القاهرة- أ ش أ أكد الدكتور عصام شرف رئيس مجلس الوزراء حرص مصر على تدعيم وتطوير التعاون مع دول القارة الإفريقية .. مشيرا إلى أن التنمية المشتركة والمستدامة بين دول القارة تعد عنصرا هاما في سياسة مصر الإفريقية، وأن مصر عادت إلى إفريقيا الشقيقة. وقال الدكتور عصام شرف في كلمته مساء الأحد خلال افتتاح ندوة ''فرص التعاون التجاري والاستثماري بين مصر وإثيوبيا''، التي ينظمها مجلس الأعمال المصري الإثيوبي إن زيارته التي قام بها إلى أوغندا وإثيوبيا منتصف الشهر الحالي كانت ناجحة، وذلك في إطار تأكيد البعد الإفريقي للتوجه الخارجي لمصر. وأشار شرف إلى أنه تم الاتفاق خلال زيارته لإثيوبيا مع ملس زيناوي رئيس وزراء إثيوبيا على تنفيذ مخطط مشترك يستهدف التنمية الشاملة للبلدين وفتح صفحة جديدة في العلاقات بين مصر وإثيوبيا والاتفاق على تجاوز مرحلة عدم الثقة والانطلاق إلى عهد يشهد مناقشات مفتوحة وحرة. ووصف الدكتور عصام شرف من يدعي أن مصر تريد حجب الطاقة عن إثيوبيا أو أن إثيوبيا تريد حجب الماء عن مصر بأنه ''هزل وعار'' .. مؤكدا أن المشاعر الطيبة التي تجمع بين مصر وإثيوبيا والتي ظهرت في زيارتنا الأخيرة لإثيوبيا يجب أن تتصدر المشهد من خلال خطط تعاون مشتركة وتحمل الآمال للأجيال القادمة يستحقها الطرفان ويسعد بها شعبا البلدين. وأكد تعهد الحكومة المصرية بتقديم كل أوجه التعاون لتحقيق التكامل بين البلدين .. داعيا مجتمع الأعمال المصري إلى التوجه نحو الاستثمار في إثيوبيا، ودعا رئيس مجلس الوزراء أيضا مجتمع الأعمال الإثيوبي للحضور إلى مصر والتعرف على أوجه الاستثمار فيها.
وأعرب الدكتور عصام شرف رئيس مجلس الوزراء عن تطلعه لإحداث نقلة نوعية في العلاقات المتميزة بين مصر وإثيوبيا، خاصة في المجال الاقتصادي والاستثماري، فضلا عن تحقيق شراكة حيوية وقوية بين القطاع الخاص بالبلدين في مجالات التجارة والاستثمار والمشروعات المشتركة. وشدد شرف على ضرورة التواصل المباشر بين مصر وإثيوبيا، ورفض التدخل في الشئون الداخلية .. مشيرا إلى أن حجم التبادل التجاري بين البلدين حاليا لا يرقى إلى إمكانياتهما، خاصة وأن الإمكانيات الموجودة لدى البلدين تؤهل للوصول إلى حجم أكبر بكثير. وأشار إلى أن عدد المشروعات الاستثمارية المصرية في إثيوبيا تبلغ 72 مشروعا في مجالات مختلفة منها ما هو مصري خالص، ومنها ما هو مصري إثيوبي مشترك .. مؤكدا اهتمام مصر بالتعاون الثلاثي المشترك بين مصر وإثيوبيا، فضلا عن إحدى الدول الإفريقية الأخرى. وأكد رئيس الوزراء أهمية دور ما يسمى بالقوى الناعمة في توطيد وتطوير العلاقات بين الشعوب، مشددا على أن مصر ستعمل على استكمال دورها التاريخي تجاه القارة الإفريقية، ونوه بدور الدبلوماسية الشعبية في تدعيم العلاقات بين مصر وإثيوبيا.
من جانبه، تطرق سفير إثيوبيا لدى مصر محمود درير إلى العلاقات التاريخية التي تربط بين بلاده ومصر .. مشددا على ضرورة تطوير تلك العلاقات لتحقيق آمال وطموحات شعبي البلدين. وانتقد درير التقصير من جانب مصر وإثيوبيا في دعم أواصر التعاون بين البلدين في مختلف المجالات .. مشيدا في الوقت نفسه بالدور الذي تقوم به وزيرة التخطيط التعاون الدولي فايزة أبوالنجا لتحقيق التقارب وتدعيم التعاون بين البلدين. ونوه الدبلوماسي الإثيوبي بالزيارة التي قام بها رئيس الوزراء عصام شرف إلى أديس أبابا مؤخرا والتي فتحت صفحة جديدة من العلاقات بين البلدين بصفة خاصة ودول حوض النيل بشكل عام. وطالب بضرورة زيادة حجم التبادل التجاري والاستثماري بين البلدين .. لافتا في هذا الصدد إلى أن حجم الاستثمارات الهندية في إثيوبيا وهي دولة بعيدة عنها، يصل إلى نحو أربعة مليارات دولار، بينما يصل حجم التجارة بينهما إلى 631 مليون دولار، ويتوقع أن يصل إلى مليار دولار أو أكثر عام 2014. وتساءل درير عن الأسباب التي تحول دون انسياب حركة التجارة والاستثمار بين مصر وإثيوبيا، والتي يربطهما نهر النيل. من جهته، طالب أيمن عيسى رئيس مجلس الأعمال المصري - الإثيوبي رجال الأعمال في البلدين بالتعاون المشترك وإقامة مشروعات مشتركة لصالح مصر وإثيوبيا .. مشيرا إلى أن حجم الاستثمارات المصرية في إثيوبيا يبلغ 600 مليون دولار. من ناحيته، قال هايلا هياس دافو، رئيس الغرفة التجارية الإثيوبية إن هناك فرصا واعدة للتعاون المشترك بين مجتمع الأعمال في البلدين خاصة في مجال الطاقة والكهرباء والبنية التحتية. وأعرب دافو عن قناعته بأهمية الدور المصري في القارة الإفريقية بعد عودة مصر إلى القارة السمراء ثانية، مشددا على أهمية التعاون المشترك بين مصر والسودان وإثيوبيا، وضرورة الاستفادة من الإمكانيات المتوافرة لدى تلك الدول.