وصل رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت أمس، إلى العاصمة الأثيوبية أديس أبابا للقاء نائبه السابق رياك مشار للمرة الأولى منذ بدء نزاع دموي بينهما، منتصف ديسمبرالماضي؛ حسبما ذكرت وكالة الانباء الفرنسية. وقال احد المتحدثين أن «رياك مشار سيلتقي رئيس الوزراء (الأثيوبي هايلي مريم ديسيلين) وستضع إيجاد (دول منظمة التنمية في شرق أفريقيا التي تتوسط في النزاع) بوضع برنامج المحادثات». وأضاف: «لا أعتقد أن مشار وسلفاكير سيلتقيان مباشرة ». وكان الأخير أقال مشار في يوليو 2013، وسط منافسة محتدمة بينهما على رأس الحزب الحاكم. وقاد مشار لاحقاً حركة تمرد، بعدما اتهمه رئيس الدولة بمحاولة انقلابية. واندلعت المعارك في منتصف كانون الأول الماضي، بين فريقين في جيش جنوب السودان يوالي كل منهما أحد الطرفين. وصرح وزير خارجية جنوب السودان برنابا ماريال إلى صحافيين في مطار جوبا قبيل مغادرة سلفاكير، بأن «الرئيس يتوجه إلى أديس أبابا للقاء زعيم المتمردين رياك مشار بمبادرة من رئيس وزراء أثيوبيا». ورأى الوزير الجنوبي إن «اللقاء سيعيد السلام» ويهدف إلى «تطبيق وقف النار في شكل صحيح ليكون هناك معنى لوقف الأعمال العدائية». على صعيد اخر قال الناطق العسكري باسم المتمردين لول رواي كوانغ : «قوات سلفاكير تهاجم الآن قواتنا في ولايات الوحدة وأعالي النيل وجونقلي »، مشيراً إلى أن «الحكومة لا تؤمن بحل سياسي بل بالخيار العسكري». وزاد أن «الحكومة عدوانية وتقوم بدعاية حرب وتجعل الناس في وضع يقبل الحرب لا السلام. الرئيس سلفاكير ليس جدياً». ومن جهته نفى الناطق باسم جيش جنوب السودان فيليب أغوير أمس علمه بأي معركة. يذكر ان جنوب السودان يأمل عند استقلاله بطي صفحة واحدة من أطول الحروب في أفريقيا، ولكن إلى جانب المنافسة السياسية بين سلفاكير ومشار، ظهرت عداوات تقليدية بين قبيلتي الدينكا والنوير اللتين تنتميان إليهما. وواكبت المعارك مذابح وأعمال وحشية في حق مدنيين من قبل الجانبين. وعبرت واشنطن والأمم المتحدة عن قلقهما من خطر حصول «إبادة» و«مجاعة». وتحدثت بعثة المنظمة الدولية أول من أمس، عن مؤشرات جدية إلى حصول «جرائم ضد الإنسانية» ارتكبها الجانبان.