صرحت الدكتورة عزة العشماوى الأمين العام للمجلس القومى للطفولة والأمومة بأن اللجنة الأفريقية لخبراء حقوق ورفاهية الطفل تدرك جيداً قيمة وأهمية الدور الذى تقوم به مصر ، و أن اللجنة على ثقة بأنه سيتم رفع تعليق عضوية مصر بالاتحاد الأفريقى نظراً لأهمية دورها. جاء ذلك فى تصريحات خاصة أدلت بها د. عزة العشماوى بأديس أبابا ، خلال مشاركتها فى اجتماعات الدورة الثالثة والعشرين للجنة الخبراء التى تواصل أعمالها حتى يوم 16 أبريل الحالى بمقر الاتحاد الأفريقى فى العاصمة الإثيوبية. وأوضحت الدكتورة عزة العشماوى قائلة " إن مشاركة مصر فى اجتماعات هذه الدورة تأتى نتيجة انتخابى كعضو فى اللجنة خلال فاعليات القمة الأفريقية التى عقدت بأديس أبابا فى شهر مايو 2013 بحصولى على 26 صوتا، وتستمر هذه العضوية لمدة خمس سنوات، ومما لا شك فيه أن هذه المشاركة تعد فرصة جيدة لتوضيح ما حدث فى مصر وتصحيح المفاهيم المغلوطة التى نقلتها بعض الجماعات التخريبية المغرضة للأشقاء الافارقة، كما أنها ستتيح الفرصة للتأكيد على حرص مصر على إنفاذ وحماية حقوق الاطفال بالرغم من محاولات استغلال الأطفال والزج بهم فى المشهد السياسى من جانب هذه الجماعات التخريبية". وأكدت د. عزة العشماوى أن "اللجنة الأفريقية لخبراء حقوق ورفاهيه الطفل تعي جيداً قيمة وأهمية الدور الذى تضطلع به مصر ، وقد وضحت الانتهاكات التى حدثت للاطفال من جانب جماعة الاخوان ، وذلك من خلال دراسات ووثائق أعدها المجلس القومى للطفولة والأمومة لرصد كافة هذه الانتهاكات، و من الأمور الايجابية أن اللجنة علي ثقة بأنه سيتم رفع تعليق عضوية مصر لأهميه دورها ، وذلك بعد أن اتضحت جيدا الحقيقة بأن ماحدث فى مصر ليس انقلاباً عسكرياً و وإنما ارادة شعبية ، كما أن نجاح مصر فى المضى قدماً لإستكمال خارطة الطريقة متمثلة في الانتهاء من الدستور فى موعده والاعلان عن الانتخابات الرئاسية كان له عظيم الأثر " . وأضافت عزة العشماوى أن "السفير محمد ادريس سفير مصر لدى إثيوبيا يقوم بدور محورى ومحترم لدعم مشاركة مصر فى اللجنة الافريقية لخبراء حقوق ورفاهيه الطفل ، حيث يحرص على هذا التواجد ، ولذلك فإننى أتقدم له واعضاء البعثة الدبلوماسية بخالص الشكروالتقدير على اهتمامهم ودعمهم للتواجد المصرى فى اللجنة " . وفى معرض ردها على سؤال عن طبيعة عمل هذه اللجنة والقضايا التى تناقشها ، قالت د. عزة العشماوى " إن اللجنة تجتمع مرتين سنوياً لمراجعه تقارير الدول الأطراف فى الميثاق الافريقى لحقوق ورفاهية الطفل، والاستماع الى تقارير منظمات المجتمع المدني ودراسة بعض الموضوعات المتعلقة باستراتيجية اللجنة وتحركها المستقبلي وبعض الموضوعات مثل زواج الاطفال وحقوق أطفال الامهات السجينات والاحتفال السنوى بيوم الطفل الافريقي يوم 16 يونيو والذي سيحمل هذا العام شعار / نحو تعليم أساسي جيد وصديق للطفل الافريقي / . ورداً على سؤال عما قدمته مصر من دراسات ومقترحات لمعالجة القضايا المطروحة على اللجنة ، قالت الأمين العام للمجلس القومى للطفولة والأمومة " لقد قمت باستعراض تجربة مصر فى مكافحة الاتجار بالبشر لا سيما النساء والأطفال، وآلية الإحالة الوطنية التى وضعتها، فضلاً عن تجربة تأهيل الضحايا من خلال المأوى الاقليمي لإعادة تأهيل ضحايا الاتجار من النساء والفتيات.. كما استعرضت تجربة / خط نجدة الطفل رقم 16000 / الذى أطلقه المجلس القومى