في حلقة مختلفة من برنامج "جملة مفيدة" الذي تقدّمه الإعلامية منى الشاذلي على "MBCمصر" أستضاف البرنامج العالم المصري الكبير الطبيب مجدي يعقوب، وذلك بعد أن تم اختياره في الولاياتالمتحدة كأسطورة حية في الطب، لينضم بهذا للشخصيات الخمس التي أثرت في تاريخ الطب، وتزامن حوار البرنامج متزامنا مع افتتاح المبنى الجديد المخصص للأطفال بمركز الدكتور مجدي يعقوب لجراحة القلب بأسوان. حيث أكد الدكتور مجدي يعقوب جراح القلب العالمي أن همه الأول في الحياة هو تخفيف الآلام عن المرضى، وأنه لا يركز على الجوائز، مشيرا إلى أنه دائماً ما يشعر أنه في منتهى التواضع والخجل من ذكر إنجازاته.
وقال يعقوب –خلال استضافته في برنامج "جملة مفيدة"- معلقا على انضمامه لقائمة أساطير الطب الحية: "كلما يحدث اكتشافات نشعر بأن هناك أشياء أكثر بكثير، لذلك أشعر بالتواضع والخجل من ذكر الإنجازات، وهذه شيء ليس سيء، ولكنها تجعل الإنسان يجتهد أكثر".
وأضاف: "الجوائز لها فوائد، أولها أنها تجعل الناس تعرف أن مرض القلب مهم، كما أن لها تقدير خصوصا من الزملاء في أنحاء العالم، وهذا شيء جيد، وإنما من الصعب أن يركز الشخص على الجوائز، وينسى لماذا نحن موجودون، الهدف هو أن نحقق شيئا للمرضى، والعلم، وليس الحصول على الجوائز".
وتُعد زمالة الجمعية الملكية بلندن هي أقرب الجوائز القريبة إلى قلب الدكتور مجدي يعقوب، وقال عنها: "الجمعية عمرها 350 سنة، كان فيها نيوتن وفاراداي، وآخرون من أصحاب الاكتشافات المهمة، وينتمي إليها مجموعة من الناس خصصوا حياتهم للعلم، وكونها جائزة من العلماء للعلم هي الجائزة الأقرب إلى قلبي، وبالنسبة لي التكريم العلمي أفضل من الاجتماعي.
وكشف الدكتور مجدي يعقوب –جراح القلب العالمي- أن هناك تقنية جديدة تطيل من عمر عضلة القلب بعد الإصابة بالأزمات، وتعتمد على مضاعفة عدد الخلايا بحيث تعيد إنتاج نفسها، مشيرا إلى أنها تقنية أكثر تطورا من الخلايا الجزعية.
وفسر الدكتور مجدي يعقوب هذا الاكتشاف –خلال استضافته في برنامج "جملة مفيدة"- بقوله: "خلايا القلب المفترض أنها لا تنقسم ولا تزيد، ولكن مجموعة من الأبحاث المثيرة توصلت لطريقة لزيادة هذه الخلايا بحيث تعيد إنتاج نفسها".
أما الاستفادة من هذا الاكتشاف فيتمثل في أن عضلة القلب تضعف نتيجة أمراض القلب الوراثية أو الهبوط الذي قد يؤدي إلى الموت، وبتضاعف الخلايا تقوى عضلة القلب ويطيل عمرها أكثر.
وأشار الدكتور يعقوب إلى أن علماء مصريين في أمريكا هم من يعملون على هذا الاكتشاف، حيث وجدوا أن عضلة قلب الأطفال الرضع من شهر أو شهرين، وقلب الأسماك الصغيرة والبورص هي العضلات الوحيدة التي تتجدد، وعلى هذا بحثوا عن أسباب هذا التجدد، على أن يطبقوها لمرضى القلب وهو ما يقلل من عمليات الزراعة.
وأشار إلى أن هذه التقنية أكثر فائدة من القلب الصناعي، لأن هذه العمليات تتطلب أن يوضع القلب الصناعي بجوار الطبيعي، أما التقنية الجديدة فلن تستدعي القيام بذلك.
