حذرت الأممالمتحدة اليوم من أن الملايين في جنوب السودان يواجهون الجوع ما لم يتم مواجهة الموقف بشكل عاجل، داعية إلى ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة لتحسين الأمن الغذائي من خلال المساعدات الغذائية الكافية ومشاريع لزيادة الإنتاج الزراعي. وأشار تقرير أصدره برنامج الغذاء العالمي ومنظمة الأغذية والزراعة "فاو" إلى تفاقم أزمة نقص المواد الغذائية، وتزايد أعداد السودانيين الجنوبيين الذين يعانون من نقص الأطعمة إلي4.7 مليون شخص العام الحالي، مقارنة بنحو 3.3 مليون في العام الماضي. ووفقا للتقرير، فإن عدد المتضررين الذين يواجهون نقصا حادا في الغذاء، يقدر حاليا بنحو مليون نسمة، مقارنة بحوالي 900 ألف في العام الماضي. واعتمد تقرير الاممالمتحدة على النتائج التي توصلت إليها بعثة تقييم مشتركة نفذت مسوحات في جنوب السودان بين شهري أكتوبر ونوفمبر الماضيين بناء على طلب من وزارة الزراعة والغابات في جنوب السودان. وحذر التقرير أيضا من أن "أعداد الذين يعانون بشدة من انعدام الأمن الغذائي يمكن أن يتضاعف في حال النزاعات التي تؤدي إلى تشريد السكان والارتفاع المستمر في أسعار المواد الغذائية". وأسهمت عدة عوامل في تفاقم الأوضاع الغذائية في جنوب السودان، من بينها ضعف انتاجية المحاصيل، وزيادة الطلب وارتفاع الأسعار بشكل سريع، والصراع، والتشرد، والأعداد الكبيرة من العائدين الي البلاد من السودان. وأدت هذه العوامل إلى نقص المواد الغذائية، وتراجع إنتاج الحبوب. وقال مدير برنامج الأغذية العالمي في دولة في جنوب السودان كريس نيكوي في التقرير "إن هذه الأزمة تقترب سريعا من مرحلة لا يمكن للعالم أن يتجاهلها، فالوضع خطير، ونحن نبذل كل ما بوسعنا لكي نكون مستعدين، إلا أن الوقت ينفد أمامنا". وأكد رئيس مكتب منظمة الأغذية والزراعة في جنوب السودان جورج أوكيه على الحاجة إلى تمكين الأسر من الوصول السريع إلى الطعام والضروريات الأساسية. وقال "من أجل استعادة الأمن الغذائي في جنوب السودان، نحن بحاجة إلى كسر حلقة الجوع والفقر المتزايد، ويمكننا ذلك عن طريق مساعدة الناس على استئناف الأنشطة الزراعية والثروة الحيوانية والأخرى التي تدعم سبل معيشتهم". ونوه التقرير الأممي الى ان إغلاق المعابر الحدودية بين جنوب السودان والسودان ساهم في اختلال المواد الغذائية المعروضة في الأسواق بالجنوب .
