يبدو أن هناك تباينا في المواقف المعلنة لكل من تيار المستقبل اللبناني بزعامة سعد الحريري والتيار الوطني الحر بزعامة العماد ميشال عون بشأن طبيعة الحوار بينهما وتقييم أهميته ونتائجه المتوقعة. ويميل التيار الوطني الحر إلى التأكيد على أهمية الحوار مع المستقبل ، وأنه لايشمل موضوع الرئاسة فقط والتي يطمح عون أن يؤيده فيها الحريري ليصبح رئيسا توافقيا للبلاد.. بينما يميل نواب في المستقبل للتقليل من أهمية الحوار. وعندما عقد اللقاء بين زعيمي التيارين سعد الحريري والعماد ميشال عون في روما بعيدا عن أعين الإعلام فإن الكشف عنه جاء من جانب التيار الوطني الحر ، بينما صمت تيار المستقبل فترة ، وبدا مستاء من التسريب حريصا على تطمين حلفائه المسيحيين بأن هذا اللقاء لن يؤثر على روابط تحالف 14 آذار. وفي اللقاء الأخير في باريس عشية جلسة مجلس النواب الأخيرة لانتخاب الرئيس الذي عقد بين الحريري وجبران باسيل وزير الخارجية اللبناني وصهر عون ووممثله السياسي ، تسرب أن رد الحريري على طلب باسيل دعم عون للرئاسة بأن قال له أقنع مسيحي 14 آذار بذلك. ولذا لايستبعد كثير من المراقبين أن سبب إصرار تيار المستقبل على دعم سمير جعجع رئيس حزب القوات اللبنانية للترشح للرئاسة رغم ضعف فرصه ومايترتب على هذا الترشح من استقطاب في البلاد حتى داخل الوسط السنى بسبب نبش ماضي جعجع هو لطمأنه الاخير أن الحوار مع غريمه التاريخي العماد ميشال عون لن يؤثر على التحالف بين القوات والمستقبل. ويظهر التباين في تقييم الحوار بين المستقبل والتيار الوطني الحر في تصريحات الجانبين.. فقد شدد النائب آلان عون عضو تكتل "التغيير والاصلاح" (الكتلة البرلمانية للتيار الوطني الحر بزعامة عون) أن هناك حوارا ونقاشا مستمرا لم يغلق ولم ينته مع تيار المستقبل. ولفت إلى أن هناك مرحلة قادمة يجب مناقشتها بكل جوانبها والاتفاق حولها، والنقاشات لا تقتصر على موضوع الرئاسة "، موضحا أن "هناك هواجس معينة بحاجة إلى تطمينات من الجانبين". على الجانب الآخر .. قلل نواب من تيار المستقبل من أهمية الحوار مع عون فقال عضو كتلة "المستقبل" النائب عاصم عراجي /ان هناك نقاشات بين مختلف القوى السياسية في لبنان لتفادي الفراغ الرئاسي"، مؤكدا حرص كتلة المستقبل على عدم حصول فراغ في موقع رئاسة الجمهورية. وتابع عراجي "حتى الآن لا يوجد شيء ملموس أو عملي تم الاتفاق عليه، حصل اتفاق مع التيار الوطني الحر على عدم حدوث فراغ رئاسي وإجراء الإنتخابات بموعدها" وأشار إلى أن "النائب ميشال عون من فريق 8 آذار ولديه تطلعات تختلف عن تطلعات 14 آذار بالنسبة لمواضيع خلافية كبيرة في البلد، منها سلاح حزب الله وتدخله في الأزمة السورية، وهناك اختلافات جوهرية في المواضيع الاستراتيجية في البلد". من جانبه ، استغرب عضو كتلة "المستقبل" النائب أمين وهبي "استحضار رئيس "تكتل التغيير والإصلاح" العماد ميشال عون للماضي في جلسات إنتخاب الرئيس الجديد"، منتقداً "هذه الطريقة التي لجأ إليها عون". و شدد على ان "رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع هو مرشح 14 آذار ومرشح تيار "المستقبل"، مؤكداً "تمسّكنا مع القوات وكل قوى 14 آذار بترشيح جعجع للرئاسة"، معتبراً ان "جعجع قوي من خلال البرنامج الذي أعلنه ومن خلال حجم "القوات" و14 آذار وبرنامجه يستجيب 100 بالمئة مع مصلحة الشعب". وعما يقال عن ان العماد ميشال عون هو رئيس توافقي، قال وهبي: "إن المرشح الوفاقي له مواصفات محددة، فلا يمكن ان يكون الإنسان وفاقياً بمجرد أن يطلق على نفسه هذه التسمية، إنما المرشح التوافقي يكون من خلال ممارساته السياسية وأدائه".