يتميز حارس مرمى الأهلي والمنتخب المصري السابق أحمد شوبير بالطموح الذي لا يتوقف عند نقطة معينة، فالرجل استطاع بلا شك أن يحصل على جماهيرية كبيرة من خلال حراسته لعرين النادي الأهلي والمنتخب القومي لسنوات طويلة، انتقل بعدها لميدان الإعلام ليحقق فيه نجاحا يفوق ما حققه خلال مشواره الرياضي السابق وهو ما دفعه لمواصلة طموحه لمجالات أخري فكانت السياسية هي المحطة التي استقر عليها أحمد شوبير وذلك من خلال دخوله البرلمان في عام 2005. مشوار شوبير الطويل مليء بالانتصارات والانكسارات وإن كانت الأخيرة ورغم قلتها ساهمت بشكل كبير في رسم وتحديد تاريخه المهني، وكانت لها نتائج كارثية وصلت في بعضها إلى حد وضع نهاية مأساوية لتاريخه الإعلامي لولا تدخل العناية الإلهية في اللحظات الأخيرة لتنقذه من الإقصاء عن المشهد الرياضي والإعلامي وهو الرجل الذي يحسب له تطوير البرامج الرياضية التي تتواصل مع الحدث ومع الجمهور.
خاض شوبير خلال رحلته الإعلامية حروبا كثيرة لعل أشهرها حربه مع المستشار مرتضى منصور والتي وصلت إلى ساحات المحاكم وصدر خلالها حكم بإبعاده عن قناة الحياة وكذلك معركته الشهيرة مع اتحاد كرة القدم الذي اتهمه بتدبير حادث الاعتداء على أتوبيس المنتخب الجزائري خلال تصفيات نهائيات كأس العالم الأخيرة وانتهت بإبعاده أيضا عن التليفزيون المصري.
شائعات الترشح
انتشرت أخبار تقول بأن شوبير أعلن نيته خوض الانتخابات الرئاسة القادمة لكنه تراجع عن إعلانه دون توضيح أسباب الإعلان أو التراجع، لكنه كذب تلك الأخبار مؤكدا أنه لم يفكر مطلقا في الترشح للرئاسة وأنه قرر اعتزال الحياة السياسية لمدة خمسة سنوات على الأقل سيكتفي خلالها بعمله الإعلامي كرئيس لقناة "مودرن كورة" التي يملكها رجل الأعمال وليد دعبس.
وكانت العديد من المواقع الإليكترونية ومنها موقع صحيفة الفجر التي يشرف فيها شوبير على الصفحة الرياضية قد نشرت خبر عزمه الترشح لمنصب رئاسة الجمهورية، وأنه جاء استجابة لمطالب مقربين منه، وأكد الخبر عزمه تكوين حزب سياسي بعد انهيار الحزب الوطني الذي كان شوبير أحد أعضاءه. وتحدث شوبير عن ثقته في وجود قاعدة شعبية يحظى بتأييدها داخل الشارع المصري، وقال إنه سيكون في الصدارة ويتفوق على المرشحين رغم ما يتمتعون به أيضًا من شعبية بين المصريين.
ودافع شوبير عن انتمائه للحزب الوطني بقوله: "غالبية المصريين كانوا ينتمون للحزب الحاكم سابقاً، سواء من خلال القيد في سجلات العضوية أو الانتماء الشكلي"، موضحاً أنه "ليس معنى انتمائي ل"الوطني" أنني فاسد، فهناك الكثير والكثير من أعضاء الحزب يتقون الله في أعمالهم وخوفهم على مصالح الشعب".
واعترف الإعلامي المصري بوجود بعض الفاسدين داخل الحزب الذين كانوا سبباً في إشعال ثورة المصريين، إلا أنه حثّ على طيّ هذه الصفحة سريعاً والالتفات إلى المستقبل.
وبجرأة وشفافية يحترم عليها لم ينف الإعلامي أحمد شوبير مساندته لنظام الرئيس المخلوع حسني مبارك، مبررا ذلك بظروف أجبرته أهمها الحفاظ علي "أكل عيشه" ومصدر رزقه الوحيد وهو الإعلام، علي حد قوله.
والدليل الذي يؤكد أن شوبير كان مجبرا على الانتماء للنظام السابق هو أن هذا النظام حاربه ووقف ضد "لقمة عيشه" وأسقطه في انتخابات مجلس الشعب الماضية بل وصل اتهام شوبير له بأنه كان المتسبب في وفاة والده، وقال شوبير إن كل ما حدث له من قبل النظام كانت بسبب مناداته ولي العهد والوريث جمال مبارك بكلمة "جيمي" أثناء مداخلة هاتفية بعد فوز المنتخب المصري ببطولة الأمم الأفريقية الأخيرة.
"جيمي" كانت كلمة السر التي أنهت شهر العسل بين شوبير ونظام مبارك الذي قرر حرمانه من العمل ومنعه من الظهور على الشاشة مرة أخرى وجاءت معركته مع المستشار مرتضي منصور لتزيد متاعبه وتضع الكثير من الضغوط الإضافية عليه وهو ما وضح جليا خلال الأزمة التي بدأها الإعلامي الكبير قويا متماسكا رافضا لأي صوت يدعوه للاعتذار للمستشار ووالدته وهو ما حدث في نهاية الأمر.
مباراة الحياة
ولد أحمد شوبير عام1960 في مدينة طنطا بمحافظة الغربية، وانضم إلى النادي الأهلي قادما من نادي طنطا عام 1984 ولعب أول مبارياته الرسمية عام 1985 في ظل وجود حارسي الأهلي الشهيرين إكرامي وثابت البطل. وفى نفس العام تألق في مباراة في كأس مصر أمام الزمالك حيث لعب الأهلي بفريق من الناشئين وفاز 3/2 بعد أن نجح شوبير في التصدي لضربة جزاء في الوقت الإضافي للمباراة.
يعتبر الموسم الأخير له (1995-1996) هو الأشهر طوال مشواره مع الفريق حيث جمع الأهلي بين بطولتي الدوري والكأس والبطولة العربية، كما يحتفظ شوبير برقم قياسي في حراسة مرمى الأهلي على مدار تسع سنوات متتالية بالإضافة إلى أنه الحارس الوحيد الذي نجح خلال 13 عاما في الحفاظ على نظافة شباكه خلال مباريات الكأس التي شارك فيها.
ساهم شوبير مع الأهلي في الفوز بالعديد من البطولات بلغت 17 بطولة محلية وأفريقية وعربية، كما شارك مع المنتخب المصري في بطولة كأس العالم لكرة القدم 1990. بعد أن اعتزل أحمد شوبير كرة القدم، اتجه للتعليق على المباريات ويعد حالياً من أبرز المعلقين الرياضيين. بدأ في القناة السادسة المحلية المصرية وبعدها انتقل إلى قناة دريم ثم برنامج البيت بيتك في التليفزيون المصري ثم قناة الحياة ثم قناة مودرن كورة. وانتخب نائبا لرئيس الاتحاد المصري لكرة القدم. كما أنتخب عضوا لمجلس الشعب المصري عن دائرة طنطا بين عامي 2005 و2010 .