اختتم الدكتور عصام شرف رئيس مجلس الوزراء جولته الأفريقية بعد زيارته لأوغندا وإثيوبيا, التقي خلالها المسئولين بالدولتين, ومن المقرر ان يقدم رئيس الوزراء خلال ساعات تقريرا مفصلا للمشير محمد حسين طنطاوي رئيس المجلس الأعلي للقوات المسلحة, حول نتائج زيارته. وقبيل مغادرته العاصمة الإثيوبية أديس أبابا, شهد الدكتور عصام شرف أديس أبابا مراسم التوقيع علي اتفاقية للتعاون بين اتحاد الغرف التجارية المصرية والغرفة الاثيوبية للتجارة والتجمعات القطاعية. ووقع الاتفاقية عن الجانب المصري أحمد الوكيل رئيس اتحاد الغرف التجارية وعن الجانب الإثيوبي رئيس الغرفة الإثيوبية ايسوسورك زافو والتي تنص علي التعاون في مجال التجارة وتبادل الزيارات بين المسئولين في الاتحادين وتشجيع اقامة المعارض في البلدين. وعقب مراسم التوقيع علي الاتفاقية مساء أمس غادر شرف والوفد المرافق له عائدا إلي القاهرة بعد زيارة لإثيوبيا استغرقت يومين في ختام جولة شملت أوغندا وإثيوبيا أجري خلالها مباحثات مع الرئيس الأوغندي يوري موسيفيني ورئيس الوزراء الإثيوبي ميليس زيناوي تركزت حول وسائل تدعم التعاون الثنائي بين البلدين في مختلف المجالات إضافة إلي بحث ملف مياه النيل.كما سلم الدكتور شرف رسالتين من المشير محمد حسين طنطاوي رئيس المجلس الأعلي للقوات المسلحة لكل من الرئيس الأوغندي ورئيس الوزراء الإثيوبي. وقد بدأتأمس في أديس أبابا المباحثات المصرية- الإثيوبية برئاسة الدكتور عصام شرف رئيس الوزراء, ونظيره الإثيوبي ميليس زيناوي, وشارك في المباحثات من الجانب المصري وزراء الكهرباء حسن يونس, والتخطيط والتعاون الدولي فايزة أبوالنجا, والخارجية الدكتور نبيل العربي, والموارد المائي والري حسين العطفي, ورئيس هيئة الاستثمار أسامة صالح, كما شارك فيها من الجانب الإثيوبي نائب رئيس الوزراء, وزير الخارجية هيلمريام ديسالين, وعدد من الوزراء وكبار المسئولين. تناولت المباحثات العديد من القضايا في مقدمتها ملف النيل وتوسيع المبادلات التجارية وإعادة فتح باب الاستيراد للحوم الإثيوبية لمصر, إضافة إلي الربط الخدمي في مجالات الاتصالات والكهرباء والنقل النهري, كما تتناول مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك علي الساحة الإفريقية, خاصة الوضع في منطقة القرن الإفريقي. و قام الدكتور عصام شرف بتسليم رسالة من المشير محمد حسين طنطاوي رئيس المجلس الأعلي للقوات المسلحة لرئيس الوزراء الإثيوبي تتناول العلاقات الثنائية والقضايا ذات الاهتمام المشترك. ثورة عظيمة من جانبه أكد رئيس الوزراء الإثيوبي ميليس زيناوي حرص بلاده علي عدم الاضرار بمصر وقال:' إثيوبيا لن تضر أبدا بمصالح مصر'. وأضاف انه ليست هناك مشكلات مع مصر بخصوص المياه, مشيدا بثورة25 يناير ووصفها بانها عظيمة للغاية, وكانت سببا في أن نتعرف علي فكر الحكومة المصرية الجديدة. وعقب المباحثات الموسعة بين الجانبين