حددت الحكومة التركية أربعة خطوط حمر إذا تخطت دمشق أيا منها فستواجه برد عسكري تركي سريع.
من بين الخطوط الحمر الأربعة، موقع داخل سوريا، تقول تركيا إنها ستدخل الحرب إذا ما تعرض للاستهداف العسكري "لأنه قطعة من أرضها في الخارج" مع أنه ليس سوى قبر عمره ثمانية قرون قرب حلب.
وقالت الصحافة التركية إن رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان طلب من مجلس النواب الأسبوع الماضي منحه صلاحية الرد عسكريا على أي اعتداء من الجانب السوري تضمن 4 خطوط حمر، وهي "إذا تعرض أي موقع تركي للاعتداء، أو تعرض ضريح سليمان شاه للاعتداء أيضا، أو إذا تسببت سوريا بمتاعب جدية لأي من جيرانها، أو إذا تغيرت الأوضاع بالشمال السوري لصالح حزب العمال الكردستاني".
وتقول الصحافة التركية إن الخط الأحمر الثاني –ضريح سليمان شاه- يمثل للحكومة التركية واحدا من أكثر المسائل حساسية، والذي يحتل 8797 مترا مربعا من هضبة "قرة قوزاك" القريبة من حلب والرقة.
وسليمان شاه يذكر التاريخ أنه خرج ومعه خمسة آلاف من عشيرته عام 1220م من أواسط آسيا هاربا من غزو المغول، واستقر سنوات في منطقة خارج الشرق التركي وبجوار أرمينيا، ثم مضى منها بعد 10 أعوام راحلا إلى غيرها، وحين وصل قرب قرية "جعبر" السورية المجاورة لمدينة الرقة عبر نهر الفرات، ويبدو أنه واجه صعوبات وهو يعبر النهر، فابتلعه اللجج وقضى غرقا، فدفنوه هناك.
تابع ابنه أرطغرل أحد أبنائه الرحيل، واسمه ، فزحف مع عشيرته نحو الغرب حيث استقر -بالتفاهم مع السلاجقة- وأسس "إمارة قرة جه طاغ" عام 1264م التي بدأ منها عهدا من الحروب والتوسعات والفتوحات، أكملها من بعده ابنه المؤسس الحقيقي لإمبراطورية عثمانية استمرت 622 عاما، وهو عثمان الأول.
أما في التاريخ الحديث، فتذكر الوثائق أنه وبعد قيام الدولة التركية الحديثة وبدء الانتداب الفرنسي على سوريا عقد البلدان "اتفاقية أنقرة" التي اعترفت حكومة الانتداب بموجبها بموقع القبر كتابع للأتراك.
ثم أكدت حكومة "المجلس الشعبي الكبير" السورية في 1921 الاتفاقية، ونالت موافقة حكومة الانتداب بعد عامين، ومنذ 1923 والعلم التركي يرفرف هناك بحراسة جنود أتراك، لذلك يقول أردوغان "إذا تعرض هذا الضريح لاعتداء سيليه الرد العسكري السريع من أنقرة، بل قرع طبول الحرب وخوض غمارها إذا تم احتلاله".