استنكرت دول مجلس التعاون الخليجي تصريحات جماعة الإخوان المسلمين المصرية، التي جاءت ردا على تهديد مسؤول إماراتي باعتقال الشيخ يوسف القرضاوي، الذي انتقده يدوره طرد الإمارات لمعارضين سورين ووصف حكامها بأنهم "ليسوا آلهة". نددت دول مجلس التعاون الخليجي السبت ( 10 مارس/ آذار) بالتصريحات التي صدرت عن الناطق الرسمي لجماعة الإخوان المسلمين في مصر تجاه الإمارات، على خلفية إعلان مسؤول أمني إماراتي بإصدار مذكرة اعتقال بحق الشيخ يوسف القرضاوي. ووصفت دول المجلس هذه تصريحات إخوان مصر بأنها "غوغائية "وتفتقد للحكمة. وكان محمود غزلان المتحدث الرسمي باسم جماعة الإخوان المسلمين في مصر قد أكد الجمعة أن الإمارات لن تجرؤ على اعتقال الشيخ يوسف القرضاوي، مشيرا إلى أن صدور مثل هذه التصريحات عن قائد شرطة دبي "عار". وأضاف غزلان بأنه إذا حدث وقامت الإمارات باعتقال الشيخ القرضاوي فلن تتحرك جماعة الإخوان المسلمين فقط بل سيتحرك العالم الإسلامي كله ضد الإمارات، معتبرا أن كل الانتقادات التي وجهها القرضاوى للإمارات صحيحة. الزياني: ما يمس الإمارات يمس كل دول المجلس وقال الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف بن راشد الزياني للصحفيين، إن التصريحات التي صدرت عن الناطق الرسمي للإخوان المسلمين في مصر تجاه الإمارات العربية المتحدة، غير مسئولة وتتعارض مع ما يربط الشعوب العربية والإسلامية من روابط وصلات مشتركة، مؤكدا أنها لا تخدم الجهود التي تبذلها دول مجلس التعاون ومصر لتعزيز علاقاتهما التي ترسخت على قواعد متينة عبر السنين. وأضاف الزياني أن: "ما يمس دولة الإمارات، يمس دول مجلس التعاون جميعا"، مؤكدا رفض دول المجلس واستنكارها التهديدات التي أطلقها محمود غزلان. وأعرب الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي أيضا عن ثقته، في أن مثل هذه التصريحات تعبر عن فئة قليلة لا تسعى إلى ما فيه خير ومصلحة العلاقات بين الشعوب العربية والإسلامية. انتقادات لحكام الإمارات بسبب طردهم لسوريين وكان القرضاوي قد انتقد الأسبوع الماضي عبر برنامج "الشريعة والحياة"، الذي يبث على قناة الجزيرة القطرية، قيادة دولة الإمارات بعد إصدارها لقرارات تلغي إقامة سوريين مقيمين في البلاد كانوا قد تظاهروا ضد نظام بشار الأسد، بالإضافة إلى قرارات أخرى بسحب جنسيات ستة إسلاميين مجنسين، اتهموا بأنهم على علاقة بجمعيات تمول الإرهاب. وقال القرضاوي: بأن حكام الإمارات ليسوا آلهة بل هم من البشر وكل ما عندهم هو المال، وأضاف بالقول: "حرام عليهم أن يطردوا مئة أسرة سورية معارضة للنظام، لا يجوز رميهم خارج البلاد، والأغرب سلب الجنسية من بعض أبناء الإمارات، وأنا أنصحهم أن يتقوا الله في أهل بلدهم وما يفعلونه بهم فالحاكم أجير عند الأمة، ولا يجوز أن يعاملوا الناس كالعبيد". يذكر أن تصريحات القرضاوي خلفت وابلا من الرسائل والتعليقات عبر مواقع التواصل الاجتماعي مثل فايسبوك وتوتير. وعلى إثر هذه التصريحات هدد قائد شرطة دبي الفريق ضاحي خلفان باعتقال الداعية القطري المصري المعروف، وكتب في رسائل قصيرة عبر موقع تويتر "سنصدر مذكرة إلقاء قبض على القرضاوي" متسائلا "إذا سب الإمارات هل نتركه؟ نصدر مذكرة بحقه. كل من سب الإمارات كدولة أو حكومة ووصفها بأقبح الأوصاف، سالاحقه بحكم العدالة". إلا أن المسؤول الأمني الإماراتي تدارك في وقت لاحق عبر تويتر "قلت سأعتقله.. والسين في اللغة لها معنى.. إذا عاد وأثار الفتنة فالسين تفيد المستقبل المحتمل الحدوث".