المصري والإثيوبي, عقد شرف مؤتمر صحفي قال خلاله أن المباحثات جرت في أجواء أخوية للغاية, وأنه يجب جعل الماضي ماضيا وطويت صفحته. وأشار إلي أنه تمت مناقشة قضايا مهمة وكلها مبنية علي أمور لم يتم التواصل فيها من قبل تركزت بشكل أساسي علي زيادة التواصل والتعاون المشترك في كل المجالات خلال جلسة المباحثات التي استمرت خلال الساعة. وأكد شرف أن عصر الاحتكارات انتهي وعصر المصالح المشتركة بدأ, وأنه لا أحد يستطيع أن يمنع شعوب دول حوض النيل من التعاون المشترك إلي السعي للتنمية. وحول موضوع ملف المياه, تساءل شرف: هل يعقل أن تكون مصر وإثيوبيا باعتبارهما أقدم حضارتين ويربط بينهم واحد من أهم أصول الدنيا وهو نهر النيل ثم نقلصها في إشاعات تقول إن المصريين لا يريدون لإثيوبيا أن تعمل خطط تنمية, وأن المصريين يشكون أن إثيوبيا تريد منع المياه عنهم, ونفي الدكتور شرف هذا الكلام نفيا قاطعا, وقال: سوف نبدأ فورا في دراسة بعض المقترحات لبحث موضوعات المتعلقة بالتعاون المشترك بين البلدين. وأضاف أنه وجه الدعوة إلي رئيس الوزراء الإثيوبي ميليس زيناوي لزيارة مصر قريبا والذي وعد بتلبيتها في أقرب وقت ممكن لاستكمال ما تم الاتفاق عليه خلال محادثاتهما أمس. وأوضح شرف أن العلاقات ليست حل المشاكل وإنما هي وضع خطط تنمية شاملة بما يفيد مصلحة البلدين والشعبين, مضيفا' إننا نتحدث عن منطقة حباها الله بالكثير من الموارد الطبيعية'. وأكد رئيس الوزراء ضرورة عدم الانسياق إلي المحاولات الرامية إلي توسيع الخلافات والمشاكل, مشددا علي أن يكون هناك خطة تعاون شاملة ومتكاملة, لتذويب كل المشاكل. ونوه إلي قرار رئيس الوزراء الإثيوبي ملس زيناوي الخاص بتأجيل التصديق علي الاتفاقية الإطارية التعاونية لدول حوض النيل, وتشكيل لجنة مشتركة من خبراء مصر وإثيوبيا والسودان وآخرين من الخبراء الدوليين, لدراسة سد الألفية( النهضة) المزمعة إقامته علي النيل الأزرق. وقال إن الجانب المصري أبدي حسن نواياه تجاه تلك المبادرة واستعدادنا للمساهمة في كل مشروعات التنمية في إثيوبيا, والتي تعتمد بشكل أساسي علي الطاقة وطالما لم تضر بمصالحنا المصرية. وردا علي سؤال حول نتائج زيارته لكل من أوغندا وإثيوبيا, قال رئيس الوزراء الدكتور عصام شرف إن المقابلات كانت طيبة. خبرات مصرية وحول مشروع الربط الكهربائي بين البلدين, أوضح أن هذا الموضوع تمت مناقشته بالتفصيل وأن وزير الكهرباء الدكتور حسن يونس عرض تقريرا علي الاجتماع حول هذا المشروع, وهناك لقاءات في المستقبل لإتمام هذا المشروع, مشيرا إلي أن تعامل مصر مع إفريقيا ودول حوض النيل بشكل خاص تقوم علي التنمية المستدامة والاستفادة من الخبرات المصرية والعمالة الماهرة لديها في مشروعات التنمية المشتركة في تلك الدول التي تذخر بالموارد الطبيعية. وقال:' من الظلم أن نصور العلاقات بين مصر وإثيوبيا ودول حوض النيل علي أننا أعداء'. وردا علي سؤال