حال مصر لن ينصلح إلا إذا نطق كل حجر فى الشوارع والحارات وقال «أنا ورايا خروف»
الجندى:
الأمل فى الإخوان ضعيف.. «بس مين عارف»؟!
كريستى : لابد من يوم معلوم تترد فية المظالم أبيض على كل مظلوم وبلاك بلوك على كل ظالم
.. الحسينى أبو ضيف، لم يمت، فصوره المرسومة فى كل الميادين، جعلت منه شاهد عيان على هزيمة جماعة الإخوان المجرمين، وسقوط رئيسهم الفاشى الفاشل محمد مرسى.
جيكا.. ما زال على قيد الحياة يستمتع بانتصاره وانتصار الحرية، ولعل روحه الآن تهيم فى كل شوارع مصر، وهى ترفع علامات وإشارات النصر.
أما دماء كريستى والجندى وعمرو سعد والشافعى وغيرهم، فلم تكن مجرد دماء سالت فى سبيل وطنها، بل كانت دليل على طغيان نظام مجرم يتمسح بالدين، وعلامة – جلية – تؤكد إسقاط هذا النظام، فمصر أبدا لن تسامح فى قدسية أديانها ولا فى دماء أبنائها، ولم تنس هؤلاء الأبطال الذين دافعوا عن ترابها بأرواحهم.
الآن، ذهبت الجماعة وبقى الشهداء، بقى الحسينى أبو ضيف بثورته وعيونه المؤرقة، الحزينة على حال وطن يتوجع.. ذهبت الجماعة، وبقيت كلمات شهداء عهد الفاشى ومرشده، فالكلمات خالدة، لا تموت بوفاة أصحابها، لذا فهى مازالت باقية، وبرحيل الطغاة..آن أوان استرجاعها.
كان الحسينى أبو ضيف أفضل وأهم من محمد مرسى، كان متواضعا حين قال: «فخور بأنى نقطة فى هذا البحر العظيم الذى يجمع الشرفاء فى مليونية اليوم وذلك فى مليونية 28 فبراير 2012»، لم يقل إننى بطل من أبطال ثورة مصر، لم يقل إننى سأحرر تلك الدولة من نظام فاسد هو نظام مبارك، ونظام أكثر فسادا ووحشية، وهو نظام مرسى، أما الأخير المتدين الذى لم يتعلم من دينه التواضع فقال إنه القائد الأعلى لكل شىء، ولم يبق له سوى أن يقول: «أنا ربكم الأعلى».
الحسينى كان يدافع عن وطن، هو نفسه الذى سعى مرسى وجماعته لاغتصابه، ولعل ذلك ما دفع الحسينى لأن يكتب على موقعى التواصل الاجتماعى فيس بوك وتويتر: «نازل محمد محمود لأكمل الثورة ضد الجزء الأخير من نظام مبارك وهم عصابة الإخوان»، وما إن وصف الإخوان الشباب الثائر بالكافرين، كتب الحسينى فى وصف لما يحدث فى الميدان: «العلمانيون الكفرة يصلون المغرب بميدان التحرير».
وفى تدوينة أخرى قال: «مرسى يعفو عن تجار السلاح والمجرمين ويترك أسرى الثورة فى المعتقلات فهل المجرمون المفرج عنهم من الإخوان»، وواصل انتقاده للجماعة قائلا فى تدوينة أخرى: «لابد أن أوجه الشكر لجماعة الإخوان على بلطجتها اليوم لأنهم اختصروا فترة زمنية كانت ستطول حتى يعى الجميع سفالتهم وانحطاطهم وخيانتهم».
وأضاف فى تدوينات له قائلا: «مخلوع قال علينا بلطجية وعسكره قالوا علينا مأجورين وإخوان مبارك قالوا علينا كفرة.. فى النهاية الثورة ستنتصر على النظام»، وكتب مرة أخرى: «نازل للتظاهر من دوران شبرا حتى التحرير بالاشتراك مع حركتى كفاية ومينا دانيال لتحرير أسرانا ورفض صناعة محمد مرسى مبارك»، كما كتب أن حال مصر لن ينصلح إلا إذا نطق كل حجر فى الشوارع والحارات وقال أنا ورايا خروف.
ربما من ظلم هذه الجماعة تصرخ الحجارة، وتدل عن مواقعهم للقبض عليهم أو التعامل معهم، لكن صرخات الحجارة، لن تكون أقوى من صرخات القلوب الخائفة على وطن لا يعرفه الإخوان، وعلى ذلك كتب محمد الجندى الذى استشهد جراء التعذيب على أيدى قوات الشرطة فى معسكر الجبل الأحمر، فى آخر تدوينة له على شبكة التواصل الاجتماعى: «موقف حمدين لابد أن يتضمن الآتى قبل إجراء أى حوار، بأن يكون جدول الأعمال معلن قبل عقد الاجتماع، أن يتولى شخصيات عامة ومحايدة رئاسة الحوار، أن تكون نتائج الحوار ملزمة للجميع بما فيها مؤسسة الرئاسة، أن يكون الحوار مبث على الهواء مباشرة للشعب المصرى».
الجندى الذى انتخب مرسى فى انتخابات الرئاسة لم يعرف أنه سيموت على يد نظامه وكتب قبل إجراء الانتخابات الرئاسية: «دلوقتى المقاطعة والإبطال خطأ..لو ليك صوت أعصر على نفسك لمونة وإنزل إديه لمرسى رغم إن الأمل ضعيف بس مين يعرف».
محمد كريستى كتب على صفحته يوم 25 يناير أنه سينزل فى مسيرة لقصر الاتحادية، وكتب أنه يشعر بأنه سيموت، وقال أتمنى أن تكون لى جنازة مثل جنازة جابر صلاح الشهير ب«جيكا»، وتحقق نصف حلمه، لقد أصر بإصرار والده أن تتم الصلاة عليه فى مسجد السيدة نفيسة، وكتب كريستى على تويتر: «المجد لكل اللى فى الاتحادية المجد للمشاغبيين.. مرسى الداخلية خارج الخدمة..انسى الثورة اللى فاتت خالتى سلمية ماتت..لا بد من يوم معلوم تترد فيه المظالم ابيض على كل مظلوم وبلاك بلوك على كل ظالم.. لكل الناس اللى بتقول إن قطع الطرق وحرق المدرعات إرهاب وبلطجة الافعال دى أيام مبارك كانت بنسبة لكم ثورة ولا عشان رئيسكم».
كما كان جابر جيكا، الذى لم يتعد عمره ال16 سنة، وعضو حركة 6 ابريل، أدمن صفحة «معا ضد الإخوان المسلمين» يناضل ضد حكم المرشد والإخوان والنظام الحالى، وكان آخر بوست كتبه على الفيس بوك: «نازل عشان خاطر دم إخوتنا عشان الثورة.. نازل عشان أسامة أحمد أعز صاحب ليا اللى شيلته بإيدى وهو مقتول، نازل عشان عيون أحمد حرارة وعشان الثورة اللى راح عشانها آلاف الشهداء وعشرات الآلاف من المصابيين نازل عشان حموطى وأحمد يوسف اللى راحوا فى بورسعيد نازل عشان بلدى ترجع لنا تانى.. ولو مرجعتش بقا مليش غير طلب واحد هو ان الناس تكمل الثورة وتجيب حقنا.. أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمد رسول الله».