الانتخابات هى موسم الدم فى أسيوط، مثلها مثل معظم محافظات الصعيد. لا يمر استحقاق انتخابى دون أن يتزامن معه صعود لافت فى معدلات الحوادث الثأرية. الخوف من فوضى الانتخابات فى أسيوط، يبدو منطقيا مع ما كشفه مدير أمن أسيوط اللواء محمد إبراهيم، عن أن تأمين اللجان الانتخابية سيتم من الخارج فقط. انتخابات العام الماضى شهدت عديدا من أحداث العنف فى أسيوط، وكانت محصلتها النهائية مقتل شخصين، وإصابة 11 آخرين، فى تبادل لإطلاق النار بين أنصار المرشحين، عقب إعلان النتيجة. الدائرة الأولى فى محافظة أسيوط، تشمل مراكز (أول وثانى أسيوط ومنفلوط وديروط، والقوصية). الأخير يعتبر الأبرز من ناحية العنف، حيث شهد العام الماضى فى انتخابات 2010 اقتحام المئات من أنصار مرشح الحزب «المنحل» صلاح عبد الرحيم، مقر الحزب، قبل أن يشعل النيران فيه ويتم تكسير الأثاث، احتجاجا على تزوير «الوطنى» للانتخابات، فى حين تتميز مدينة أسيوط بوجود بعض العائلات، التى تشترى الأصوات بالمال، خصوصا ناحية غرب البلد، حيث تعمل أغلبها فى تجارة المخدرات والسلاح، وكانت تتولى «تقفيل» اللجان، وتسويد الصناديق، لصالح مرشحى الوطنى «المنحل»، وطرد المعارضين. وفى مركز ديروط أصيب ثلاثة من أنصار المرشح محمد عيد الفائز بمقعد الفئات، بسبب إطلاق الأعيرة النارية. أما دائرة الفتح، أو الدائرة الثالثة، التى تضم (البدارى وساحل سليم وأبنوب)، فتشتهر بجرائم الثأر، ففى مركز البدارى، لقيت دينا فوزى خليفة، 12 سنة، مصرعها عام 2010، بطلق نارى، بينما أصيب آخر بسبب إطلاق أنصار الفائزين عمر هريدى ومدحت نصار، أعيرة نارية ابتهاجا بالفوز. وفى أبنوب قام أنصار خالد العمدة مرشح «الوطنى»، الذى فشل فى انتخابات الإعادة عام 2010، بقطع طريق المعابدة-أبنوب بعد إعلان النتيجة وفوز محمد حسن ابن قرية المعابدة بالمقعد، بينما تشابك أنصار الطرفين بالأعيرة النارية. الدائرة الرابعة، فى أسيوط، تعد دائرة مثلث الرعب الدموى، حيث تضم قرى (صدفا والغنايم وأبو تيج)، والأخيرة شهدت فى انتخابات 2010 مقتل عارف رشدى محمد عامر، من أنصار أحمد أبو عقرب عضو «الشعب» عن الحزب «المنحل». تقارير أمنية حظرت من حدوث مصادمات مسلحة فى تلك الدائرة، التى وصفتها ب«الجنائية» بسبب احتمالية تجدد الخصومات الثأرية، التى تميز الدائرة «المصبوغة بالعنف»، وحددت التقارير قرى أبو تيج والمعابدة والبدارى ب«القرى الأكثر عنفا»، وطالبت بتشديد الوجود الأمنى فى دوائر المنازعات، خصوصا القرى المنتشر فيها كميات كبيرة من الأسلحة مثل البدارى والمعابدة وبنى محمديات. فى المقابل، شهدت بعض المراكز تنسيقا بين بعض اللجان الشعبية التى قررت المشاركة فى أعمال تأمين لجان الانتخابات