صرح الوزير المفوض ، بأن الوزير محمد عمرو وزير الخارجية أكد خلال المباحثات تطلع مصر لاجتذاب المزيد من الاستثمارات الصينية مع نظيرة يانج جى . وأشار إلى أن حجم الاستثمارات الصينية فى مصر لايناسب المستوى الممتاز للعلاقات السياسية بين البلدين ، ولازال قاصرا عن الاستفادة الكاملة مما تقدمه مصر من مزايا استثمارية وما تتمتع به الصادرات المصرية المنشأ من إعفاءات ومعاملة تفضيلية فى العديد من الأسواق العربية والأفريقية والأوروبية . من جانبه، أكد الوزير الصينى على إدراك بلاده لما تمتلكه مصر من مزايا نسبية كبيرة، وعلى تشجيعها لزيادة الاستثمارات الصينية فى مصر، معربا عن تطلعه لتعاون وزارتى خارجية البلدين فى تذليل بعض العقبات والإجراءات الإدارية التى تواجه الشركات الصينية فى مصر، بما يسهل تسجيلها وعملها على نطاق واسع. وتناول وزير الخارجية أيضا مشروع المنطقة الاقتصادية فى شمال غرب خليج السويس، حيث أشار إلى أن مصر كانت حريصة على منح أول ترخيص للعمل فى هذه المنطقة لشركة صينية تقديرا منها لخبرة الشركات الصينية فى هذا المجال، معربا عن تطلعنا للتعاون مع الصين أيضا فى تنفيذ المرحلة الثانية من المشروع. وأوضح الوزير الصينى اهتمامهم باستمرار التعاون بين البلدين فى إقامة المنطقة الاقتصادية، معرباً عن ارتياحهم لما تم إنجازه فى المرحلة الأولى من المشروع، كما أشار إلى الزيارة التى يقوم بها وفد من شركة TEDA الصينية إلى مصر قريبا لإبرام اتفاق إنشاء المرحلة الثانية. وأضاف المتحدث أن الوزير محمد عمرو تحدث أيضا عن إمكانيات التعاون بين البلدين فى مجال إقامة خطوط السكك الحديدية للقطارات فائقة السرعة، وكذلك فى مجال الطاقة المتجددة وتوليد الكهرباء من الطاقة الشمسية. وأشار عمرو إلى أن ارتباط الشبكة الكهربائية المصرية بسبع دول، منها دول أوربية، هو مما يوفر فرصة كبيرة للشركات الصينية للعمل فى مجال تصدير الكهرباء انطلاقا من مصر من خلال مشروعات مشتركة بين البلدين. كما عرض محمد عمرو إمكانيات مصر فى مجال التنقيب عن المعادن فى سيناء وباقى المناطق الصحراوية فى البلاد ، وكذلك التنقيب عن النفط والغاز فى البحر المتوسط، وحث الشركات الصينية على المشاركة فى المناقصات التى تطرحها مصر فى هذين المجالين، وبخاصة المشروعات التى ستطرح قريبا لاستخراج الغاز من البحر الأحمر. وذكر المتحدث باسم الخارجية أن وزير الخارجية الصينى أكد دعم بلاده للشعب المصرى فى المرحلة الانتقالية التى تمر بها البلاد، وتقديرها لما أنجزته مصر حتى الآن من إجراء الانتخابات البرلمانية وبدء عملية انتخابات الرئاسة ووضع الدستور المصرى الجديد. وأكد على احترام الصين لسيادة الشعب المصرى وحقه فى اختيار النظام السياسى للبلاد، كما أكد ثقة الصين فى قدرة مصر على تجاوز ما يواجهها حاليا من صعوبات اقتصادية مؤقتة. وأشار الوزير الصيني إلى أن عام 2011، رغم ما شهده من أحداث تاريخية فى مصر، فإنه قد شهد أيضا ارتفاع حجم التبادل التجارى بين البلدين إلى قرابة التسعة مليارات دولار، وكذلك ارتفاع الصادرات المصرية للصين بنسبة 65 %. و ذكر أن الشركات الصينية لم تنسحب من السوق المصرى العام الماضى، بل شهد العام ضخ استثمارات صينية جديدة فى مصر بقيمة 80 مليون دولار، مما يؤكد دعم الصين لمصر فى كافة الظروف، مشيرا إلى اعتزام حكومته تشجيع الشركات الصينية على زيادة وارداتها من مصر. كما حث الوزير الصينى الشركات المصرية على المشاركة فى معرض جوانجزو الدولى الذى يعد من أكبر المعارض التى تشارك فيها الشركات الراغبة فى التصدير للصين. وأضاف رشدى أن الوزير الصينى قدم الشكر للوزير محمد عمرو على ما قدمته مصر من تعاون كبير لإجلاء العمال الصينيين من ليبيا عبر مصر إبان القتال فى ليبيا العام الماضى. وعلى الصعيد السياسى، أكد محمد عمرو وزير الخارجية التزام مصر الثابت بوحدة الأراضى الصينية وعلى تأييد مصر لموقف حكومة جمهورية الصين الشعبية إزاء قضيتى تايوان والتبت. كما بحث الوزيران التنسيق بين البلدين فى إطار منتدى التعاون الصينى العربى الذى يعقد فى تونس خلال شهر مايو القادم ، وكذلك فى إطار منتدى التعاون الصينى الأفريقى الخامس الذى يعقد خلال العام الجارى أيضا. وتطرقت المباحثات إلى الشأن السورى؛ حيث عرض الوزير عمرو ثوابت الموقف المصرى القائمة على وقف إراقة الدماء مع الحفاظ على استقلال ووحدة سوريا. وأكد أن التوجه إلى مجلس الأمن كان بهدف وحيد وهو توفير الدعم الدولى للمبادرة العربية الرامية لإبقاء حل الأزمة فى الإطار العربى ورفض التدخل الخارجى فى القضية أو عسكرتها، مؤكدا على ضرورة توجيه كافة الأطراف رسالة واضحة للحكومة السورية باستحالة استمرار الأوضاع الحالية . وقال المتحدث إن الوزيرين اتفقا على دعم جهود "كوفى عنان "مبعوث الأممالمتحدة والجامعة العربية لحل الأزمة. وقد تطابقت وجهات نظر البلدين إزاء موضوع توسيع مجلس الأمن؛ حيث أكد الوزير محمد عمرو التزام مصر بالموقف الأفريقى الموحد الذى يعد السبيل الوحيد لتحقيق الطموحات الأفريقية المشروعة وتمثيل القارة فى عضوية مجلس الأمن على قدم المساواة مع باقى المجموعات الجغرافية. وفى ختام المباحثات، وجه الوزير محمد عمرو الدعوة للوزير يانج جى تشى لزيارة مصر، وقد قبل الوزير الصينى الدعوة.