حول ما إذا كانت هناك مطالب محددة تقدمت بها من حكومتي أوغندا وإثيوبيا, قال شرف' لا أحد يفرض شروطا علي أحد, وليست هناك مطالب وإنما هناك مصالح مشتركة'. وحول التصريحات التي تخرج من آن إلي آخر من بعض المسئولين الإثيوبيين حول بناء سدود علي النيل دون الرجوع إلي مصر والسودان, قال' هذه تصريحات نسمعها فقط ولكن النية ليست كذلك, وما أكده رئيس الوزراء الإثيوبي وتشكيل اللجنة التي تمت الإشارة إليها لمراجعة مشروع السد المقترح ينفي ذلك'. مصر تفتح ذراعيها من جانبه, قال الدكتور حسين العطفي وزير الموارد المائية والري ان زيارة رئيس الوزراء الدكتور عصام شرف لأوغندا وإثيوبيا ومن قبلهما السودان تأتي في اطار التحرك المصري بعد الثورة لفتح صفحة جديدة واستمرار التعاون وتعزيزه مع افريقيا بصفة عامة ودول حوض النيل بصفة خاصة.مؤكدا أن ملف مياه النيل تصدر مباحثات شرف في أوغندا وإثيوبيا. وأشار العطفي في تصريحات أمس علي هامش زيارة رئيس الوزراء لأديس أبابا إلي أن مصر تفتح ذراعيها للدول الإفريقية ودول حوض النيل, مؤكدا أن الحكومة تؤيد وتدعم مشروعات التنمية والاستثمار طالما تحقق المصالح المشتركة دون الاضرار بمصالح الاخرين وبدون الاضرار بأي دولة.وأوضح ان الزيارة تهدف ايضا الي توجيه رسالة بأن الشعب المصري بفكره الجديد بعد الثورة يتجه الي ترسيخ التعاون مع افريقيا كبعد استراتيجي لمصر. ولفت الي ان زيارة الوفد المصري برئاسة شرف لاوغندا التي استغرقت يومين حققت نجاحا وتم خلالها ترسيخ التعاون مع أوغندا في جميع المجالات ولم تقتصر علي المياه بل امتدت إلي مشروعات توليد الطاقة والنقل والتبادل التجاري. مشروعات مشتركة من ناحية اخري, اتفقت مصر وأوغندا علي تنفيذ عدة مشروعات مشتركة وذلك خلال زيارة الدكتور عصام شرف رئيس مجلس الوزراء لكمبالا.وتتضمن اتفاقيات: في مجال البحث العلمي حيث تقدم مصر بمقتضاها عددا من المنح الدراسية للطلاب الأوغنديين في الجامعات المصرية والاستفادة من مدينة زويل العلمية التي سيتم الإعلان عنها الأسبوع المقبل, وستقدم خدماتها البحثية والعلمية للقارة الأفريقية, وتم الاتفاق علي التعاون في مجال النقل والسكك الحديدية من خلال ربط مصر بجوبا وأوغندا حتي جنوب أفريقيا علي أن يتم تنفيذ المشروع خلال عام. واتفق الجانبان أيضا علي تنفيذ مشروع لبناء عدد من السدود الصغيرة في أوغندا لتوليد الكهرباء والطاقة وحصاد مياه الأمطار إضافة إلي حفر مائة بئر جوفية لتوفير مياه الشرب لأهالي القري المحرومة من المياه هناك بتكاليف تصل إلي4.5 مليون دولار. صرح بذلك الدكتور أحمد السمان المستشار الإعلامي لرئيس الوزراء, في أديس أبابا أمس الجمعة,وأن رئيس الوزراء وجه دعوة إلي الرئيس الأوغندي لزيارة مصر, كما وجه الرئيس الأوغندي دعوة للمشير طنطاوي لزيارة أوغندا.ووعد موسيفيني بأنه سيزور القاهرة والأقصر ومعبد الكباش قريبا, مشيدا بعمق الحضارة الفرعونية.