للطفولة والامومة فى يونيه 2005 ، كآلية للابلاغ ورصد حالات العنف ضد الأطفال وما يتعرضون له من انتهاكات وكفالة سبل حمايتهم بالتعاون مع كافة الوزارات والجمعيات الأهلية " . وفيما يتعلق بالمستجدات التى طرأت على مشكلات الأطفال وحقوقهم فى القارة الأفريقية وكيفية حمايتهم ، أوضحت د. عزة العشماوى أن "هناك العديد من المشكلات التى استجدت خلال السنوات الماضية لا سيما مشكلات زيادة حالات العنف ضد الأطفال، واستغلالهم من قبل جماعات ارهابية أو مسلحة ، و أود أن أضيف لذلك مشكلة اشراك الاطفال في النزاعات المسلحة نتيجة الحروب والكوارث وعدم الاستقرار السياسي ، فضلاً عن المشكلات المتعلقة بزيادة الفقر وانخفاض وعى الأسر بأهمية حماية أطفالهم". وقالت إن " حقوق الأطفال تتمثل بصفة عامة فى حقهم فى الحصول على خدمات صحية، و تعليم جيد النوعية ، وكفالة مشاركتهم فى كافة المجالات ، فضلاً عن حمايتهم من أى شكل من اشكال العنف أو الاساءة ، ومما لا شك فيه أن الدولة بكافة مؤسساتها تضطلع بدور أساسي فى حماية أطفالها إلا أن المجتمع المدنى يقع عليه ايضاً مسئولية فى هذا الصدد ". ورداً على سؤال عن التحديات التى تعرقل حصول الأطفال الأفارقة على حقوقهم ، أجابت د. عزة العشماوى بقولها " لا شك أن الفقر هو العائق الأساسى الذي يواجه كفالة حقوق الاطفال فى أى دولة ، إلا أن هذا ليس التحدى الوحيد فقد يكون لدى الدولة الموارد ولكن ليس لديها رؤية أو وعى بأهمية كفالة حقوق الأطفال بصفة عامة أو بعض الحقوق مثل الحماية من العنف أو الاستغلال، ويتمثل التحدى الآخر فى النزاعات المسلحة والاضطرابات التى تشهدها بعض الدول الأفريقية مما يهدد سلامة الأطفال وحياتهم". ورداً على سؤال عن رؤيتها لكيفية معالجة مشكلات الاتجار بالأطفال واستغلالهم وظاهرة زواج الأطفال فى أفريقيا ، أجابت د. عزة العشماوى قائلة " إن معالجة مشكلة الاتجار بالأطفال تتطلب العمل على عدة محاور: أولا : وضع تشريعات تجرم زواج الأطفال والعمل على تنفيذ القوانين بكل صرامة، ثانيا: توعية الأسر والفتيات بمخاطر زواج الأطفال. ثالثاً: انشاء آلية وطنية لمنع هذه الجريمة فور الابلاغ عنها، مما يتطلب توفير خط ساخن لتلقى البلاغات والشكاوى،رابعا: وضع برنامج لإعادة تأهيل الضحايا". وأضافت أنه " مما لا شك فيه أن العمل على التصدى للفقر الذى تعاني منه الأسر، والتأكيد على أهمية التعليم من العوامل الأساسية للتصدى لزواج الأطفال وقد تم عرض تجربة مصر فى مكافة الاتجار بالبشر لا سيما الأطفال والنساء بالتفصيل خلال اجتماعات اللجنة". وفى معرض تعليقها على هذه الاجتماعات ، قالت د.عزة العشماوى " ان اجتماعات اللجنة تتيح للأعضاء الفرصة لتبادل الخبرات فيما يتعلق بكيفية معالجة قضايا الأطفال، والاتفاق على بعض نقاط المشتركة مثل الاحتفال الموحد بيوم الطفل الافريقى فضلاً عما يمثله هذا الاجتماع من أهمية على وجه الخصوص نتيجة لما تم ذكره سابقا". واختتمت الأمين العام للمجلس القومى للطفولة والأمومة تصريحاتها بقولها " إننى أتمنى أن تعود مصر سريعاً إلى عضوية الاتحاد الأفريقي،وإننى أتأثر كثيراً يومياً وأنا أرى صورة جمال عبد الناصر في المدخل الرئيسي للاتحاد الافريقي ، وأتمعن في هذه الصورة التى تعبر عن زعامة مصر ، وإن تصدر عبد الناصر للصورة الكبيرة للزعماء العمالقة يدل على أن مصر عظيمة وتستحق أن تبقي في الصداره ، وستعود إن شاء الله " .