"عبد الناصر" كاد أن يفصل طاقم السكرتارية الخاص به بعد أن علم أن أحد الرياضيين أهداني ملابس "أصليه عالميه"
والدتي تأثرت نفسياً من تشويه أسرة "السادات" ل" جمال عبد الناصر" ولم تكن هناك علاقه وطيده بين الأسرتين
مازالت ذكري وفاه الزعيم جمال عبد الناصر ال43 ، مترسخة فى التاريخ نسبة لمواقفه التاريخية والسياسية.
وكان لبوابة "الفجر" حوار مع "عبد الحكيم عبد الناصر" نجل الزعيم الراحل ، لنسلط الضوء علي كواليس مايجري داخل أسرة الزعيم في الأوقات التي كان "عبد الناصر" رئيساً للبلاد.
حيث قال "عبد الحكيم" أن الوالد كاد أن يفصل طاقم السكرتارية الخاصة به ، بعد أن أهداني أحد الرياضيين طاقم ملابس رياضية عالمية ذات ماركه أصلية , فضلاً عن مواقفة الساخرة من الرئيس الراحل أنور السادات ، حينما قام بتوبيخي عندما علق علي ملابسي ، التي لم تكن تعحبه.
وعندما قلت له أن عمو "السادات" يرتدي نفس الملابس قال لي بنبره صوتيه حاده "طيب عمو السادات وعارفينه .. تقوم تقلده!" ، مضيفاً أن شقيقته الدكتوره "هدي جمال عبد الناصر" كانت لها الفضل في الحفاظ علي تراث أبيها الذي مازال خالدا ومتواجدا حتي الأن.
نريد من سيادتكم أن تحدثنا عن "الجو الأسري" الذي كانت تعيشه أسرة الزعيم "جمال عبد الناصر"؟.
في البيت كان "جمال عبد الناصر" الأب وكان حريصاً على أبعادنا عن أي بروتكولات رئاسية .. أو أى تمييز في المدرسة أو مع الأصدقاء و "يا ويله اللي كان يتعدى تلك الخطوط".
وهل هناك تجربة علي ذالك ؟ أو واقعة حدثت مع أبناء الزعيم أو أنت شخصياً ؟
طبعاً في واقعة مشهورة عن إهداء أحد الرياضيين الشهيرين طاقم رياضي كامل من إحدى زياراته الخارجية لبلد أوربي ، و لم يعرف "والدي" لإستلام السكرتارية انذاك للهدية و إرسالها للبيت ، وفوجئ الوالد وأنا راجع من المدرسة في يوم رياضي وأنا أرتدى الزي والذي كان ماركة أصلية.
قالي :"انت جبت الطقم ده منين يا حكيم"؟ , فقلت له ما حدث فقال لي : هل "زمايلك" في المدرسة عندهم لبس مثله ؟ ، قلتله : "لا" ، فرد قائلاً : "رجعه للسكرتارية وأنا هتصرف" ، وكان حاد جدا مع صاحب الهدية ، وكاد أن يفصل موظفي السكرتارية وشدد على أنه لم يتم قبول هدايا من أحد ، وخاصة بدون علمه.
* وما هي المواقف العائليه التي مازالت ذكرراها مترسخه في ذهنك حتي الأن؟
ذات مرة كانت الموضة "البدل" متعددة الجيوب ، و كان هناك لقاء مع "السادات وزكريا محي الدين" ، وكان "السادات" يرتدى نفس "البدلة" ، واستغرب الوالد جداً لذلك، حيث كان "أول مرة" يشاهدها ، فقال لي : "يا حكيم ايه اللي أنت لابسه ده" ، فقلت له :"دي موضة يا بابا ، و حتى عمو أنور لابس واحدة زيها" ، قال لي بحدة : "مافيش حاجة اسمها موضة..احنا اللي بنعمل الموضة ، وعمو أنور يلبس زي ماهو عاوز ، إنما أنت متقلدش الموضة الغريبة دي تاني" ، كان رجل صعيدي و"ما يحبش التقاليع"
* هل كان هناك رد فعل من "السادات" بعد الحديث الحاد معك والسخرية من ملابسه ؟
أبداً .. أنا كنت شاب فى عمر 15 سنة ، ولم ينزعج "السادات" من حديثي مع أبي.
* وماذا كان يمثل "أنور السادات" لعائلة "جمال عبد الناصر" وأبناءه ؟
علاقته فى حياة الوالد لا تتعدى بعض الزيارات الطبيعية ، وكان السادات نائب رئيس في حدود مراسم استقبال بعض الشخصيات المهمة أثناء انشغال "جمال عبد الناصر" بالوضع العسكري بعد النكسة لإستعادة سيناء.
* ولكن "جيهان السادات" زوجة الرئيس السابق "أنور السادات" قالت في عده تصريحات أن "أبناء عبد الناصر" هم أبنائي ، وعلي الرغم من ذلك الدكتورة "هدي" توجه لها الانتقادات الحادة والتوبيخ دائماً .. بماذا تفسر ذلك؟
أسرتنا في فترة حكم "السادات" عانت من تشوية "السادات" لسيرة وعهد "جمال عبد الناصر" ، من خلال كتاب ، وذلك كان له أثر كبير في نفسية والدتي رحمها الله ،، وأكيد علينا جميعاً .
