بدأت الحكومة المصرية عملية ضخ كميات من السولار لتشغيل محطة توليد الكهرباء في قطاع غزة غدا الاحد. وقال المسؤول في وزراة الطاقة الفلسطينية احمد ابو العمرين "بناء على اتصالاتنا المستمرة مع المسؤولين المصريين هناك وعود جادة بضخ كميات من السولار المصري الخاص بالمحطة غدا الاحد"، وأضاف "حتى اللحظة لم يتم التنسيق معنا حول آلية دخول الوقود والكمية المسموح بها لكن نأمل ان تترجم الوعود على ارض الواقع غدا ويتم ادخال كميات من السولار تسمح باعادة تشغيل المحطة مرة اخرى". واوضح ابو العمرين انه "سيتم ضخ 500 الف لتر لمحطة الكهرباء ومئة الف لتر للسيارات وذلك وفق تصريحات رئيس لجنة الصناعة والطاقة في مجلس الشعب المصري السيد"، ولفت الى ان "المحطة تحتاج لما يزيد عن 400 الف ليتر يوميا"، مشيرا الى انه "سيتم تشغيلها بمجرد دخول كميات الوقود اللازمة اليها". وكانت محطة توليد الكهرباء الوحيدة في غزة التي تؤمن ثلث احتياجات القطاع توقفت عن العمل الثلاثاء الماضي بحسب ما اعلنت وزارة الطاقة الفلسطينية التي دعت مصر الى امداد القطاع بالوقود. كما اعتصم العشرات من طواقم الاسعاف والطوارئ امام معبر رفح الحدودي مع مصر مطالبين مصر بتزويد قطاع غزة بالكهرباء والسولار. وقد أعلنت إدارة محطة توليد الكهرباء فى وقت سابق ، أن مدينة غزة ستغرق في ظلام دامس خلال ال 72 ساعة المقبلة، اذا لم يتسن ادخال الوقود المخصص لتشغيلها عبر "أنفاق التهريب" مع مصر. ويواجه قطاع غزة، أزمة كبيرة، بسبب نقص كميات الوقود التي كانت تهرب عن طريق مصر، وقد سبب هذا مشكلات في قطاعات الكهرباء والمياه وحركة النقل في الشوارع. ويقول المهندس كنعان عبيد رئيس سلطة الطاقة في حكومة حماس بغزة: إن "محطة الكهرباء على موعد مع الإطفاء خلال أقل من 72 ساعة اذا لم يدخل الوقود، وستغرق غزة في ظلام وسيعتري الشلل معظم نواحي الحياة فيها". وأوضح عبيد أن سلطة الطاقة بغزة، أطلقت نداء استغاثة للدول العربية والاسلامية للتدخل العاجل لحل الأزمة. الوقود المصري ويعيش سكان قطاع غزة على ضجيج المولدات الكهربائية حيث تنقطع الكهرباء لساعات قد تصل الى 10 ساعات يومياً في ظل انخفاض درجات الحرارة وحاجة المواطنين الى استخدام وسائل التدفئة. ويبدو أن أزمة الوقود الأخيرة في مصر، قد ألقت بظلالها، على حياة واحتياجات الناس في غزة. فالوقود المصري هو عصب الحياة بالنسبة لهم، ومحطة الكهرباء الرئيسة هنا لا تعمل من دونه، وكذلك محطات معالجة المياه والمصانع والسيارات. عندما وصلنا إلى إحدى محطات الوقود في شارع الجلاء شمال مدينة غزة، كان الناس في حالة من الغضب والاستياء، فالشرطة في غزة كانت قد فرقت بالقوة طابور السيارات الذي تجمع قبالة المحطة، بحجة عدم وجود وقود كاف، فثارت ثائرة عدد من سائقي سيارات الاجرة، الذين توقفت سيارات معظمهم عن العمل في الايام الماضية. وقال محمود الشوا، رئيس جمعية أصحاب محطات الوقود في غزة،إن الطرف المصري قنن بشكل كبير كميات الوقود ولا أحد يعرف الاسباب، مشيرا الى أن غزة بحاجة الى 40 مليون لتر من الوقود شهريا لتشغيل محطات معالجة المياه والمصانع والمستشفيات ومستودعات الاغذية والادوية ووسائل النقل، وأن محطة توليد الكهرباء الرئيسة في غزة تعمل بالوقود المصري، وهي بحاجة يوميا الى أكثر من 450 ألف لتر يوميا من السولار لتشغيلها". وحذر الشوا من حلول كارثة انسانية حقيقية في حال استمرت الازمة، وناشد القيادة المصرية بالتدخل السريع للسماح بادخال الوقود بأسرع وقت ممكن". ويبدو أن الحلول المقترحة تعتمد بشكل أساس على مصر، سواء بتزويد غزة بالوقود المصري، أو بالإعتماد على الغاز المصري في تشغيل المحطة، كما يقول ابو العمرين.