ذكرت صحيفة (أيدنلك) التركية، أن شركة "باور ترانس" التركية المسئولة عن نقل النفط الخام من شمال العراق إلى تركيا أعلنت عن إيقاف نقل النفط الخام المستخرج من حقول شمال العراق إلى تركيا ، وسط ضغوط قوى خارجية. وأوضحت الصحيفة اليوم الثلاثاء أن الشركة بررت قرارها بوقف نقل الخام من إقليم شمال العراق بأنه لا يتناسب مع المعايير الدولية، معلنة عن إيقاف نقل النفط الخام المستخرج من حقول "طق طق" في شمال العراق إلى تركيا.
ونوهت الصحيفة بأن الحكومة التركية كانت قد اتفقت مع مسعود البرزاني رئيس إقليم كردستان العراق بشرائها للنفط الخام المستخرج من قبل الإدارة الكردية وإعادة بيعها للمنتجات النفطية إليهم مرة أخرى رغم اعتراضات الحكومة المركزية العراقية التي أعلنت عن بدء إجراءاتها القانونية ضد إدارة البرزاني.
وترى الحكومة العراقية أن الموارد النفطية والغاز الطبيعي هي ملك لجميع العراقيين، وأن واردات النفط يجب أن تدخل في خزائن الحكومة المركزية العراقية ولا يجوز تصدير النفط غير المرخص من قبل الحكومة المركزية إلى خارج الأراضي العراقية وأن تصدير النفط من مناطق شمال العراق إلى تركيا ليس قانونيا وغير شرعي أو بمعنى آخر يعتبر بمثابة عملية تهريب النفط إلى تركيا.
وفي ذات السياق ، أوضحت الصحيفة أن ايتون جراي نائب حزب الشعب الجمهوري عن مدينة "إزمير" غرب تركيا قدم مذكرة استجواب لرئاسة البرلمان للرد عليها من قبل رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان بصدد الاتفاقية السرية الموقعة بين تركيا وإدارة إقليم شمال العراق لنقل النفط الخام والغاز الطبيعي إلى تركيا ومن ثم بيعه إلى الأسواق العالمية دون علم البرلمان .
وأشارت الصحيفة إلى أن النائب تساءل عن سرية هذه الاتفاقية وهل ستصل للبرلمان لمناقشتها لأنها اتفاقية بين الحكومات؟ وإذا كانت بهذا الإطار سيعني آنذاك باعتراف حكومتكم بالدولة الكردية المستقلة في شمال العراق"،حسب قوله.
ونوهت صحيفة (أيدنلك) التركية بأن رئيس الوزراء التركى رجب طيب أردوغان اتخذ مع رئيس إقليم كردستان العراق مسعود البرزاني قرارا لتصدير نفط شمال العراق إلى الأسواق الدولية عبر تركيا.
وفي هذا الإطار زار وزير الطاقة التركى تانر يلدز مدينة اربيل وزار نجيروان البرزاني رئيس وزراء حكومة إقليم شمال العراق تركيا عدة مرات لإجراء مباحثات بهذا الصدد ومن ثم بدأت عملية نقل النفط الخام برا عن طريق ناقلات النفط وتولت شركة "باور ترانس" ، ولعبت الشركات المقربة لرئيس الوزراء دورا مهما بعملية نقل النفط من شمال العراق إلى تركيا، حسب قول الصحيفة.
وأشارت الصحيفة إلى أن مباحثات وكيل وزارة الخارجية التركية فريدون سينرلي اوغلو والوفد المرافق له في واشنطن تركزت بالأيام القريبة الماضية على عملية نقل النفط الخام من منطقة شمال العراق إلى تركيا ، ونقل مسئولو وزارة الخارجية الأمريكية طلبا رسميا إلى الوفد التركي، بضرورة التوصل لاتفاق مع بغداد والحصول على موافقة الحكومة المركزية العراقية لتصدير النفط الخام من شمال العراق إلى الاسواق الدولية عن طريق تركيا.
وأكدت أن الطلب الأمريكي الرسمي للوفد التركي برئاسة السفير سينرلي اوغلو، يعتبر بمثابة "تحذير رسمي" من إدارة باراك أوباما لتركيا، لأن واشنطن ترى بأن مثل هذه الخطوة ستساهم باستقلال منطقة شمال العراق، وبالتالي تجزئته وهذا الأمر يتعارض بنفس الوقت مع مبدأ السياسية الخارجية التركية حيث ترى واشنطن أن أفعال ومواقف أنقرة متناقضة مع أقوالها وأن عقدها اتفاقا مع الإدارة الكردية في مجال الطاقة يؤكد موقفها ضد وحدة العراق وأن اتفاقية النفط التي عقدتها أنقرة مع إدارة اربيل تعني المخاطرة بمصالحها في العراق عامة.
كان مصدر في شركة نفط الشمال العراقية قد أعلن أمس أن تدفق النفط العراقي من حقول كركوك إلى ميناء جيهان التركي قد استؤنف بعد إصلاح الأضرار الناجمة عن تعرض الأنبوب الرئيسي الناقل في منطقة القيارة ضمن حدود محافظة نينوى للتفجير بعبوات ناسفة.