أزمة الشيخ يوسف القرضاوى جعلت العلاقات الإماراتية المصرية فى توتر غير مسبوق وفى مساحتنا للإختلاف نحاول أن نعرض هذه الأزمة التى ستصنع جوا ملئ بالتوتر لنحاول أن نستوضح لماذا بدأت الأزمة ولماذا ظهرت من الأساس فقد كان هجوم قائد شرطة دبي ضاحي خلفان على الشيخ يوسف القرضاوي إلى مصر ودول الخليج، بعد أن ندد الناطق باسم جماعة الإخوان المسلمين المصرية بتصريحات خلفان، قبل أن يرد عليه أمين عام مجلس التعاون، دفاعاً عن الإمارات. فقد نقلت وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية عن عبد اللطيف الزياني، أمين عام مجلس التعاون لدول الخليج، قوله إن التصريحات التي صدرت عن محمود غزلان، الناطق الرسمي لحركة الأخوان المسلمين في مصر، تجاه الإمارات "غير مسؤولة وتفتقد إلى الحكمة." وأضاف الزياني أن تلك التصريحات "لا تخدم الجهود التي تبذلها دول مجلس التعاون وجمهورية مصر العربية لتعزيز علاقاتهما التي ترسخت على قواعد متينة عبر السنين." ورفض الزياني "التهديدات التي أطلقها محمود غزلان، والتي تأتي مخالفة تماماً لكل الجهود والمساعي التي تعمل على توحيد الصف العربي والإسلامي ونبذ الانقسام، إضافة إلى أنها تتجاهل احتضان الإمارات للعرب وتبنيها لقضايا العالم العربي." وكان الشيخ عبدالله بن زايد، وزير الخارجية الإماراتي، طالب حكومة مصر، عبر صفحته على موقع تويتر بتوضيح موقفها من تصريحات غزلان "المستهجنة تجاه الإمارات." وتدور تصريحات غزلان التي أثارت حفيظة الإمارات ودول الخليج، حول الدفاع عن الشيخ يوسف القرضاوي، الذي يعتبر المرشد الروحي لجماعة الإخوان المسلمين حول العالم، بعدما تعرض الأخير لهجوم وتهديدات بالاعتقال من قبل قائد شرطة دبي ضاحي خلفان. وقال غزلان في تصريحات نقلتها عنه وسائل إعلام مصرية "إن ما ذكره قائد شرطة دبي بشأن اعتقال الداعية المصري يوسف القرضاوي، يعتبر جريمة كبرى في حق المسلمين وعلمائهم،" مضيفاً "عار عليهم أن يقولوا مثل هذه الكلام." واعتبر غزلان هذا الكلام "حرباً نفسية وكلاماً غوغائياً.. وأن الإمارات لا تجرؤ على اعتقال الشيخ القرضاوي،" مضيفاً "إذا حدث ذلك لن تتحرك جماعة الإخوان المسلمين فقط، بل سيتحرك العالم الإسلامي كله ضد الإمارات." وكان القرضاوي قد ظهر في برنامج "الشريعة والحياة" ليرد على أسئلة المشاهدين، وتطرق إلى قضية ترحيل الإمارات لعدد من الناشطين السوريين بتهمة التظاهر غير المشروع، فتوجه إلى حكام دولة الإمارات مذكراً إياهم بواجباتهم الدينية وب"يوم الحساب." وألمح القرضاوي إلى أن حكام الإمارات ليس لديهم إلا الثروات المالية، وأعرب عن رفضه "طرد مائة أسرة سورية معارضة للنظام"، كما أشار إلى قضية سحب الجنسيات من بعض الإماراتيين. وكانت الإمارات ألغت تأشيرات الإقامة لعدد من السوريين على خلفية تظاهرهم دون ترخيص ضد نظام الرئيس بشارالأسد أمام قنصلية بلادهم بدبي، بينما قال مسؤول إماراتي إن الذين شملهم القرار "شاركوا في نشاطات أخرى" لم يحدد طبيعتها، وقد أثار القرار موجة اعتراض من منظمات دولية. وفي