ساد الهدوء الحذر محيط ميدان التحرير بوسط القاهرة في الساعات الأولى من صباح اليوم الثلاثاء بعد ليلة من الاشتباكات العنيفة بين محتجين وقوات الأمن. وبحسب مراسلة الأناضول فقد اختفى المحتجون من الشوارع المحيطة بالميدان خاصة شارع كورنيش النيل أمام فندقي شبرد وسميراميس وجسر قصر النيل، بينما تواجدت قوات الأمن المركزي بكثافة في هذه المنطقة. وبعد يومين من تعثر حركة المرور على جسر قصر النيل، وتوقفها في فترات متقطعة على مدار اليومين الماضيين خاصة في ساعات الصباح الأولى، عادت صباح اليوم حركة المرور لطبيعتها على الجسر الحيوي بوسط القاهرة. وعلى الصعيد ذاته غادر رئيس الوزراء المصري هشام قنديل فندق سميراميس بعد زيارة تفقدية له صباح اليوم الثلاثاء إثر محاولة اقتحامه من قبل ملثمين بعد منتصف ليل أمس وسرقته، وهي المحاولة التي باءت بالفشل. كما انخفضت أعداد المعتصمين بميدان التحرير عقب انتهاء تظاهرات أمس الاثنين في الذكرى الثانية لجمعة الغضب (28 يناير)، والتي اشتعلت فيها أحداث العنف في محافظات مصر المختلفة. وعاودت الشرطة المصرية مساء أمس السيطرة على محيط ميدان التحرير بعد وصول تعزيزات من ناقلات الجند المحملة إليها وتفريقها مئات المحتجين بإطلاق كثيف لقنابل الغاز المسيل للدموع. جاء ذلك بعد اشتباكات عنيفة بين الأمن والمحتجين بشارع كورنيش النيل أمام فندق شبرد، حيث ألقت قوات الأمن عشرات القنابل المسيلة للدموع. كما طاردت 3 مدرعات للشرطة المحتجين ونجحوا في إبعادهم إلى مدخل جسر قصر النيل من جهة ميدان التحرير حيث دارت عمليات كر وفر بين الجانبين. وفي المقابل أشعل المحتجون النار في 3 مدرعات للشرطة، اثنتين في موقع الاشتباكات أمام فندق شبرد بالقرب من جسر قصر النيل، فيما أشعلوا النيران في الثالثة في ميدان التحرير بعد أن استولوا عليها من موقع الاشتباكات. وعلى مدار 5 أيام من العنف الاحتجاجي في مصر سقط 51 قتيل بينهم رجلا شرطة، في القاهرة ومدن القناة الثلاثة (بورسعيد- الإسماعيلية- السويس)، وكانت بورسعيد الأكثر نصيبا، حيث بلغ عدد قتلاها 40، والسويس 9، وقتيل واحد في كل من الإسماعيلية والعاصمة القاهرة