البداية ولدت من مشهد النهاية والرحيل والسقوط للنظام السابق بعد خطاب التنحى الذى أثلج به عمر سليمان صدور الشعب المصرى كاملا حيث تسليم السلطة الى المجلس العسكرى الذى وقف بجانب الثورة والثوار فكان الأمل والتفاؤل شعار الفترة المقبلة وإستعد المصريون لفتح صفحة جديدة نحو مستقبل أفضل وبداية ديموقراطية جديدة بعد ظلام دام ثلاثون عاما من الظلم والإستبداد والفساد . المشهد الأول للعسكر .. يخرج المجلس العسكرى ليعلن أمام الجميع الحفاظ على المسئولية الملقاة فى الظروف الصعبة مع ضمان حرية التظاهر وإبداء الأراء والتعامل السلمى مع المتظاهرين النتيجة : تقييد حرية بعض الصحف والمجلدات مثلما حدث مع جريدتى " صوت الأمة والفجر " واحالة بعضا من الصحفيين الى القضاء العسكرى ومنع بعض البرامج من الظهور والتعامل بكل ما أؤتى من قوة مفرطة فى التعامل مع المتظاهرين . المشهد الثانى للعسكر : اعلان المجلس العسكرى تسيلم السلطة الى برلمان شرعى منتخب ورئيس جديد للبلاد بعد ستة أشهر فقط من تولى المهمة وبالتحديد فى سبتمبر 2011 النتيجة : المجلس العسكرى يتراجع عن وعوده ويصبح سبتمبر المقصود بقدرة قادر يونيو 2012 ولا عزاء للشعب ولكل الأصوات التى نادت وصرخت وذكرت العسكرى بوعده . أما الموقف بالنسبة للإخوان المسلمين الذين ذاقوا العذاب كثيرا فى العهود السابقة منتظرين الفرصة للتعبير عن أنفسهم فقد كان شبيها تماما بما حدث مع المجلس العسكرى . اخوان واحد : اعلان جماعة الإخوان المسلمين عدم منافستهم فى البداية الإ على 30% أو 40% فقط من المقاعد البرلمانية فى مجلسى الشعب والشورى تاركيين الفرصة للجميع للمشاركة فى حياة ديموقراطية سليمة . النتيجة : الإخوان المسلمين بعد تأسيس حزبهم الحرية والعدالة ينافسون على كل المقاعد ويبتلعون النسبة الأكبر منها متناسين كل الوعود والتصريحات الأولى ولا عزاء للديموقراطية التى نادوا بها فى البداية . اخوان اتنين : الإخوان المسلمين يقررون عدم ترشيح أحدا من الجماعة للسباق الرئاسى مع الإنتظار لحين الإتفاق على اسم المرشح المنتظر تدعيمه مع التأكيد على رفض تدعيم الثلاثى الإسلامى " عبدالمنعم أبوالفتوح , حازم أبو اسماعيل , محمد سليم العوا " . النتيجة : بعد إنسحاب منصور حسن من السباق الرئاسى بعدما تم اختياره سرا من العسكر والإخوان على أن يكون المرشح التوافقى الإخوان يقررون تدعيم مرشح اسلامى لم يتم الإعلان عنه حتى الأن . فى النهاية نجد أن الإخوان والمجلس العسكرى منذ أن ظهرا فى الساحة وهم يتلاعبون بالجميع تحت شعار " مصلحتى فوق الجميع " متناسيين كل الأحداث والوعود ومعتمدين على امتلاك المصريين لذاكرة السمك اضافة الى انشغالهم بالمشاكل اليومية التى تجهد تفكيرهم وتجعلهم دائما ما يبحثون أولا عن لقمة العيش ليبقى دائما العسكر والإخوان وجهان لعملة واحدة وليبقى شعارهما دائما " كلام الليل مدهون بزبدة " .