أعادت انتخابات مجلس الشعب إشعال الخصومات الثأرية بين بعض العائلات في اسيوط، وخاصة في الدوائر التي أطلق عليها، دوائر الدم والنار، وتضم مراكز البداري وساحل سليم وابنوب وديروط، في ظل التخوف الذي يسيطر على المرشحين بسبب استمرار حالة الانفلات الأمني. ففي مركز البداري، وهو من أكثر المراكز المرشحة للتوترات الأمنية، بسبب ارتفاع معدل الخصومات الثأرية به، ساد الترقب بين أفراد عائلة هريدي، التي ينتمي إليها المرشح الحالي عمر جلال هريدي عضو مجلس الشعب السابق على قائمة الحزب الوطني المنحل، لوجود خصومة ثأرية بينهم وبين عائلة مكي، والتي منعت هريدي من الترشح ، واختارت شخصا آخر غير معروف لتمثيلها في الانتخابات، كما يتخوف أفراد عائلة الزوايدة بالبداري، والتي ينتمي إليها عبد الله خليفة مرشح الشعب على قائمة حزب الحرية لوجود خصومة ثأرية بينهم وبين عائلة زيلتم بالبداري، وخاصة بعد نقض الصلح بين العائلتين. وفي مركز ابنوب وتحديدا قرية المعابده التي تقع في حضن الجبل الشرقي، يخيم الحذر على أنصار المرشح عبد النبي متولي عثمان من عائلة الخلابزة، لوجود خصومة ثأرية له مع عائلة الطحاوية، التي ينتمي إليها العمدة محمد حسن عضو مجلس الشعب المنحل عن الحزب الوطني، والتي ترجع وقائعها إلى أكثر من 15 عاما، مما اضطر عبد النبي إلى الحد من الدعاية الانتخابية داخل قريته. أما مركز ديروط، وهو أيضا من مراكز الدم والنار، يتخوف شاهين كيلاني عضو مجلس الشعب السابق عن الحزب الوطني المنحل من وجود خصومة ثأرية بين عائلته وعائلة الشراقوة. وفي مركز ابوتيج يتخوف أنصار كامل مكي عضو مجلس الشعب السابق على قائمة الوطني المنحل من الجولات الميدانية بقرية باقور مسقط رأس المرشح، تحسبا لحدوث صدام مع أفراد عائلة الزناتي بقرية باقور، بسبب خصومة ثأرية منعته من الجولات، حيث كان يعتمد المرشح على الدعاية التي كان يقوم بها الحزب الوطني المنحل عن طريق الوحدات الحزبية بالقرى. وهناك قرى أخرى يمتنع المرشحون عن زيارتها، وخاصة الشامية بمركز ساحل سليم والمطيعة ونجع عبد الرسول بمركز أسيوط والحواتكه بمركز منفلوط لوجود خصومات ثأرية بها، تمثل خطرا على المرشحين وأنصارهم. وقال صلاح الدين عبد العظيم عضو لجنة مصالحات بأسيوط أن أكثر المراكز خطورة خلال الفترة المقبلة، هو مركز البداري لارتفاع معدل جرائم الثار به في ظل الخصوصية القبلية التي تسيطر على المركز، مشيرا إلى أنه تم عقد 39 جلسة صلح،التزم بها بعض العائلاتت، فيما نقضتها عائلات أخرى. وتوقع عبد العظيم أن تشهد مدينة البداري نسبة تصويت ودعاية انتخابية ضعيفة جدا، لارتفاع الخصومات الثأرية بها، خاصة بين عائلات الشعايبه والقاوية ومهران وموسى وهريدي ومكي. من جانبه، أكد اللواء محمد إبراهيم مدير أمن أسيوط تكثيف الحملات الأمنية، وخاصة على المراكز الأكثر سخونة، ومنها ديروط والبداري وأبنوب لضبط الأسلحة غير المرخصة، ساهمت بشكل كبير في الحد من معدل الجريمة، مشيرا إلى أن هناك تنسيقا مع المنطقة الجنوبية العسكرية لتأمين المحافظة خلال الفترة المقبلة، كما سوف يتم انتداب ضباط وقوات من الأمن المركزي من المحافظات التي لا يوجد بها انتخابات في المرحلة الأولى لسد العجز وتكثيف التواجد الأمني بجميع ربوع المحافظة. وقال إن لجان المصالحات تقوم بالتنسيق مع مديرية الأمن بدورها في المراكز الأكثر سخونة، لمحاولة التوفيق بين العائلات وإنهاء الخصومات بينها.