وقال الدكتور مجدي يعقوب إنه كان متخوفا من ألا يجد كفاءات في مصر للعمل في مركز القلب بمدينة أسوان، وذلك نتيجة لسمعة الأطباء المصريين في الخارج، ولكن هذه الصورة تغيرت تماما بعد أن أجرى اختبارات للمتقدمين، مؤكدا أنه اكتشف كفاءات كثيرة.
وأكد أن السمعة في الخارج ليست جيدة، يقولون إن من يأتون من مصر غير متعلمين، كنت خائف في البداية، ولكني كنت متأكد من أنني لو حاولت أن أبحث سأجد، وبالفعل وجدت جواهر وكفاءات على مستوى عالمي".
وأضاف: "المهم هو الموارد البشرية، هم من يجعلون المركز يتقدم في المستقبل"، مشيرا إلى أن العام الماضي فقط قام أطباء المركز بنشر 32 بحث علمي في مجلات واستفاد منها مراكز عالمية، وقال معلقا: "هذا رقم كبير، الأطباء يخدمون المرضى في الصباح ويسهرون على البحث العلمي".
وتابع: "الأطباء والعاملون في المركز قلبهم على المرضى، شيء مفرح أنهم يتبنون المرضى بهذا الشكل، وفي نفس الوقت يقرأون ويكتبون وينتجون أشياء جديدة تفيد العلم.
وفي رسالة تبعث الأمل، قال الدكتور يعقوب: "كل شخص موهوب، ولكنه قد لا يكتشف ذلك، ومهمتنا أن نبحث عن هذه الموهبة، وإذا لم نجدها فنحن فشلنا في ذلك، وهو فشل في إظهارها".
ووسط انشغالاته الكثيرة ما بين دول عديدة ما بين المشاركة في المؤتمرات وإجراء العمليات والإشراف على مراكز طبية، هناك هواية يحرص على أن يمارسها جراح القلب العالمي الدكتور مجدي يعقوب وهي اكتشاف زهرة "الأوركيد".
والأوركيد من النباتات التي تحتل مكانة خاصة في قلوب جميع المهتمين بالبساتين والحدائق بشكل عام في شتى أنحاء العالم، يقول عنها مجدي يعقوب: "حياة هذه الزهرة لها خصوصية، فهي تحتاج عناية بدقة تامة، كما أنها في منتهى الجمال".
وفي حديثه عن هذه الزهرة الفريدة في برنامج "جملة مفيدة"- فاجأته الإعلامية منى الشاذلي بمقارنة غريبة بين مجدي يعقوب وزهرة الأوركيد.
وقالت منى الشاذلي: "هذه الزهرة موجودة في كل بلدان العالم في كل المناطق، وهكذا مجدي يعقوب، الأوركيد تنشر الأمل في غد أفضل، وهو ما يفعله مجدي يعقوب، أول من اكتشف هذه الزهرة هم البريطانيون ومجدوها، وهم أيضا يمجدون مجدي يعقوب".
وتذكر جدي يعقوب وتذكر موقفا طريفا خاصا بهذه الزهرة، حيث قال: "أعرف ناس كثيرة متخصصين في هذه الزهرة من جميع أنحاء العالم، وكل شخص يقوم بإنتاج زهرة جديدة بالهندسة الوراثية يعطيها اسما، وكان هناك مجموعة من إيطاليا أنتجت زهرة شكلها "وحش جدا" وسموها مجدي يعقوب".
وأضاف: "ليست هذه المجموعة الوحيدة التي أنتجت أوركيدة وأطلقوا عليها اسمي، ولكن هناك مجموعة إنجليز أنتجوا زهرة أخرى بيضاء، وسموها مجدي يعقوب".
يُعرض برنامج " جملة مفيدة" على " MBCمصر" يومياً من السبت إلى الأربعاء في تمام الساعة 9:00 مساءً، بتوقيت القاهرة.