يعيش قطاع غزة فى ظلام دامس منذ الثلاثاء الماضى، وأعلن كنعان عبيد، نائب رئيس سلطة الطاقة فى حكومة حماس، عن وعود مصرية لضخ كميات من الوقود لتشغيل محطة توليد الكهرباء الوحيدة. وأوضح "عبيد" أن محطة التوليد فى غزة بحاجة إلى 400 ألف لتر من الوقود يومياً من أجل استئناف عمل مولداتها الثلاثة، على أن يتم بدء تشغيلها فور دخول أى كميات من الوقود. إلا أن هناك مشكلة أخرى تواجه حكومة حماس المقالة، وهى أزمة السولار، حيث يعانى سائقو السيارات من الاصطفاف أمام محطات التموين لساعات وأيام دون أن يجدوا السولار. وأرجعت وسائل الإعلام الإسرائيلية أزمة النقص الحاد فى الوقود بغزة إلى وقف ما كان يتم تهريبه من مصر منذ أسبوعين، والذي أدى إلى وصول العجز فى التيار الكهربائى إلى 65%. وأعلنت صحيفة "هاآرتس" عن أن حكومة حماس استعانت بالسولار والبنزين المصري المهرب فى تشغيل محطات الكهرباء، وتحلية المياه، وتلبية احتياجات المستشفيات الصحية من الطاقة في قطاع غزة على مدار العام الماضى، عن طريق شراء كميات كبيرة من مافيا البنزين والسولار بالقاهرة ومحافظات القناة وإرسالها عبر أنفاق سيناء المؤدية إلى غزة. وأضافت الصحيفة أن حركة حماس السبب الرئيسي في أزمة البنزين والسولار في مصر خلال الفترة الماضية. وأكدت أنه بعد الثورة المصرية وعلى مدار عام هربت حركة حماس كميات هائلة من الوقود المصري، حيث كانت تهرب 100 ألف لتر يوميا بقيمة تقارب 5 جنيهات للتر الواحد. وأشارت إلى أن هذه الظاهرة التي استمرت طوال عام من الثورة، أدت إلى بروز أزمات متكررة في نقص البنزين والسولار في مصر، مما أدى إلى اتخاذ مسئول مصري رفيع المستوى منذ أسبوع قرارا بإحباط جميع محاولات تهريب الوقود المصري إلى قطاع غزة، وهو ما انعكس أثره بالسلب على القطاع. وأضافت الصحيفة أن حركة حماس كانت تستورد الوقود من إسرائيل لتشغيل محطة القوى، إلا أنها امتنعت عن ذلك منذ عام بسبب السعر المتدني للبنزين والسولار المصري مقارنة بأسعار الوقود الإسرائيلية. وأوضحت أنه بعد منع تهريب البنزين والسولار من سيناء إلى غزة خلال الأسبوع الماضي، بدأ سكان قطاع غزة يشعرون بالمعاناة المتكررة من قطع الكهرباء لأكثر من 16 ساعة متتالية فى اليوم، وباتت غزة تعيش فى ظلام دامس. ورغم الفوضى الدائرة في سيناء - على حد زعمهم" - فإن رغبة الحكومة المصرية فى منع تهريب الوقود أدت إلى منع التهريب بنسبة كبيرة جداً، وظهر تأثيره السريع فى قطاع غزة فى توقف محطة القوى الوحيدة بقطاع غزة عن العمل لساعات طويلة يوميا. وفى السياق ذاته، قالت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين إن حكومة غزة مطالبة بالكشف عن احتياطي السولار المستخدم في احتياجات المواطن لديها، وكشف اسباب أزمة البنزين والديزل اللازم لتشغيل محركات السيارات ومولدات التيار الكهربائي المنزلية الصغيرة والكبيرة.