قال الدكتور رفيق حبيب نائب رئيس حزب الحرية والعدالة في دراسته الجديدة التي أعدها تحت عنوان "تحولات الدولة والمجتمع بعد الربيع العربي.. مشاهد غروب دولة"، أن الإخوان والعلمانيين يخوضان معركتهم تجاه السيطرة على الحكم في مصر على هوية الدولة، حيث يرغب العلمانيون صبغ مصر بالصبغة العلمانية، في حين يريد الإسلاميون والإخوان عودة مصر إلى الحكم الإسلامي. وأضافت الدراسة أن "من أهم الإرهاصات الأولية التي قادت إلى حدوث ثورة يناير، غياب دور الدولة العملي والخدمي، بالإضافة إلى غياب دور الدولة التنظيمي، حيث تحولت الدولة إلى بيروقراطية تعتمد على الروتين، أكثر من كونها عامل تنظيم فاعل، وتحولت البيروقراطية المصرية إلى روتين عبثي، يُعقد حياة الناس ولا ينظمها، حتى بات الإنسان العادي يحمل عبئا جديدا في حياته، يتمثل في تعامله مع جهاز الدولة، وما يسببه له من مشكلات، مما جعل الدولة إحدى المشكلات التي يواجهها الإنسان العادي، بدلا من أن تكون حلا للمشكلات التي يواجهها".
وحسب الدراسة يرى حبيب أن "المشهد ما قبل ثورات الربيع العربي يشرح جزءا مهما من مشاهد ما بعد زلزال الثورة، فمع انفجار ثورة الغضب في وجه النظام الحاكم وسقوط النظام، زالت يد البطش الأمني، وكسر الناس حاجز الخوف، مما دفع إلى تفجيركل مشاعر الغضب المكبوت، وظهرت مواقف عموم الناس بكل ما فيها من رفض لمجمل الأوضاع التي عاشوها، ولذا فتوابع الثورة الشعبية هي عملية مواجهة حقيقية بين النظام السياسي القائم والدولة القائمة، وبين ما يريد الناس بناءه، حتى إن لم تتشكل لديهم رؤية واضحة عنه". وأضاف حبيب أنه "بعد نجاح الثورة المصرية أصبح هناك تياران في الدولة يتصارعان على التمسك بالسلطة، التيار الأول تمثله النخبة العلمانية التي تدافع عن تمسك المجلس العسكري بالسلطة حفاظا على مصالحها وخوفا من سيطرة الإسلاميين على الحكم، والتيار الثاني يمثله الإسلاميون والأحزاب ذات المرجعية الإسلامية والتي تبحث إسناد السلطة إلى من يختاره الشارع في انتخابات حرة نزيهة يخوضها كل أطياف الشعب المصري". وأكد نائب رئيس حزب الحرية والعدالة أن «الإخوان المسلمين كانوا أكثر المستفيدين من نجاح الثورة المصرية، خاصة أنهم اكتسبوا حرية العمل العلني لتنظيمهم». وأختتم دراسته أن "الثورة حررت المجتمع من هيمنة الدولة، ولم يعد من الممكن أن تعيد الدولة احتلال المجتمع، ولكن يمكن فقط للدولة العميقة تعويق وتأخير التحرر الكامل للمجتمع، واستنزاف موارده، أما عملية التحرر الكامل فقد انطلقت بالفعل، لأن الثورة كانت فعلا متكملا بمعايير التاريخ، لأنها ثورة شعب". من جهته، قال الدكتور سعد الدين إبراهيم، مدير مركز ابن خلدون، أن جماعة الإخوان تسعى لاحتكار الحكم في مصر لإقامة الإمارة الإسلامية الكبرى، حتى تشمل العالم بأكمله، مؤكدا أن "محاولات الإخوان المسلمين إقامة إمارة إسلامية ضرب من الخيال". وأضاف ابراهيم خلال لقائه ببرنامج «مانشيت» على قناة «أون تي في»، مساء الثلاثاء، أن "سياسة التكويش والاختطاف التي تمارسها جماعة الإخوان المسلمين، قد تدفعهم لارتكاب أخطاء تسفر عن تعرض البلاد لكوارث لا يمكن تحمل نتائجها"، متوقعا أن يستمر الإخوان المسلمون في الحكم لمدة لا تزيد على 8 سنوات.