على غير العادة استيقظت على صوت ضحكات عالية وأصوات صاخبة تقطع سكون المكان الذى ذهبت اليه لأنال قسط من الهدوء بعيدا عن ضجيج العاصمة وتخلصا من أعباء والتزامات وضغوط دامت لأكثر من عام , ذهبت لأستطلع الأمر فوجدة مشهد اقشعر منه بدنى لأول وهلة وهو وجود فوج من الشباب متحدى الاعاقة جميعهم على كراسى متحركة استغفرت الله وحوقلت وحمدت الله على نعمة الصحة التى لا نشعر بها , رأيت شباب فى مقتبل العمر جميعا كلهم حيوية واقبال على الحياة يتبادلون الضحكات فيما بينهم ومع اسرهم , السعادة على وجوه الجميع شئ غريب لا أجده عند الأصحاء سليمى الجسد ومعاقى الفكر والتفكير , أجد شباب يتعامل بسلام مع الجميع يتبادل القفشات والضحكات , كنت أسترق النظراليهم وهم مبتهجون ولسان حالهم يقول استيقظوا يابشر وأفيقوا لكى تعرفوا ما بكم من نعم لا تشعروا بها , ولكى تبتهل ألسنتكم حمدا وشكرا لله سبحانه فكل منهم لديه اعاقة تختلف عن الآخر , شردت بفكرى قليلا وجدتنى أناجى ربى وأحمده فأنا أفضل حالا بالتأكيد من هؤلاء , لدى نعم كثيرة لا تعد ولا تحصى مثل غيرى والله انى لأخجل من نفسى الآن وأنا التى أتيت هربا من تكاثر الهموم على نفسى ,كيف لى أن أحزن ولدى كل تلك النعم التى يتمناها الآخرون ممن حرموا من هذه النعم ,على ماذا أحزن مقارنة مما هم فيه ؟؟؟ أعلى توافه الدنيا التى لا قيمة لها اذا قيست بما فقده هؤلاء الشباب!!!! وبالرغم مما حرموا منه الا أنهم يواجهون الحياة بتلك الابتسامة الغريبة , أخذت أحدق فيهم لعلى أعرف كيف عبروا منطقة السخط على الحياة وعلى حظهم من الدنيا , كيف وصلوا الى هذه الحالة من الرضا والسلام النفسى , أتوا الى هذا المكان بدعوة من هيئة أو منظمة لا أعرف ولكنهم وجدوا من يهتم بهم ويحاول الترفيه عنهم بشئ بسيط , انها نقطه فى بحر الخير الذى يتسع ويشمل نواحى عديدة اذا خلصت النوايا وصفيت النفوس , لماذا لا يحذوا الجميع حذوهم بدلا من التراشق والتناحر وبدلا من الصراع على أشياء زائفة وزائلة , فلن يبقى الا العمل الصالح , نداء الى أمة محمد عليه الصلاة والسلام لكى يفيقوا مما هم فيه من لهو الحياة فسوف يتباهى بهم الحبيب يوم الجمع الأعظم هل سيتباهى بقتالنا لبعض ؟؟؟ أم سيتباهى بدماء شبابنا التى تراق وتهدر بلا ثمن؟؟؟ سيقف عليه الصلاة والسلام وسط الأنبياء فلنفعل مايجعله يفتخر بنا بين الجموع الحاشدة فهل تعود العقول الى رشدها وتعرف انه لامنصب دائم ولا كنوز الدنيا تفيد ولا أهل ولا عشيرة تنفع ولن ينفع مال ولا بنون الا من أتى الله بقلب سليم , أفيقوا يابشر .....
