تم إحراز تقدم بارز في مجال الوقاية والعلاج المتعلقين بسرطانات الثدي والمبيض، بحسب دراسات سريرية واعدة عرضت السبت في إطار أبرز مؤتمر عالمي حول السرطان يعقد نهاية هذا الأسبوع في شيكاغو. ولفت الدكتور أندرو سيدمان أستاذ الطب في جامعة كورنيل (نيويورك) أن "الدراسات التي قدمت خلال هذا المؤتمر تبين تقدما مدهشا في ما يتعلق بالسيطرة على سرطان الثدي وبالوقاية منه، بالإضافة إلى دراستين سريريتين أخريين تثبتان صحة إضافة عقار +أفاستين+ إلى العلاج الكيميائي المتبع في معالجة سرطان المبيض".
وعقار "أفاستين" من مختبرات "روش" السويسرية، يعيق تشكل الأوردة الدموية المطلوبة لنمو الورم.
وقد بينت الدراسة الأبرز التي عرضت السبت في الدورة ال47 من المؤتمر السنوي للجمعية الأميركية لعلاج السرطان "أسكو" أن عقار "أروميسين" (إيكزيمستان) الذي يعيق إنتاج الإستروجين، يخفض إحتمالات الإصابة بسرطان الثدي أو معاودته لدى النساء بعد انقطاع الطمث لديهن بنسبة 65%.
وتحتاج ثلاثة أرباع أورام الثدي السرطانية إلى الإستروجين حتى تنمو.
ويسجل سنويا 1,3 ملايين حالة جديدة من سرطان الثدي حول العالم، في حين تقضي نحو 500 ألف امرأة نتيجة لإصابتها بهذا السرطان.
وأشار الدكتور بول غوس أستاذ محاضر في كلية الطب في جامعة هارفارد (ماساشوستس، شمال-شرق) وهو المعد الرئيسي لهذه الدراسة التي نشرت في مجلة "نيو إنغلاند جورنال أوف ميديسين"، إلى أن "هذه هي الدراسة السريرية الأساسية الأولى منذ 10 سنوات والتي تتناول الوقاية من احتمالات الإصابة بسرطان الثدي".
وأضاف خلال مؤتمر صحافي "يمكن اعتبار +إيكزيمستان+ كخيار جديد للوقاية من سرطان الثدي لدى عدد كبير من النساء".
والدراسة السريرية المصنفة مرحلة ثالثة هي الأولى التي تقيم فعالية أحد مثبطات إنزيم "أروماتاز" (الذي يسمح بتحول هرمونات الأندروجين إلى إستروجين) في وقاية نساء سليمات يظهرن على أقل تقدير احتمالا واحد للاصابة بالمرض بعد انقطاع الطمث لديهن، بسرطان الثدي.
وقد شملت هذه الدراسة السريرية 4560 امرأة انقطع الطمث لديهن في الولاياتالمتحدةوكندا وفرنسا، كما كان يسجل لديهن على أقل تقدير احتمالا واحد من الاحتمالات الأساسية للاصابة بسرطان الثدي أو لمعاودة المرض.. على سبيل المثال فعل أن يبلغن الستين أو أكثر، أو أن يكن قد عولجن سابقا وبنجاح من ورم في الثدي.
وفي حيت تناولت المجموعة الأولى من هؤلاء النسوة (نصفهن) عبر الفم عقار "أروميسين" الذي تنتجه مختبرات "بفايزر"، تلقت المجموعة الثانية في المقابل دواء وهميا.
وقد أوضح غوس أن مثبطات الإنزيم المشكل للاستروجين مثل "أروميسين" هي في الوقت نفسه أكثر فعالية وأكثر أمانا من مضاد الإستروجين "تاموكسيفين"، العلاج الهرموني لسرطانات الثدي المعتمد منذ ثلاثين عاما.
وعقار "تاموكسيفين" الذي يعمل بطريقة مختلفة مقارنة مع "أروميسين" من خلال شل الإستروجين الذي سبق وتشكل، قد يتسبب بسرطان في الرحم أو بتجلطات دموية.. الأمر الذي يمنع نحو 4% من النساء من استخدامه.
وفي ما يتعلق بالآثار الجانبية الشائعة التي تم تسجيلها مع "أروميسين"، يشار إلى التعب وهبات الحر وآلام في المفاصل.
وكان قد تم التصديق على "أروميسين" كعقار للسرطانات المتقدمة في الثدي لدى نساء سبق أن عولجن بواسطة "تاموكسيفين".
من جهة أخرى بينت دراسة سريرية في المرحلة الثالثة عرضت أيضا السبت في إطار مؤتمر "أسكو" السنوي، أن العلاج بالأشعة الذي يستهدف العقد اللمفاوية المحيطة بالثدي يطيل بنسبة 30% فترة نجاة النساء من سرطان الثدي من دون أن يعاود المرض لدى هؤلاء اللواتي خضعن لعملية جراحية لاستئصال الورم.
ورأى الدكتور تيموثي ويلان استاذ محاضر في الأمراض السرطانية في كلية الطب في جامعة "ماكاستر"-كندا وهو المعد الرئيسي لهذه الدراسة، أنه "يمكن تعديل الإجراءات السريرية من خلال هذه النتائج".
إلى ذلك، أظهرت دراسة سريرية إمكانية خفض مخاطر تفاقم سرطان مبيض معاود بنسبة 52%، وذلك من خلال إضافة عقار "أفاستين" إلى علاج كيميائي على أساس البلاتين.