعادة السندريلا الى ما كانت عليه في السابق .. ولذلك تركت سكنك في ايرل سكورت وذهبت الى المصحة ومعك كل ما تملكين من ملابسك الشخصية وعندما عدت .. لم يكن عندك سكن ولا مأوى فأخترت شقة صديقتك في العمارة المشؤومة وحاولنا الاتصال بك انا والدكتور وفيق ولكن للاسف لقد ازدادت حالة الاكتئاب لديك خصوصا وانك بعدما عدت من المصحة لم ينقص الوزن ولم يتغير شكل الوجه كما توقعت وهنا كانت المأساة .. وصلت لذروة الاكتئاب النفسي واخترت العزلة تماما حتى الاصدقاء انقطعت عنهم وعندما اخترت النهاية اخترتيها بعناية وهنا يا سعاد لن اذكرك بما حدث لأنك كنت قد انتقلت الى بارئك وتركت خلفك كل تلك الاقاويل التي لم يجرؤ احد ان يعترف بالحقيقة ويقول ان المريض عندما يقدم على الانتحار يكون خارج نطاق الوعي ولكن الكل يريد ان يتشدق بما يراه مناسبا لمآربه الشخصية بعيدا عن الواقع والحقيقة.
الله يرحمك يا سعاد .. بعد موتك مباشرة وحضور اسرتك من القاهرة انا اول من التقى شقيقك واجريت معه حوار لجريدة الشرق الاوسط وايضا حضرت كل الجلسات الخاصة في المحكمة وهنا اقول لك يا سعاد انه بعد ان تم تشخيص كل ما حدث اجمع العاقلون من الاطباء والموضوعيين على ان سعاد حسني انتحرت.. وهنا استشهد بما قالته لي صديقتك وصديقتنا مها عندما سألتها: يا مها انت خير من يعرف الحقيقة عن سعاد انت شايفه ايه؟ قالت لي يا محمد : ان الذي قص النت اي الشبكة التي غطت البلكونه التي اخترتيها لموتك يا سعاد كانت مقطوعة بدقة وقالت بالحرف الواحد هذه هي سعاد التي تحب عمل كل شيء بيرفكت يعني كامل الدقة.. حيث كان قص الشبكة تم تفريغ المساحة التي القيت منها نفسك تم قصة بالقلم والمسطرة على حد قول مها,, اما ما قيل تلك الفترة وكنت انا شاهدا عليه هو مبنى ستيوارت تاور والذي كان يقطن فيه عدد من الاصدقاء منهم الاستاذ الراحل محمود السعدني والراحل ايضا الفريد فرج وكان دائما الاستاذ صلاح ابو سيف يذهب هناك كل اجازة لفترة وغيرهم كثير من المصريين هذا غير اصدقاء كثر من ابناء الجاليات العربية التي تربطني بهم علاقات طيبة وسألتهم عما اثير تلك الايام من انه كان هناك اصوات عالية في الشقة التي انتحرت منها سعاد فقالوا لي ما العمارة دائما الصوت فيها عالي في الشقق..
المهم في هذا كله كل القريبين منك يا سعاد اعترفوا بأنك اقدمت على الانتحار الغير مقصود اي انك كنت وصلت الى مرحلة الصفاء المصاحب للاكتئاب وشعرت بانك في حاجة ماسة الى لقاء الله سبحانه وتعالى .. واقول ذلك لان ابنتى عندما نجت من الموت بأعجوبة قالت لي وبالحرف: يا بابا انا لما القيت بنفسي من فوق من الدور الخامس كنت طائرة مثل الفراشة وقبل الهبوط على الارض شعرت بأن هناك يد تحملني وتضعني على الارض .. وكانت هذه هي يد الله سبحانه وتعالى. وصدقتها لان ما تناولته من عقاقير لعلاج الاكتئاب عرفنا فيما بعد ان تلك العقاقير تؤدي الى شعور الانسان المريض بانه يقدم على الانتحار مع انه يبدوا للناس انه طبيعي ولكن في الحقيقة ان عقله الباطن هو الذي يحركه وليس العقل الذي نحاسب على افعاله وتصرفاته.
هذا كلام ياسمين ابنة الستة عشر ربيعا تلك الفترة فهي تقدم على الانتحار ولكن ليس للموت ولكن لترى الله حسبما قالت لي وانا طبعا اصدقها فمريض حالة الاكتئاب لا يكون هو نفس الشخص السوي ولكنه شخص اخر وكانت سعاد حسني ليست هي سعاد حسني التي اقدمت على الانتحار فكنت سعاد حسني التي زهدت الدنيا بعدما تأكدت انها غير راضية.

لذلك ارجوا من كل من يظن ان هناك مؤامرة ضد سعاد حسني لقتلها قبل ان تقدم على تنشر قصة حياتها التي تتناول فيها اشياء تسيء اليها قبل ان تسيء الى المسؤولين .. فهذا غير صحيح وهذا ما عرفته من صديقتها مها التي كانت صريحة معي دائما بحكم صداقتنا وايضا كونها تعيش معها في شقتها. سألتها سؤال محدد : مها هل سعاد كانت تكتب قصة حياتها بالفعل يا مها فقالت وبثقة متناهية : محمد .. قصة ايه وبتاع ايه يا محمد انت راح تصدق الكلام اللي الناس بتكتبه .. سعاد حسني وانا عارفاها كويس اوي وانت كده .. يا محمد سعاد انتحرت .. انتحرت .. لكن علشان خاطري ما تقولش انا قلت لك هذا .. علشان انا مش عاوزه اتكلم مع اي اعلام في الموضوع ده.
اكتفي بهذا القدر والناس الذين ذكرت اسماؤهم هم على قيد الحياة ويمكن الرجوع اليهم .. وهنا اقول لكل من تسول له نفسه باتهامات باطلة ضد الزميل عبد اللطيف المناوي او غيره ان يكفوا عن هذا وانصحكم بترك سعاد في قبرها مع ربها ولا يجوز عليها الان الا ان نترحم عليها ونطلب من الله سبحانه وتعالى ان يدخلها فسيح جناته مع الصديقين والنبيين .. والله يا ناس غفور رحيم..
واذا لم تقتنعوا بهذه الشهادة التي اقسم بالله العلي العظيم ان كل حرف فيها صحيح .. واذا لم تصدقوه فعليكم ان تصدقوا المحكمة التي حكمت بأنها انتحرت وهذا لم يأت من فراغ فالذي عاش في لندن عليه ان يصدق قرار المحكمة لان القضاة هناك ليست لهم مصلحة في تغيير الحقائق مثلما يحدث في بعض البلاد. وعليهم ايضا ان يسألوا الاطباء النفسيون المعالجون لها ولا تسألوا اطباء اخرون..


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.