* هل كانت هناك علاقه وطيدة بين أسرة "السادات" وأسرة الرئيس الراحل "جمال عبد الناصر"؟
لا ابداً كانت علاقات طبيعية ، ولكنها تأثرت بفترة التشوية.
* ما رآيك في الاتهامات التي أثيرت في الفترة الماضية من قبل "نجل عبد الحكيم عامر" أن "جمال عبد الناصر من أمر بقتل والده ؟
اعتقد في ظل فترات التشوية لو كان هناك أدلة حقيقية كانت ظهرت وكان من مصلحة الجميع أنه يشهرها لكن الحادثة مر عليها أكتر من 40عام ، ولا يوجد غير هذه الإشاعات.
* هل كانت السيدة "تحية هانم" والدتك حاولت في فترة من الفترات أن تتدخل في الأعمال المنوط بها المرأة في الدولة ؟
أبداً .. لم يعرف أحد حتى بأسمها خلال فترة تولى عبد الناصر لحكم البلاد ولم تكن لها أي علاقة بالدولة نهائياً ، ولم تبدي أي من آرائها في الموضوعات التي كانت تشغل الرأي العام وقتها.
* نريد أن تحدثنا عن أبرز المواقف التي كان يفعلها الرئيس "جمال عبد الناصر" مع أشقائه ؟
في أحد المرات الرئيس عرف أن "عادل عبد الناصر" أخيه "غير شقيق" تعدى على أحد المدرسين باللفظ واستخدم قرابتهما ، فكان من "عبد الناصر" إلا أنه بعث أخيه "شوقي عبد الناصر" للمدرسة ، وأن يضربه أمام كل الطلبة وبأوامر مباشرة من "جمال عبد الناصر".
* ولو عدنا بالزمن .. كيف كان حال الزعيم "جمال عبد الناصر" في أخر عام قبل وفاته ؟
كان لا يستريح أبدا رغم معاناته من أمراض السكر والقلب من أجل معركة الكرامة واسترداد سيناء.
* هناك شكوك مازالت تترد في وفاة الرئيس "جمال عبد الناصر" .. بماذا تفسر ذلك ؟
رواية "هيكل" .. ولكني شخصياً "أشك فيها" ، لأن الرئيس ، فعلاً كان مجهد و"مكانش بيريح نفسه في أيامه الأخيرة".
* وما هي رواية هيكل في وفاة والدك ؟
رواية هيكل ليست حقيقية ، ولا أعتقد أن "السادات" صنع فنجان قهوة مسموما كان السبب في وفاته ، حيث أن السادات قام بصنع القهوة عدة مرات ل"جمال عبد الناصر" في المنزل ، وكان باستطاعته أن يقوم بذلك لو كانت رواية هيكل صحيحة.
وعلي حسب تواجدي بالمنزل دائماً أن والدي كان لا يحب أن يشرب القهوة من "السادات" وكان دائما يعشق أن يشربها من والدتي "تحيه" , ف"السادات" كان متطوعاً لعمل القهوة حتي يكسب رضاء "عبد الناصر" فقط.
* إذا أردت منك أن تتحدث عن شقيقتك الدكتورة "هدى جمال عبد الناصر"،، كيف توصفها ؟ وماذا تريد أن تقول لها ؟
اشكرها على مجهودها طوال السنوات الماضية ، حيث جمعت تراث الزعيم الراحل "عبد الناصر" ، وبذلت مجهود خرافي في الأعمال والأفكار الناصرية في ظل غياب دور الدولة ، و تشوية سيرة الرئيس خاصة خلال فترة حكم "السادات"، وهي بالنسبة للأسرة المرجع الفكري الأساسي نظرا لخبرتها الطويلة في تراث الوالد
* وماذا عن خالد جمال عبد الناصر ؟
أوجة التحية إلى روحه الطاهرة ، حيث يعتبر أكتر شخص من أبناء "جمال عبد الناصر" واجة نظام "السادات ومبارك" ، و اشتراكه في تنظيم "ثورة مصر ضد الصهاينة والأمريكان" ، مع الشهيد "محمود نورد الدين تاج" على رأس أسرة "عبد الناصر" وتخليد لمبادئ زرعها فينا الوالد.
وماذا عن والدتك "تحية" هانم ؟
شكراً للسيدة العظيمة لأنه فعلا "وراء كل رجل عظيم امرأة عظيمة" ، حيث أنها ساندت هذا الرجل لتحمل كل مصاعب والتحديات التى شاهدها في حياته.
في ذكري وفاة الزعيم "جمال عبد الناصر" ، يوم 28 سبتمبر ماذا تود أن تقول؟.
رحم الله الرئيس "جمال عبد الناصر" وأحسن تحية له في ذكراه 43 أن الجماهير في كل مكان بالوطن العربي رفعت صوره بالشكر والعرفان كرمز للإستقلال من التبعية ومواجهة الغرب والعدو الصهيوني ، ورمز العدالة الإجتماعية ونصرة الفقير , و نأمل أن نستكمل مشواره وحلمه في بناء أمة عربية قوية واحدة ضد مشروع التقسيم والتفكيك الذي تقوده الولاياتالمتحدة في أمتنا العربية ، ومثلما قال "جمال عبد الناصر" : "إنني اؤمن إيماناً قاطعاً انه سيخرج من بين صفوف هذا العبء أبطال مجهولون يشعرون بالحرية ويقدسون الكرامة".