■ موظفة تخطف زميلها لينفذ وعده بالزواج منها وتاجر يختطف ابنة صديقه لبيعها لأسرة ثرية. تزايدت أعداد جرائم الاختطاف خلال الايام القليلة الماضية.. وتنوعت أسبابها.. إلى الحد الذى دفع فتاة إلى اختطاف شاب لينفذ وعده بالزواج منها، ظاهرة مدهشة.. تثبت أن المواطن البسيط قد يتحول إلى مجرم حين تتجاهله مؤسسات الدولة لتنشغل بنفسها، فالمواطن يدرك هذه الايام أن قوات الأمن مشغولة بمعركة هيكلة الداخلية، ومن يديرون شئون البلاد مشغولون بمعركة الخروج الآمن، لذا بامكاننا أن نتوقع المزيد من حالات الاختطاف.. وربما تحدث بغرض تحقيق العدل الذى تعجز مؤسسات الدولة عن تحقيقه. فى الأسبوع الماضى، قام أربعة متهمين باختطاف طالب بالأكاديمية البحرية يبلغ من العمر 20 عاما، وطلبوا من والده فدية مليون جنيه، استدرجوه عن طريق إحدى الفتيات، اتصلت به وجرته إلى علاقة عاطفية، ثم اتفقت معه على موعد بالقرب من المطار، وحين وصل المكان كانت فى انتظاره سيارة داخلها أربعة أشخاص،اختطفوه واتصلوا بوالده لطلب الفدية. وقد تمكنت أجهزة الأمن من خلال تتبع الهاتف المحمول من معرفة مكان المجنى عليه، والقبض على أحد المتهمين، وتبين أنه غواص.. ودبر الجريمة لأنه يمر بضائقة مادية، وأمر أحمد السجيعى وكيل النيابة بحبسه على ذمة القضية رقم 82 لسنة 2012 جنح سيدى جابر، وضبط وإحضار باقى المتهمين. حالة أخرى للاختطاف فى وضح النهار داخل أحد الأسواق دائرة الرمل ثان، بلطجى ومسجل خطر يدعى «بطاطا» اختطف «مروة» البالغة من العمر 6 سنوات، بعد أن ضرب والدتها فسقطت على الأرض، ودفع الطفلة داخل «توك توك» واخذها إلى منزله، بهدف إجبار والدتها على الإدلاء بشهادة زور أمام المحكمة، لتبرئة شقيقته فى إحدى القضايا. ولم يتم إطلاق سراح الطفلة إلا بعد أن ساءت حالتها، وخاف المتهمون على حياتها، فسلمتها والدة المتهم إلى خالتها وفرت هاربة، وأمر ماجد جورج وكيل النيابة بحبس المتهم ووالدته وشقيقته على ذمة القضية. ومن أغرب قضايا الاختطاف التى منعت الصدفة البحتة وقوعها، هى محاولة اختطاف رجل اعمال سكندرى، فبعد خلافات مالية بين رجل الأعمال، وأحد المقاولين الصعايدة، أرسل الأخير إليه سبعة رجال لاختطافه من الإسكندرية ونقله إلى سوهاج، وأثناء مرور سيارة المتهمين على أحد الأكمنة عثرت مباحث المرور على حبال وأشرطة لاصقة وأسلحة وطلقات نارية، وبمواجهتهم اعترفوا بعزمهم ارتكاب الجريمة. وفى اعتصام سموحة بفيكتور عمانويل وتحديدا فى نوفمبر الماضى، حاول اثنان من البلطجية اختطاف إحدى الفتيات والفرار بها داخل سيارة ميكروباص، على مرأى من الجميع، إلا أن المتظاهرين والمعتصمين بالميدان تمكنوا من إنقاذها وفر البلطجية هاربين. وفى اللبان قام تاجر باختطاف ابنة صديقه البائع المتجول، وتبلغ من العمر 6 سنوات.. لبيعها لأسرة بالقاهرة حرمت من الإنجاب، فبعد أن رفض الأب عرض صديقه ببيع الطفلة، قام الصديق باختطافها، وحين أبلغ الأب الشرطة ودفع باسم المتهم فى القضية.. خاف الأخير وأخذ الطفلة وتركها بميدان فيكتوريا، فعثر عليها بعض الأشخاص وسلموها للشرطة. كما قامت أسرة موظفة بمديرية أمن الإسكندرية، باختطاف زميل ابنتهم الموظف بنفس المديرية، واجباره على توقيع ايصالات امانة على بياض، وأوراق بيضاء، تحت تهديد السلاح، لإجباره على الزواج منها، وكان قد وعدها بالزواج ومرت الأيام و الشهور دون أن يفى بوعده، حتى جاءت اللحظة التى أخبرها فيها بأنه لا يرغب فى الزواج منها، وانه لديه زوجة وأبناء يخشى عليهم، فقامت بالاتصال به والالحاح فى مقابلته، حتى وافق على مقابلتها بمنطقة باكوس. وفى الموعد المحدد كان والد الفتاة وأخوها وعمها ينتظرونه فى احدى السيارات، وافتعل والدها مشاجرة معه أمام الناس، واصطحبه عمها وشقيقها إلى شارع جانبى بحجة تهدئته والإصلاح بينهما، ووضعوه فى السيارة وفروا هاربين. وحول انتشار جرائم الاختطاف بشكل غير مسبوق يقول العميد محمود قطري- الخبير الأمني- أن انتشار هذه الظاهرة، يشبه باقى الجرائم التى انتشرت فى المجتمع بسبب الانفلات الامنى، الذى تسبب فيه بشكل رئيسى المجلس الأعلى للقوات المسلحة ووزارة الداخلية. وأضاف أن استمرار حالة الانفلات الأمنى ستتسبب بشكل أساسى فى ظهور ميليشيات إجرامية مسلحة، وربما ميليشيات سياسية، مشيرا إلى أن قيام الإخوان والسلفيين بتشكيل لجان لحماية المنشآت، من المحتمل بشكل كبير أن يتحول فيما بعد إلى ميليشيات مسلحة، تجر البلاد إلى حروب أهلية. وأكد «قطري» أن عمليات السطو المسلح، على البنوك و الصرافات، هى بداية لظهور هذه الميليشيات، وانه تقدم بمشروع لاعادة هيكلة الداخلية، والمنظومة الأمنية ككل إلى المجلس العسكرى ومجلس الشعب، لكن كليهما مشغول بأشياء أخرى، وليست هناك أى نية حقيقية لدى المسئولين لإصلاح البلاد أو إعادة هيكلة الأمن. السنة الخامسة - العدد 343 - الاثنين - 27/02/2012