أكد وزير الدفاع اليمنى اللواء الركن محمد ناصر أحمد عمق العلاقات اليمنية المصرية والمتميزة فى مختلف المجالات . وأعرب وزير الدفاع اليمنى عن انزعاجه الشديد للأحداث التى تشهدها مصر حاليا على خلفية مباراة كرة القدم فى بورسعيد وسقوط ضحايا .. مقدما خالص عزائه للشعب المصرى وللمشير حسين طنطاوى رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية .. ووزير الدفاع ولأسر الضحايا. وحول رأيه للمشهد السياسى اليمنى بعد تزكية البرلمان اليمنى للمشير عبدربه منصور هادى مرشحا توافقيا للرئاسة التى ستجرى فى 21 فبراير ؟ قال الوزير إن المشهد السياسى الموروث عن الأزمة التى تفاقمت منذ أكثر من إحد عشر شهرا ، آخذ اليوم فى التحسن والتوافق .. و هناك استشعار من القوى السياسية والحزبية لجسامة المسئولية وإداراكا لحقيقة وخطورة المرحلة .. فإن هناك نوعا من التفاهمات الرامية إلى إنجاح جهود حكومة الوفاق الوطنى والتوجه نحو مزيد من التهدئة السياسية خلال المرحلة الانتقالية . ووصف وزير الدفاع اليمنى هذه التطورات بأنها تطورات إيجابية جدا ، إذ تلتقى القوى السياسية وفرقاء الأمس اليوم على طاولة الشراكة الوطنية وهى مسألة فى غاية الأهمية ، كونها تأتى فى أعقاب صراع حاد وإقتتال .. هو ما يعنى عودة القوى المتصارعة إلى جادة الصواب وإلى التوافق وإلى نسيان ذلك الصراع المؤلم والمؤسف . وقال إن أعلى درجات هذا التوافق ما خرج به البرلمان من تزكية للمرشح التوافقى للانتخابات الرئاسية فى 21 فبراير . وهذه تعتبر لحظة فارقة ليس فى المشهد السياسى اليمنى الحالى فحسب ، وإنما فى التاريخ اليمنى المعاصر ، ونعتقد أن هذه التطورات السياسية ستكون مثار سجال جدى ودراسة داخل اطر الأحزاب والقوى السياسية . وأضاف أن مثل هذا الحراك هو دليل على تعافى مكونات العمل السياسى والحزبى فى المشهد السياسى اليمنى . وردا على سؤال عن الدور المأمول للقوات المسلحة اليمنية فى المرحلة المقبلة قال وزير الدفاع اليمنى اللواء الركن محمد ناصر أحمد أن أمام القوات المسلحة والأمن فى الوقت الحاضر أكثر من مهمة .. ونحن نعى جيدا أوضاعها الراهنة ونقدر ما تحققه ، رغم العديد من المصاعب ، فالتماسك والترابط والحفاظ على جاهزيتها القتالية والفنية والبشرية تعد منجزات ومواقف تحسب لهذه المؤسسة الوطنية الرائدة ، التى أكدت فى كل المنعطفات وأمام كل التحديات أنها الرهان الحقيقى بيد الشعب وأنها لن تخذله ، بإعتباره هو مصدر كل السلطات وهو صاحب الإستراتيجية فى رسم السياسات الدفاعية والعسكرية وإنها مؤسسة عسكرية وطنية تتجه ، بكل ما لديها من إيمان ومن قدرات لتصبح قوة عسكرية مهنية إحترافية ، لا تدين بالولاء إلا لله سبحانه وتعالى ، و للثورة اليمنية ( 26 سبتمبر و 14 أكتوبر ) ووحدة الوطن اليمنى وللخيارات الوطنية التى آمن بها الشعب ودافع عنها وقدم من أجلها أكبر التضحيات . وأوضح أن اليمن اليوم فى مرحلة مهمة والقوات المسلحة تعيشها وتعايش متغيراتها كونها السند الذى يركن إليه الشغب فى دعم التوجهات الجديدة لحكومة