أطلق صندوق الأممالمتحدة للسكان النسخة العربية من التقرير الإقليمي حول حالة سكان العام 2011 البشر والإمكانيات في عالم تعداده 7 بلايين نسمة بمقر جامعة الدول العربية الأربعاء ، وذلك بحضور عدد كبير من الشخصيات الدبلوماسية العربية وممثلي المنظمات والمؤسسات الدولية والعربية المعنية ، ووكالات الأممالمتحدة ذات الصلة ، وبحضور مدير مكتب الدول العربية لصندوق الأممالمتحدة للسكان. وأكدت الجامعة العربية أهمية التقرير بالنسبة للمنطقة العربية في إنه يعالج قضايا تمثل تحديات كبيرة ومهمة خاصة في هذا التوقيت الذي تشهد فيه البلاد العربية حراكًا سياسيًا ومجتمعيًا عميقًا ومتوسعًا ، خاصة القضايا المتعلقة بالشباب والمرأة وقضايا العدالة الاجتماعية والنمو السكاني ومعدلات الخصوبة والسلوك الديمغرافي وظاهرة الحراك السكاني والهجرة وقضايا البيئة والتنمية وتحديات تحقيق أهداف مؤتمر القاهرة للسكان والتنمية بحلول 2014 والأهداف التنموية للألفية بحلول 2015. ولفت د.نبيل العربي الأمين العام للجامعة - في كلمة ألقتها نيابة عنه السفيرة د. سيما بحوث الأمين العام المساعد لدى الجامعة العربية للشئون الاجتماعية - إلى أنه بينما يصل سكان العالم إلى 7 مليارات خلال الأسبوع الجاري ، فسيصل حجم سكان الوطن العربي إلى 367.4 مليون نسمة، أي ما نسبته 5.2% من إجمالي سكان العالم. وأشار العربي إلى تطور النمو السكاني في المنطقة العربية خلال الثلاثة عقود الخيرة بشكل مضطرد، إذ ارتفع حجم السكان من 76 مليون عام 1950 إلى 144 مليوناً عام 1975، بمعدل نمو سنوي بلغ 2.5% وليصل حجم سكان المنطقة في نهاية القرن الماضي إلى 284 مليوناً، وأضاف إن التغيير في التركيب العمري في المجتمعات العربية سوف يؤدي إلى حدوث زيادات كبيرة في أعداد المسنين ونسبة ما يشكلونه من السكان، وتشير التقديرات إلى أن إجمالي المسنين في الوطن العربي ممن هم في العمر 65 سنة أو أكثر سيبلغ في 31 أكتوبر الجاري 16.7 مليون يشكلون ما نسبته 4.1% من إجمالي سكان العالم العربي وسيصل هذا العدد إلى 17.7 مليون نسمة بحلول عام 2015، وهو ما يزيد من الأعباء المجتمعية نتيجة التكلفة العالية لتوفير الرعاية الصحية والاجتماعية اللازمة لهذه الفئة من السكان خاصة في ضوء التحولات الاقتصادية والاجتماعية والأسرية للمجتمعات العربية. كما لفت العربي إلى أن التقرير يركز على الشباب ويصفهم بالقوة الكونية الجديدة التي تعيد تشكيل العالم مشيرًا إلى التناقض الصارخ بين ما يمثله الشباب من قوة سكانية هائلة، وما يواجهه من تحديات مركبة متمثلة أساسًا في ضعف فرص التشغيل والتعليم والخدمات الصحية وضعف المشاركة. وقال العربي إن التقرير أكد أن ضمان حقوق الشباب وتلبية حاجاته الأساسية من شأنها أن تساهم في تحقيق عدة أهداف تنموية استراتيجية حالية ومستقبلية ويخص ذلك بالأساس دول الجنوب ذات الكثافة الشبابية العالية حيث يعيش حوالي 85 بالمائة من سكان العالم من سن 14 25 سنة في الدول النامية ، مشيرًا إلى أن نسبة الشباب العربي دون ال25 تبلغ حوالي 70بالمائة من مجمل سكان المنطقة وهم الأكثر تعليمًا ولديهم خبرات ومهارات لم تتح للأجيال السابقة خاصة في مجالات تكنولوجيا المعلومات والاتصال، وهم الأكثر تفاعلا مع ثقافات العالم، والأكثر قدرة على الابتكار والإبداع، والأكثر طموحًا وتطلعًا للمستقبل، ولكنهم يواجهون تحديات عديدة ومركبة تحول بشكل كبير دون تحقيق تطلعاتهم وطموحاتهم وتعيق التوظيف الأمثل لقدراتهم وتؤدي إلى رغبة عالية لديهم للهجرة، أهمها ارتفاع نسبة البطالة بينهم والتي بلغت حوالي 26 بالمائة في المتوسط وهي أعلى نسبة بطالة في العالم، وانخفاض نسبة المشاركة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية وكذلك تردي جودة التعليم والخدمات الصحية وانتشار الفقر إضافة إلى ضعف السياسات والبرامج والمؤسسات الشبابية الحكومية والأهلية. من ناحيته أوضح حافظ شقير مدير المكتب الإقليمي لصندوق الأممالمتحدة للسكان إن أهم ما يكشفه التقرير هو ظهور الشباب كقوة فاعلة جديدة تتمتع بالطاقة اللازمة لدفع عجلة التغيير على مدى العقود القادمة، فنسبة سكان العالم البالغ أعمارهم 24 سنة أو أقل تشكل قرابة نصف السكان، كما أن نسبتهم المئوية من سكان بعض البلدان النامية بلغت ذروتها. وطالب الحكومات والقطاع الخاص أن يبادروا بتأهيل الشباب للقيام بادوار منتجة وذلك عن طريق توفير التعليم والصحة، وخلق فرص العمل اللائق لفئات الشباب في مرحلة مبكرة من حياتهم العملية وضمان مشاركتهم الفعلية في الحياة الاجتماعية والسياسية. يشار إلى أن صدور هذا التقرير يأتي بمناسبة بلوغ تعداد سكان العالم 7 بلايين نسمة بحول نهاية هذا الشهر، وفي هذا السياق يتناول التقرير عدد من القضايا السكانية والتنموية على الصعيدين الدولي والإقليمي العربي، من بينها دور الشباب في إعادة تشكيل العالم وسبل إطلاق طاقاتهم الإبداعية من خلال الفرص التي تتيحها أعدادهم المتزايدة حول العالم والتي وصلت إلى أعلى معدلاتها عبر التاريخ، ويتعرض التقرير إلى بعض القضايا والتحديات التي تواجه الشباب مثل الزواج المبكر، والوقاية من الأمراض الفتاكة كمرض الإيدز، ويتناول عدد من القضايا المتعلقة بكبار السن، مثل الفقر والتهميش، ويبحث التقرير سبل تمكين كبار السن كي يقوموا بدور أكثر نشاطاً في مجتمعاتهم المحلية ، كما يستعرض التقرير قضايا النوع الاجتماعي، وسبل إزالة الحواجز أمام تحقيق المساواة بين الجنسين، بما يمكّن المرأة من التمتع بقدرتها على اتخاذ القرارت التي تخصها، وتحقيق كامل إمكاناتها.