ديسمبرالماضي، أعلنت السلطات الإماراتية أنها سحبت جنسية ستة نشطاء إسلاميين، بعد أن قاموا بأعمال "تعد خطراً على أمن الدولة وسلامتها،" وفق البيان الإماراتي. نددت دول مجلس التعاون الخليجي، السبت، بالتصريحات التي صدرت عن الناطق الرسمي لجماعة الإخوان المسلمين في مصر، محمود غزلان، تجاه الإمارات، على خلفية مذكرة الاعتقال الصادرة بحق الشيخ يوسف القرضاوي، واصفة إياها ب«غوغائية وتفتقد للحكمة». وقال الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، الدكتور عبد اللطيف بن راشد الزياني، في تصريحات للصحفيين: «إن التصريحات التي صدرت عن الناطق الرسمي للإخوان المسلمين في مصر، محمود غزلان، تجاه الإمارات العربية المتحدة، غير مسؤولة وتفتقد إلى الحكمة وتتعارض مع ما يربط الشعوب العربية والإسلامية من روابط وصلات مشتركة»، مؤكدًا أنها «لا تخدم الجهود التي تبذلها دول مجلس التعاون ومصر لتعزيز علاقاتهما، التي ترسخت على قواعد متينة عبر السنين». وأضاف «الزياني» أن «ما يمس دولة الإمارات يمس دول مجلس التعاون جميعًا»، مؤكدًا رفض دول المجلس واستنكارها التهديدات، التي أطلقها «غزلان»، مشيرًا إلى أنها «مخالفة تماما لكل الجهود والمساعي التي تعمل على توحيد الصف العربي والإسلامي ونبذ الانقسام». وقال «الزياني»: «إن تصريحات الإخوان تتجاهل احتضان الإمارات للعرب، وتبنيها لقضايا العالم العربي، في جحود يستنكره كل عاقل»، مشيرًا إلى أن «مثل هذه التصريحات الغوغائية من مسؤول حزبي كبير مستهجنة وغير مسؤولة، ولا تنبئ عن نوايا طيبة ضد حكومات وشعوب المنطقة». وأعرب الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عن ثقته في أن مثل هذه التصريحات «تعبر عن فئة قليلة لا تسعى إلى ما فيه خير ومصلحة العلاقات بين الشعوب العربية والإسلامية». وكان الدكتور محمود غزلان، المتحدث الرسمي لجماعة الإخوان المسلمين في مصر، قد أكد الجمعة، أن «الإمارات لن تجرؤ على اعتقال الشيخ يوسف القرضاوي»، مشيرًا إلى أن صدور مثل هذه التصريحات عن قائد شرطة دبي «عار». واستنكرت جماعة الإخوان المسلمين في مصر، مطالبة قائد شرطة دبي بإصدار مذكرة اعتقال بحق «القرضاوي»، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين. وقال «غزلان»: «إذا حدث وقامت الإمارات باعتقال الشيخ يوسف القرضاوي، لن تتحرك جماعة الإخوان المسلمين فقط بل سيتحرك العالم الإسلامي كله ضد الإمارات»، مشيرًا إلى أن كل الانتقادات التي وجهها «القرضاوى» للإمارات صحيحة. كان الشيخ يوسف القرضاوي، قد انتقد قرارالإمارات بترحيل سوريين شاركوا في تظاهرة خارج مقر قنصلية بلادهم في دبي، وقال: «إن حكام الإمارات ليسوا آلهة بل هم من البشر وكل ما عندهم فلوس حرام عليهم أن يطردوا مائة أسرة سورية معارضة للنظام، لأنهم ضد النظام، لا يجوز رميهم خارج البلاد، والأغرب سلب الجنسية من بعض أبناء الإمارات. وأنا أنصحهم بأن يتقوا الله في أهل بلدهم وما يفعلونه بهم، فالحاكم أجير عند الأمة، ولا يجوز أن يعاملوا الناس كالعبيد».