تسببت أعمال العنف الاحتجاجي الذي تشهده مدن مصرية لليوم السادس على التوالي في مغادرة سائحين وأجانب لعدد من فنادق القاهرة، ومدن القناة (لورسعيد- الإسماعيلية- السويس).
ففي مدينة بورسعيد ( المدخل الشمالي لقناة السويس والواقعة على ساحل البحر المتوسط) غادر السائحون الأجانب؛ هربًا من استمرار الاشتباكات الدامية التي اندلعت بعد الحكم على 21 متهمًا بالإعدام في قضية أحداث استاد بورسعيد السبت.
وقال محمد يلماظ، سائح تركي كان يقوم بجولة سياحية في مدينة بورسعيد، لمراسل "الأناضول" إنه اضطر لترك الفندق والمغادرة جنوبًا إلي مدينة الإسماعيلية بسبب استمرار الاشتباكات".
وأضاف أن "هناك الكثير من السائحين الأجانب قد تركوا المدينة بسبب أحداث العنف الدامية المستمرة فيها منذ أيام"..
وقرر الرئيس المصري محمد مرسي فرض حالة الطوارئ وحظر التجول بمحافظات قناة السويس الثلاث من الساعة 9 مساء (19 تغ) وحتى 6 صباحًا (4 تغ)، اعتبارًا من منتصف ليل الأحد/الإثنين الماضي ولمدة ثلاثين يومًا عقب أحداث عنف احتجاجي، أوقعت عشرات الضحايا، وصل عددهم إلى أكثر من 51 قتيلاً بينهم رجلا شرطة.
وتقع مدينة بورسعيد على المدخل الشمالي لقناة السويس، فيما تقع مدينة السويس على مدخلها الجنوبي، أما مدينة الإسماعيلية فتقع في الوسط من ضفاف القناة ذات الأهمية الاستراتيجية محليًا وعالميًا، وتضم المقر الإداري الرئيسي للقناة.
ونظرًا للأهمية الاستراتيجية لمدن قناة السويس انتشرت مدرعات الجيش وقواته بشكل كثيف في مدينتي السويس وبورسعيد، بداية الأسبوع الجاري، لتأمين المنشآت الحيوية، ومجرى القناة الملاحي الذي يحظى بتشديد أمني رفيع جدًا.
ومن جانب آخر، أدى استمرار الاشتباكات بمحيط ميدان التحرير بين المتظاهرين وقوات الأمن لليوم السادس علي التوالي إلي إخلاء فنادق وسط القاهرة من السائحين الأجانب ونقلهم إلي فنادق أخري بعيدة عن مناطق الاشتباكات.
وغادر عشرات النزلاء فندق «سميراميس» بعد الاشتباكات التي دارت في محيطه خلال اليومين الماضيين، والتي انتهت باقتحامه من قبل بلطجية، في الساعات الأولى من صباح اليوم الثلاثاء.
وقال مدير الفندق، في تصريحات للصحفيين، إن "أكثر من 45 نزيلاً أصروا على المغادرة، رغم أننا عرضنا عليهم نقل إقامتهم إلى الطوابق العليا ليكونوا بعيدًا عن الاشتباكات، وهو الأمر نفسه الذي حدث في بقية الفنادق القريبة من موقع الاشتباكات على كورنيش النيل".
وطالب الحكومة ممثلة في وزارة السياحة بتعويض الفندق والفنادق المجاورة عن الخسائر التي تعرّضت لها خلال اليومين الماضيين، مشيرًا إلى خطورة هذه الأحداث لأن "السياح المتواجدين في هذه الفنادق سينقلون صورة سيئة إلى بلادهم عن الأوضاع في مصر".
وتفقد هشام قنديل، رئيس الوزراء، صباح الثلاثاء، قد تفقد فندق سميراميس على كورنيش النيل بالقرب من مدخل جسر قصر النيل، وذلك بعد إلقاء القبض على عدد من الملثمين الذين حاولوا اقتحام الفندق منتصف ليل أمس".