رصدت "الفجر" معاناة ألاف الأسر من سكان مساكن "الإيواء" بمراكز محافظة بنى سويف ، التى يسكنها المتضررين من الكوارث والزلازل فضلاً عن أصحاب المنازل التى تم إزالتها بقوة القانون ، مساكن "الإيواء" أو "مساكن الموت" كما يطلق عليها من يقطنون بها يحيط بها الإهمال من جميع الإتجاهات فمياة الصرف تغرق تلك البنايات واهمال صيانتها جعل منها ساحة انتظار للموت وسقوطها بات قريبا فى حال إستمرار من بيدهم الامر فى إعطائها ظهورهم وإغماض حواسهم عنها.
فى البداية التقت "الفجر" مع نجوى صالح " ربة منزل " من ساكنى إيواء عزبة "بلبل" فأشارت إلى الحياة الصعبة التى يقضونها يوميا منتظرين الموت اسفل انقاض مساكن الإيواء التى لا تصلح لإيواء الآدميين ولا الموتى حيث نعيش محاصرين بمياه الصرف الصحي الملوثة التى تتساقط علينا من الأسقف فلا أستطيع الصلاة وطعام أبنائي بالجير المتساقط عليه من الأسقف أثناء الطهي.، وجدران الغرف متصدعة ومهددة بالانهيار في أي لحظة.
وأكدت "هبه صالح ربة منزل : أن مياه الصرف الصحي أحاطت بعمارة إيواء "السلخانة" التى يسكن بها أكثر من 400 فرد بمدينة الفشن لسنوات عديدة حتى وصل ارتفاع المياه بجانبي عمارات الايواء وخلفها لأكثر من متر وبعد أن قام المسئولين بتوصيلنا على شبكة الصرف الصحى تركوا البنايات بلا ترميم من آثار " نشع " مياة الصرف فى الأثاثات والجدران ناهيك عن تهالك مواسير مياة الشرب والصرف وتساقط بعض أجزاء من الجدر الخارجية لمساكن الايواء وكثير من الاسقف الاسمنتية على السكان بسبب انعدام الصيانة ولا نعرف ان كانوا يرغبون فى قتلنا فلماذا لا يقتلونا بالقنابل بدلا من الموت البطىء والعذاب الذى نعيشه .
ويضيف حمدان عامل قائلا : لم يراع المقاولين ضمائرهم فى إنشاء عمارات الإيواء بمركز الفشن حيث أن المياة تتساقط من الأسقف والجدران علينا مما تسبب فى صعق العديد من الأطفال وحرق معظم أجهزتنا الكهربائية بسبب تعدد حدوث الماس الكهربي وعدم ثبات التيار وكأننا حصلنا على حكم الاعدام لمجرد أننا فقراء .
وفجر صيام قبيص همام 64 سنة من ساكنى ايواء منطقة بياض العرب فقدت ابنتي حبيبة 4 سنوات والتي غرقت في مياة الصرف الصحي (المجاري) وتوفيت في الحال قبل ان تجد من ينقذها بسبب الاهمال فى صيانة شبكات الصرف بتلك العمارات والاخطر أن المياة تتساقط من جدران تلك البنيات بسبب تهالك جميع المواسير وكأنها شلالات مياة طبيعية والجميع ينتظر الموت خسفا تحت حطام ما أنشأته الحكومة لقتلنا .
ومن جانبه أكد اللواء فتحي حسن رئيس مدينة الفشن بأنه قام بربط صرف مساكن ايواء السلخانة على مشروع الصرف الصحى وجميع ساكنى تلك الوحدات لا يملكون حق السكن فيها الا لمدة 6 اشهر وعندى قرارات طرد لهم ولا أستطيع تنفيذها والادارة الهندسية قامت بإصدار تقرير بناء على اللجنة العامة للإزالات بأن تلك المساكن حالتها جيدة ولا تحتاج الا لأعمال الصيانة وعاب فتحى على سلوك قاطنى تلك الوحدات السكنية فى الاهمال والتراخى عن أعمال الصيانة الداخلية أما أعمال الصيانة الخارجية فستقوم الوحدة المحلية بالقيام بها وأضاف رئيس المدينة بأن لجنة الازالات والتى تتشكل من أساتذه كليات الهندسة بالفيوم وبنى سويف تقوم الآن بجولة على أحياء مدينة الفشن كل 15 يوم لرصد اى مبنى آيل للسقوط لإصدار قرار بإزالته حرصا على حياة الاهالى .
ومن ناحيته أكد المهندس صلاح الديب رئيس الوحدة المحلية لقرية بياض العرب بأنه قام بتصدير العديد من المكاتبات لصيانة المبانى الى شركة ممياة الشرب والصرف الصحى لجراء صيانة واستبدال المواسير الخاصة بالمياة والصرف ولم يصله رد حتى الآن كما قام بمخاطبة قسم التسكين بمجلس المدينة والادارة الهندسية ليقوما بإتخاذ اللازم نحو سرعة ترميم تلك المبانى وأنتظر ايضا منذ زمن الرد .