نجح عمر سمرة، المغامر المصري الشهير والرئيس التنفيذي لشركة "وايلد غوانابانا"، أول شركة سفر محايدة كربونياً في الشرق الأوسط، بتسلق قمّة جبل "فينسون ماسيف"، أعلى قمم القارة القطبية الجنوبية والبالغ ارتفاعها 4,892 متراً، وذلك عند الساعة 6:45 بالتوقيت المحلي للقارة القطبية الجنوبية مساء الخميس 5 يناير الجاري. ويأتي هذا الإنجاز، الذي حققه سمرة وسط برودة شديدة بلغت 40 درجة مئوية تحت الصفر، في خطوة أخرى على طريق تحقيق حلم "تحدّي القمم السبع"، إذ أنجز تسلق ستٍّ من أعلى سبع قمم في العالم. ويقضي "تحدّي القمم السبع" بتسلق أعلى قمة في كل قارة من قارات العالم السبع. وكان عمر سمرة، البالغ من العمر 33 عاماً، قد اشتهر بكونه أصغر عربي وأول مصري يتسلق قمة إفريست بجبال هملايا. وتركّز المهمة التي يضطلع بها سمرة على أن تكون محايدة كربونياً، لتكون الأولى من نوعها في عالم تسلق الجبال. ويسعى سمرة، المهتمّ بالمعايير البيئية ومعايير الاستدامة في جميع الرحلات والمغامرات، بما فيها تلك التي تنظمها شركته بهدف مساعدة الأفراد على تحقيق التغيير المنشود في حياتهم، إلى خلق توازن في الانبعاثات الكربونية. وسوف يشرع سمرة في العمل على إحداث التوازن في الانبعاثات الكربونية لمهمته "القمم السبع"، التي بدأها العام 2007. وقال سمرة متحدثاً من قمة "فينسون ماسيف" عبر هاتف فضائي: "أقف اليوم على بعد خطوة واحدة من هدفي، وقد كان تسلق "فينسون ماسيف" أحد أصعب التحديات التي واجهتني خلال حياتي، وشعوري بالنجاح في قهر هذا التحدّي شعور لا يوصف". وعبّر سمرة عن شكره لجميع من ساندوه ورعوه في مهمته، مشيراً إلى أن نجاحه لم يكن ممكناً لولا ذلك الدعم، ومعرباً عن أمله في أن "يسلّط هذا الإنجاز الضوء على القضايا البيئية التي تواجه الجميع والدور الذي يمكن لكل منا لعبه للتغلب عليها، وأن يكون ملهماً لكل الذين يرغبون بتحقيق أحلامهم". وتعتبر الرحلة إلى "فينسون ماسيف" محفوفة بالمخاطر وهي تتمّ في ظروف قاسية، ولم ينجح سوى 1,400 شخص فقط في الصعود إلى قمة الجبل التي تبعد عن مركز القطب نحو 1,200 كيلومتر. ويقع جبل "فينسون ماسيف" عند خط العرض 78°35' جنوباً و85°25' غرباً في الجزء الجنوبي من الحافة الرئيسية ضمن سلسلة جبال "سنتينل"، ويبلغ طوله 21 كيلومتراً وعرضه 13 كيلومتراً. وتعتبر درجات الحرارة في القارة القطبية الجنوبية الأبرد في العالم، ما يجعل قمة الجبل المرتفعة واحدة من أبرد الأماكن على كوكب الأرض. وقدّمت شركة "غول زيرو"، المتخصصة في حلول الطاقة، عدة الطاقة الشمسية إلى سمرة لضمان بقاء أجهزة الاتصال التي بحوزته تعمل على مدار الساعة وبأكثر الطرق رفقاً بالبيئة. أما شركة "أدفانسد غلوبال تريدنغ" فستشرع بحساب الأثر الكربوني للرحلة لتشتري ما يوازيه من نقاط تلزم لجعل الرحلة مجازة كرحلة محايدة كربونياً. وتحقيقاً لهدف عمر سمرة في أن يصبح أول مصري وأصغر عربي يتسلق القمم السبع الأعلى في قارات العالم، بقي عليه أن يتسلق العام المقبل قمة "دينالي" البالغ ارتفاعها 6,194 متراً، وهي أعلى جبل في أمريكا الشمالية والولايات المتحدة. وقد نجح سمرة في تسلق قمة "إفريست" في مايو 2007، و"كليمنغارو" في إبريل 2008، و"إلبروس" في أغسطس 2008، و"هرم كارستنز" في إبريل 2009، و"أكونكاغوا" في فبراير 2011، وأخيراً "فينسون ماسيف" في يناير 2012.