الوفاق الوطنى ، ولدعم جهود الدولة فى منطلقاتها التاريخية الراهنة ، التى ستعزز فى إنتخابات 21 فبراير 2012 بإعتبارها مرحلة يصنعها ائتلاف سياسى ، وبألتفاف شعبى واسع. وقال إن القوات المسلحة مستوعبة تماما لما هو مطلوب منها فى دعم العملية الديمقراطية .. تجلى ذلك فى تجهيزها ل 103 آلاف جندى وضباط لتوفير الحماية الأمنية للانتخابات الرئاسية المبكرة .. وهذه علامة فارقة فى عمل وإختصاص ومهام المؤسسة الدفاعية والأمنية اليمنية . وفى هذا الإطار تمثل القوات المسلحة والأمن المظلة الآمنة والمدافعة والحماية لسير العملية الديمقراطية فى اليمن . وسوف لن تغفل القوات المسلحة والأمن عن مهامها ودورها الأمنى العسكرى السيادى فى مواصلة التصدى الحازم القوى للاعمال الإرهابية التى تقوم بها عناصر تنظيم القاعدة ، الذين مابرحوا يسعون إلى إستغلال الثغرات الناشئة عن الإنشغال بالأزمة السياسية من أجل فرض واقع حال مغاير يقبل به الجميع .. لكن هذه المؤسسة الدفاعية والأمنية لم ولن تترك أدنى فرصة لفرض معادلة من هذا القبيل يخطط لها تنظيم القاعدة .. وسيدرك من يرسمون للقاعدة خطوات ظهورها العلنى وإستنسادها خطا تقديراتهم عندما تتهاوى أحلامهم وآمالهم تحت ضربات القوات المسلحة والأمن ، على صخرة المواقف الشديدة والصلبة لأبناء شعبنا من موظفين ومثقفين ورجال قبائل الذين يرونها "أى القاعدة" نبتة غريبة غير مستساغة إجتماعيا ولن تقبلها الأرض اليمنية الطيبة .
وحول الموقف العربى .. ودعم الأشقاء العرب فى دول مجلس التعاون لدول الخليج العربى لأمن ولإستقرار وتنمية اليمن ؟ .. قال وزير الدفاع اليمنى الموقف العربى أن اليمن منشغل بالمتغيرات العاصفة التى إجتاحت الساحة العربية جراء تصاعد وتيرة الإحتجاجات والإنتفاضات الشعبية فى أكثر من بلد ودولة .. فانشغل الكثيرون بهمومهم ولا ملام عليهم . ولكن بالمقابل .. تنامت المواقف المسئولة لدولة مجلس التعاون الخليجى وفى مقدمتها السعودية والإمارات وسلطنة عمان .. والتى تحركت ، منذ البدايات الأولى للازمة ووقف الاقتتال. وقد أثمر إهتمامهم فتجلى فى المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية التى تمثل خارطة طريق لحل الأزمة المشتعلة فى اليمن والتى كادت تنذر بحرب أهلية وشيكة . وأضاف أن موقف الأشقاء الخليجيين أكتسب سمته التاريخية من إنتقاله من حالة المناشدة والمطالبة التى أعتدناها ، إلى حالة المشاركة الفعلية من خلال هذه المبادرة التى إنتشلت اليمن من براثن الأزمة والإهتراء السياسى والإقتصادى والعسكرى والأمنى . ونحن وأشقاؤنا فى دول مجلس التعاون الخليجى نعمل بتكامل وتعاون وثيق لمواجهة ظاهرة الارهاب بهدف إجتثاثها انطلاقا من إدراكنا جميعا بخطورة هذه الظاهرة ولما لها من آثار وخيمة على المنطقة وعلى العالم برمته .. كما أن اليمن وقواته المسلحة تقف وستظل تقف إلى جانب أشقائها وأصدقائها فى خندق واحد ضد الإرهاب بكل صوره وأشكاله ، ولما من شأنه خدمة مصالحنا المشتركة وإرساء مقومات الأمن والاستقرار فى المنطقة والعالم .