قليلون جدا في هذا البلد وصلوا الي مكانتهم لكفاءتهم وموهبتهم وقليلون جدا من استوعبوا ان الواسطة والجماعة ورضا الأجهزة الامنية والشلة هي أدوات الترقي والصعود, تلك القواعد تراث مصري أصيل عمره من عمر الأنظمة الثورية التي لم تكن تختار أهل الثقة فقط ولكن كانت تحتقر وتري في اي موهبة اوكفاءة عدوا محتملا فكانت تجتثهم من المنبع ولهذا عاش الوطن محروما من قادته الحقيقيين بزعم الحفاظ علي النقاء الثوري والطهر الوطني وطوال الوقت ظل المصريون اسري شلتين الإخوان وأنصارهم أو اليسار وطوائفهم وكلاهما لديه وهم انه أعلي مرتبة في المواطنة من الآخرين ذهب مرسي وجماعته وجاء الناصريون بشلتهم ولان البدايات غير مشجعة وتعيدنا سنوات لتلك القسمة انظر الي رئيس وأعضاء المجالس التي اختارها الحكم الجديد فهناك محمد فائق للمجلس القومي لحقوق الإنسان بديلا للغرياني وجلال عارف بديلا لأحمد فهمي وعمرو موسي للجنة الخمسين ولسوف يستمر هذا النهج الإقصائي كعادة وتراث مصري كنا نلمسه في الجامعة فمن لم ينتم للجماعة الإسلامية أو الاخوان أو الناصريين كان وحيدا بلا ظهر أو رفاق وكان مطاردا من ثلاثتهم واقل تهمة تواجهه أما انه بلا فكر أو مخبر أو عميل لمباحث أمن الدولة كان ذلك في منتصف السبعينات وكان الناس عند اليسار معنا أو عميل وربما برجوازي علي أساس وجود طبقة عاملة تدير صراعا طبقيا وبالطبع لم يكن هذا أو ذاك موجودا وكان اي يساري يظل فاقدا لعذريته الوطنية حتي يعتقل أو يسجن لإثبات شرفه اليساري ونفي عمالته للأمن مرت الأيام والسنون لكي نكتشف ان أكثر اليساريين غلوا كانوا خدما للأمن والسفارات وان كل تلك المبالغات ماهي إلا صدادة ومضادات فوق الرؤوس المبطوحة وفيما بعد عرفنا ان الإبداع موهبة فردية وان أكثر الكسالي والضعفاء كانوا يجدون في الانضمام لتلك الجماعات والحركات ملاذا يضيف اليهم قيمة ووضعا داخل الجماعة السياسية وبالمنطق المصري الشهير يا نعيش سوا يانموت سوا كانت الشلة في السجون ومطاردة ومحنطة وأما في الحكم واقتسام الغنائم ولم تعترف الشلة المصرية بالاحزاب أو النقابات او حتي الجمعيات أو مايسمي باللوبي في المجتمعات الغربية وبذلك أصبحت تنظيما مصريا خالصا في كل المواقع بدون استثناء تتلاقي مصالحهم وطموحاتهم وهم مدعوون في اي اجتماع وأسماء أفراد منهم في اي لجان أو مجالس أو سفريات وهم نجوم الفضائيات وصفحات المجتمع والمنتجعات وأفراحهم في أفخم الفنادق ويحضرها علية القوم والفنانون وفي أحزانهم لا يدفعون فواتير النعي بالأهرام لان كل الصحف تقوم بالمهمة كاخبار وهؤلاء يطاردون الناس بإلحاح صبح مساء وإذا وقعت لأحدهم مشكلة تقوم الدنيا ويتبرع كبار المحامين للدفاع عنهم وهناك دراسات أثبتت ان هذا البلد تديره عدة عائلات تشكل فيما بينها شلل في الاستيراد والتصدير والإعلام والبرلمان والحكومة حتي مايسمي بالشركات المساهمة تتشكل منهم بمنطق شيلني واشيلك وقيل زمان ان نكسة67 بسبب شلة المشير ورفاقه وان ما اسقط مرسي كانت الشلة الضيقة التي حوله ومن الطرائف ان معظم رؤساء الوزراء الذين تناوبوا علي المنصب منذ سنوات كانوا يختارون شلتهم كما فعل عاطف صدقي وعاطف عبيد واحمد نظيف والببلاوي وكنت تري وزراء كلهم من اساتذة الهندسة في عهد نظيف وكان الوزراء من جامعة القاهرة إذا كان الرئيس من تلك الجامعة أو من عين شمس إذا كان الرجل منها وهكذا حتي بعد يناير ويونيو وجدنا عائلته و ائتلافات اقرب الشلة وبنظرة سريعة لأسماء المعينين في المجلس القومي لحقوق الإنسان أو المجلس الاعلي للصحافة أو حتي لجنة الخمسين لكتابة الدستور وماكان القوم ينتقدونه في حكم الإخوان يمارسونه بلا خجل وكل ماهنالك ان جماعة الحكم الحالية استبدلت التكفير بالتخوين وكلاهما لايزيدون عن شلل تبحث عن بطولات وهمية وسط مخزون هائل من الهزائم. ببساطة ليس من العدل ولا المواطنة السماح للمؤيدين بالتظاهر وإطلاق الرصاص علي المعارضين. لايمكن التباهي بنظافة صندوق الانتخابات وكل ماحوله صناديق زبالة. السبكي هو أول من تنبأ بعصر القوادين و البلطجية والراقصات. كانت المشكلة ان مرسي ليس رئيسا لكل المصريين وهو ماتعيد انتاجه الان السلطة الجديدة. ما خير الإخوان بين أمرين إلا واختاروا اسوأهما انحازوا للسلطة وقت الثورة وطلبوا الثورة وقت السلطة. الليبرالي المصري يعمل عكس ما يقول فهو ضد العسكر إلا إذا جاءوا به وضد الدين في السياسة ويريد أصوات الكنيسة. بعد أفلام العيد اصبح السبكي هو الأحق بلقب الشركة التي هزت عرش مصر. المنطق بدون تشنج يؤكد ان يناير كانت ثورة علي يوليو التي اسست حكم العسكر وال99%. مشكلة هذا البلد عدم وجود رجل ثان والحل انتخابه مع الرجل الأول. القرار كان ليس وقف المعونات ولكن وقف المبيعات وهي خسارة للغرب وتسويق مجاني للصين والسوفيت. نفس النخبة التي طالبت الجيش بالتصدي لمرسي هي التي ترفض منحه دورا سياسيا وكأنه شركة أمن خاصة. الحكاية ان من بيدهم القرار ليسوا أعضاء بالحكومة أو الرئاسة أو البرلمان المقبل. معظم من يخططون لمستقبل هذا البلد للقرن المقبل من مواليد القرن الماضي. ليس صحيحا ان كل من تخرج في كلية التجاره واشتغل بالدعوة هو تاجر دين بدليل علي جمعة. الحل اختفاء كل الأذرع السياسية للجماعات الدينية بنص في الدستور. الفرق بين أعضاء الحزب الوطني وأعضاء الإخوان ان الفريق الأول عمل لمصلحته الشخصية والثاني عمل لمصلحة الجماعة.. وكلاهما لم يعمل لمصر. افضل من غني لمصر عليا التونسية ووردة الحزائرية وفيروز وصباح ووديع اللبنانيان والجسمي الإماراتي وفايزة السورية.