تحت عنوان "مصر تبحث عن درب نحو الديمقراطية".. قال الكاتب الأمريكي الشهير "ديفيد إجناتيوس": إن الكومديان الساخر "باسم يوسف" أعرب عن ثقته في أن البلاد بحاجة إلى استعادة الاستقرار بعد أن سخر من التوجهات الاستبدادية التي تبناها جماعة الإخوان المسلمين وجنرالات الجيش الذين أطاحوا بهم من السلطة. واستهل "إجناتيوس" مقاله اليوم الخميس بصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، قائلا: "على ما يبدو أن الجنرال "عبدالفتاح السيسى" وعشاقه فقدوا حس الفكاهة المصرية، فبعد أن انطق "باسم" لمواصلة سخريته من الأطراف السياسية، ظهرت يد قوية من تحت الطاولة لترفض السخرية من الجيش والقيادة الجديدة، وهو الأمر الذي يلقي بظلاله على مستقبل البلاد ومدى الحريات فيها." وأضاف "إجناتيوس" إلى أنه بعد زيارته إلى مصر، بات مقتنعا أن البلد الأكثر سكانا في العالم العربي يمكن أن تجد طريقها إلى الديمقراطية المدنية ولكن إذا تحلت القيادات بمزيد من الانفتاحية والتسامح وخلقت دولة قوية كالتي آمل فيها المصريين عقب ثورة يناير 2011 التي أطاحت بالرئيس "حسني مبارك". وأكد الكاتب أن الفريق أول "عبدالفتاح السيسي"- وزير الدفاع المصري إذا ترشح للرئاسة العام المقبل، من المؤكد سيفوز بكرسي الحكم لكن هذه الخطوة من شأنها أن تؤخر التطور السياسي في مصر. وبعد أشهر من التخبط في السياسة الخارجية تجاه مصر، على ما يبدو أن الولاياتالمتحدةالأمريكية ستمضي قدما لمساعد حليفتها مصر لإيجاد بعض التوازن، في الوقت الذي تعمل فيه وزارة الخارجية الأمريكية على تشكيل تحالف مع الإمارات وربما السعودية لدعم الإقتصاد المصري وتسهيل الانتقال السياسي. ولفت إجناتيوس إلى أن امريكا أساءت إلى جميع الأطراف المعنية بمصر، فخلال عام كامل دعمت نظام الرئيس الإسلامي "محمد مرسي" المنحدر من جماعة الإخوان المسلمين وعقب تدخل الجيش والإطاحة ب"مرسي"، اعتقد الإسلاميون إن الولاياتالمتحدة كانت متواطئة في هذا التحرك وبعد محاولات واشنطن لمعاقبة النظام المؤقت بتعليق المساعدات العسكرية، ازداد الشعب غضبا وشعورا معاديا لأمريكا. فالولاياتالمتحدة لن تستطيع تحمل المزيد من الفوضى، في ظل إرتباك امريكي داخلي وإنقسامات داخلية، ففي الوقت الذي يسعى وزير الخارجية "جون كيري" لدعم المزيد من المساعدات لمصر، ترفض مستشارة الأمن القومي "سوزان رايس" دعم ما وصفته "الإنقلاب عسكري".