نشرت صحيفة واشنطن بوست خبرا اوردت فيه ان رسوم الجرافيتي المنقوشة علي الجدران حديثا تصور محمد مرسي على أنه صدام حسين الفرعوني و تحكي قصة آمال كبيرة حطمتها سرعة قياسية: بعد مرور ستة أشهر علي تولي مرسي أول رئيس منتخب ديمقراطيا، يتهم الاسلاميين على نطاق واسع بالتخلي عن تعهدات الحكومة الشاملة عن طرق العقائدية والسلطوية . يقول البعض أنه لا ينبغي الاستغراب من هذا: حكم القبضة الحديدية لديه تاريخ في مصر وجزء كبير من المنطقة - كذلك عدم الوفاء بوعود الإصلاح.
في الأسابيع الثلاثة الماضية وحدها، أعطى مرسي نفسه صلاحيات شبه مطلقة ؛ وضع نفسه فوق أي رقابة؛ بدا في الاتجاه الآخر عندما اعتدي مؤيديه على المتظاهرين السلميين خارج قصره أو عند محاصرة المحكمة العليا في البلاد لوقف القضاة من إصدار حكم غير مواتي، و الأدهى من ذلك، اشار الي أنه كان يتجسس على خصومه. فقد استعار مرسي صفحة من دليل الحكم لأسلافه، حيث برر تصرفاته عن طريق التحدث، وإن كان بشكل غامض، عن "مؤامرة" تستهدف تدمير مؤسسات الدولة وعرقلة عملية الانتقال إلى الديمقراطية. و لم يقدم أي دليل لدعم ادعائه، مكتفيا بالقول انه سيبذل كل ما في وسعه لحماية الأمة.
وقال بالتلفزيون الرسمي بعد أسبوع من انفجار الأزمة السياسية من خلال إصدار مراسيم 22 نوفمبر التي أعطته صلاحيات واسعة "أرى ما لا ترون". تدل أعمال المهندس الذي درس في الولاياتالمتحدة، ان لديه الكثير لفعله مع النظام السياسي الذي نما في ستة عقود من الحكم العسكري الفعلي إلى وجود رجل واحد تتركز في يديه كل القوة. يقول البعض في مصر إن حكم الرجل الواحد هو إرث دائم من العصور الفرعونية عندما كان يعامل باعتباره اله.
في حالة مرسي، يعتقد النقاد والمحللين أن تصرفاته تمليها عليه جماعة الاخوان المسلمين القوية التي ينحدر منها ، على الرغم من أنها لا تملك الأدلة القولية لدعم هذا الزعم. وقال المحلل والنائب السابق عماد جاد "وفي التحليل النهائي، انه ديكتاتور. لكنه ينفذ فقط إرادة الإخوان بعد أن وعد بأن يكون رئيسا لكل المصريين." فوجئ جاد وغيره من الجهات ان استيلاء مرسي على السلطة جاء سريعا. ولكن رفض جهاد الحداد، المتحدث باسم جماعة الإخوان المسلمين، الاتهامات بان مرسي احتضن نمط الحكم الاستبدادي، مؤكدا انتخاب الرئيس الشعبي. قال "اولئك الذين يدعون انه فرعون أو ديكتاتور عليهم ان يظهروا دليل لدعم حجتهم أو يهدءوا".