نشرت صحيفة واشنطن بوست مقالا اوردت فيه ان باسم يوسف يبرز الثقة غير الموقرة التي يحتاجها هذا البلد لاستعادة الاستقرار. سخر على الهواء من النزعات الاستبدادية لكل من قادة الإخوان المسلمين و جنرالات الجيش الذين أطاحوا بهم من السلطة. قدم يوسف حلقة يوم 25 اكتوبر أظهرت لقطات للسيسي يعظ الأمة. و بعد أن نطق كلمة "حرية"، صفعته يد قوية من تحت الطاولة و وضعت امامه السيناريو الجديد.
للأسف يبدو ان الجنرال عبد الفتاح السيسي و مؤيديه فقدوا الإحساس بروح الفكاهة المصرية. تم سحب برنامج باسم يوسف القادم. و الاسبوع الماضي، احال المدعي العام 30 شكوى إلى قاض للتحقيق فيها. كان رد تقشعر له الأبدان . بل أكثر من ذلك ، كان غبيا : جعل حكومة السيسي تبدو تافهة و ديكتاتورية .
يمكن لمصر أن تجد طريقها إلى الديمقراطية المدنية - ولكن فقط إذا سمح المسؤولين بخلق بلد قوية أكثر تسامحا، البلد التي طالبت بها ثورة 2011 . إذا قرر السيسي خوض انتخابات الرئاسة العام المقبل ، من شبه المؤكد انه سيفوز . ولكن من شأن هذا أن يؤخر التطور السياسي في مصر.
ربما تتحرك الولاياتالمتحدة اخيرا، بعد أشهر من سياسة وقف التدخل المحيرة بشئون مصر ، لمساعدة حليفتها منذ فترة طويلة لتحقيق بعض التوازن. تشكل وزارة الخارجية فريق للعمل مع دولة الإمارات العربية المتحدة، وربما المملكة العربية السعودية ، لدعم الاقتصاد المصري و تسهيل الانتقال السياسي .
تمكنت سياسة الولاياتالمتحدة خلال العام الماضي من الإساءة للجميع تقريبا هنا. كان ينظر إلى الولاياتالمتحدة باعتبارها داعم قوي للرئيس محمد مرسي خلال الفترة التي قضاها في السلطة. عندما تدخل الجيش، اعتقد بعض الإسلاميين ( خطأ) أن الولاياتالمتحدة كانت متواطئة في حملة القمع الدموية . زادت محاولات الولاياتالمتحدة لمعاقبة النظام عن طريق قطع المساعدات العسكرية و الاقتصادية من الغضب الشعبي.
للأسف ، يبدو ان الارتباك عال المستوى في سياسة الولاياتالمتحدة لا يزال مستمرا، مع دعم وزير الخارجية جون كيري المزيد من المساعدات لمصر، و مقاومة مستشارة الأمن القومي سوزان رايس ما قد يبدو دعم للانقلاب العسكري. لا تستطيع الولاياتالمتحدة تحمل مثل هذه الفوضى السياسية.
وقال حسام بهجت ، وهو أحد الناشطين الرائدين في مجال حقوق الإنسان في مصر " لا تستطيع أن تتصرف كما لو أن هذا النظام لم يقتل ألف شخص في يوم واحد. هناك حاجة للمسائلة ". و يقول السيد عمرو موسى، وزير الخارجية السابق، ولكن يجب أن تأتي المسائلة من المصريين، وليس الأميركيين. "البلد تضيع هباء، وتستجيب الولاياتالمتحدة بسياستها المعتادة في " إدارة الأزمة ". وهذا يرسل رسالة خاطئة. إذا كان لابد من إدارة الأزمة ، ينبغي أن تدار عن طريقنا. لا نريد الخسارة مثل سوريا أو العراق " .
يرأس موسى لجنة من 50 شخصا تقوم بكتابة دستور جديد كجزء من خريطة الطريق للعودة الى الديمقراطية. تدعو الخطة للنتهاء من الدستور في ديسمبر، و عرضه للاستفتاء العام في يناير. و يتبعه الانتخابات البرلمانية في الربيع و الانتخابات الرئاسية في الصيف.
ولكن هذا الإطار الدستوري قد يكون له تأثير مؤسف لإضفاء الشرعية على الحكم العسكري، إذا ما قرر السيسي خوض انتخابات الرئاسة – علي غرار جمال عبد الناصر وأنور السادات و مبارك. و اضاف بهجت "اننا لا نريد فرعون جديد" . يشعر كثير من المصريين بالقلق من قائد عسكري آخر.
وقال هاني شكر الله، رئيس التحرير السابق لصحيفة الأهرام اونلاين ، المشكلة السياسية في مصر هو أن الأحزاب العلمانية لم تبرز زعيم شعبي كبديل للسيسي . " لم تنتج ثلاث سنوات من الثورة شخص واحد يمكن أن يتحدث عن الثورة" .
ويقول نبيل فهمي، وزير الخارجية ، " لم نعثر على العلماني، الشاب الأنيق مفتول العضلات "، مشيرا إلى عدم وجود مرشح قوي للمدنيين . ويقول إن العملية السياسية يجب أن تشمل حزب الحرية و العدالة إذا سيكون لها شرعية . ينبغي أن يشعر الغربيين بالأمل، كما يشعر المصريون، من واقع أن معظم الناس هنا قرروا عدم العيش في المجتمع المسلم الجامد الذي حاول الإخوان خلقه. عندما علق مرسي الدستور في نوفمبر الماضي ، كانت الولاياتالمتحدة بطيئة في الرد ، بل كانت داعما قويا للنظام الإسلامي الجديد.
و شعار هذه الأيام بين المصريين هو " عايزين نعيش"، ولكن هذا يقلل من الرغبة في التغيير التي ما زالت واضحة عندما يتحدث المصريون عن " ثوراتهم " ، الأولى ضد مبارك ثم ضد مرسي . يريد الناس أن يعيشوا ، نعم - ولكن بالحرية والكرامة التي وعدت بها الثورات.