أربيل: للمرة الأولى في تاريخ إقليم كردستان والعراق، بدأ في الساعة 12.50 دقيقة بتوقيت بغداد، إطلاق عملية تصدير النفط المستخرج من حقول "طاوقي" و"طق طق" عبر الأنبوب العراقي المار من حقول كركوك إلى ميناء جيهان التركي بإشراف مباشر من شركة بيع النفط العراقية "سومو". وقد دشن الرئيس العراقي جلال طالباني ورئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني معا عملية التصدير خلال مراسم خاصة أقيمت في اربيل ظهر أمس بحضور عدد كبير من المسؤولين في حكومة الإقليم، ومسؤولي الشركات الأجنبية المساهمة والعاملة في مجال إنتاج وتصدير البترول في الإقليم بالإضافة إلى الدكتور محمد بحر العلوم وزير النفط العراقي السابق، دون حضور أي مسؤول من وزارة النفط العراقية. وفتح الرئيسان صماما افتراضيا في القاعة التي أقيمت فيها المراسم، كان قد تم ربطه بدائرة تلفزيونية مباشرة مع الصمام الحقيقي في حقلي "طاوقي" و"طق طق" اللذين تم ربطهما بالأنبوب الرئيسي الذي ينقل النفط العراقي إلى ميناء جيهان التركي ومنه إلى الأسواق العالمية وذلك إيذانا ببدء عملية التصدير بشكل رسمي. وأكد بارزاني أن الأنظمة التي تعاقبت على سدة الحكم في العراق خلال العقود الماضية كرست عائدات النفط لاضطهاد العراقيين ولكن الآن سيتم تسخيرها لإنعاش العراق وتطوير واقع الحياة المعيشية للشعب العراقي، داعيا إلى التعاطي والتعامل مع عائدات النفط بصورة شفافة وعادلة. ونقلت صحيفة الشرق الأوسط قول الرئيس طالباني إن العقود النفطية التي أبرمتها حكومة الإقليم تصب في صالح الشعب العراقي كافة وليس شعب إقليم كردستان وحده لأن النفط المستخرج من الإقليم يمتزج بالنفط العراقي المستخرج من أجزاء البلاد والذي ينقل إلى الخارج عبر الأنبوب الممتد إلى تركيا وهذا يثبت حرص الشعب العراقي على صيانة وحدة العراق. وأكد عدنان المفتي رئيس برلمان الإقليم في كلمته إن البرلمان يدعم تماما كل جهود حكومة الإقليم على صعيد استخراج النفط وتدشين صناعة نفطية حديثة في الإقليم. وأضاف أن برلمان الإقليم يدعم تماما مسودة قانون النفط والغاز التي وضعت في فبراير 2007 من قبل الحكومة العراقية وقد جرى العمل في الإقليم في إطار تلك المسودة، مشددا على ضرورة أن تسخر عائدات النفط العراقي من أجل تطوير الواقع المعيشي لأبناء الشعب العراقي ككل.