احتفل الدكتور زين عبد الهادي رئيس دار الكتب والوثائق القومية بتوقيع ومناقشة روايته الجديدة "أسد قصر النيل" بحضور الدكتور شوكت المصري ، والدكتور محمود الضبع ، وعدد من الكتاب والمثقفين. وأكد محمود الضبع أستاذ النقد الأدبى بجامعة قناة السويس أن هذه الرواية تتجاوز مفهوم الشكل المتعارف عليه فى البناء الروائى المعتمد على الاهتمام ببناء حكاية تدور حول أحداث أو حدث معين ، بل تعمل على تفكيك الوعى والمفاهيم الكلاسيكية الخاصة بالشكل الروائى. فيما يقول الناقد الدكتور صلاح فضل - تعليقا على الرواية - إن الروائي زين عبد الهادي يقدم كبري تجاربه السردية في رواية جديدة وإشكالية بعنوان أسد قصر النيل ، إذ تربك قارئها بحجمها المتضخم ومادتها الفكرية وتقنياتها السردية ، فقد انتهي من كتابتها كما ينص علي ذلك في خاتمتها في يناير2011 ، أي قبيل اشتعال الثورة بأيام. وتابع قائلا : لكنها تحتوي من خمائر الانفجار ومظاهر العاصفة وتصريحات عشق الميدان ما يشير إلي بعض التدخل في صياغتها عقب هذا التاريخ ، فيسمي الرئيس المخلوع المسكوت عن اسمه ، فكأنه يخلعه في الرواية بأثر رجعي ، ويفضح سيناريو التوريث بطريقة مباشرة، ويركز علي كوبري قصر النيل بعين شهدت دوره في الثورة وهي تحكي عما قبلها. وأضاف: أن الرواية تطمح إلي ما هو أبعد من مجرد النبوءة ، تريد أن تقدم رؤية راو فقد ذاكرته لمدة عشرين عاما عندما صدمته حبيبته في مقهي إيرافيتش القديم في ميدان التحرير بقولها إنها تتركه إذ حملت من غيره، فيهيم علي وجهه وقد فقد نصف أهليته ومعظم ذاكرته ، حتي تقوم ثورة المعلوماتية بإعادة تأهيله وتدريب عقله، وهي إذ تعتمد علي تشظي الذاكرة ، وانسياب السرد دون روابط سببية ، ووفرة الأحاديث مع ندرة الأحداث فإنها ترتكز علي صناعة النماذج البشرية بمهارة لافتة . وتوشك أن تجعل واقع الثورة نموذجا أسطوريا بشعا يشوه طبيعة الناس ويحرم حياتهم من مظاهر الجمال والنبل ، إذ استغرقوا في مباذل الشذوذ والإسفاف والغرائبية ، كي يكون ذلك معادلا موضوعيا لتحلل بنية السرد ذاتها.